الجمعة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

نحتاج إلى عدو داخلي وخارجي

الجمعة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

يجب الاعتراف بالحقائق : رؤساء احزاب اليمين ذوو تصور استراتيجي وقدرة نظر الى الأمد البعيد، وهم يعلمون ايضا ملاءمة الأدوات لتنفيذ المهمة. إن قانون الجنسية الجديد، الذي يرمي الى انشاء وضع عداوة دائمة بين اليهود والآخرين جميعا، هو وجه واحد فقط من الخطة الكبرى التي أصبح افيغدور ليبرمان متحدثها الرسمي.

والوجه الآخر هو وعد وزير الخارجية لأمم العالم بأن حربنا مع الفلسطينيين حرب أبدية. اجل، الهدف واضح : «اسرائيل» مُحتاجة الى عدو خارجي وداخلي معا، والى شعور دائم بوضع طوارىء وأن السلام سواء مع الفلسطينيين في الداخل أو مع الفلسطينيين «الاسرائيليين» قد يُضعفها فيبلغ بها خطرا وجوديا.

وفي الحقيقة، عند اليمين الذي يشتمل على أكثر قادة اليمين، ادراك أن على المجتمع «الاسرائيلي» خطر الانحلال من الداخل. يأكل جسم الأمة فيروس العقيدة الديمقراطية وعقيدة المساواة، التي تعتمد على المبدأ الكوني لحقوق الانسان وترعى القاسم المشترك بين جميع البشر مهما كانوا. وما هو المشترك بين البشر أكثر من حقهم في أن يكونوا أسياد مصيرهم وأن يساوي بعضهم بعضا؟

بحسب هذا التوجه، هنا بالضبط تكمن المشكلة : فالتفاوض في تقاسم البلاد خطر وجودي لانه يعترف بحقوق الفلسطينيين المساوية، وبهذا يسعى الى تقويض مكانة اليهود المتميزة في ارضهم. ولهذا من اجل تهيئة القلوب الى سيطرة اليهود وحدهم على سكان البلاد جميعا يجب أن نتمسك بمبدأ يقول إن الأصل في حياة البشر ليس المشترك بل المميِّز. وما هو الشيء الأكثر تمييزا من التاريخ والدين؟.

والى ذلك، توجد تراتبية واضحة للقيم. فنحن يهود قبل كل شيء، و«الدولة اليهودية الديمقراطية» يهودية قبل كل شيء، واذا ضُمن فقط ألا يوجد صدام بين هويتها القبلية ـ الدينية وضرورات الحكم اليهودي وبين قيم الديمقراطية يمكن أن تكون ديمقراطية ايضا. على كل حال سيكون تفضيل دائم مطلق ليهوديتها، وهذه حقيقة تضمن صراعا لا ينتهي لان العرب سيرفضون قبول حكم الدونية الذي تخصصه لهم دولة ليبرمان ويعقوب نئمان. لهذا رفض هذان الوزيران، بتأييد صامت من بنيامين نتنياهو اقتراح أن يكون يمين الولاء «بحسب روح وثيقة الاستقلال». ففي نظرهما أن «وثيقة الاستقلال» التي تضمن مساواة للجميع، دون فرق ديانة وأصل، هي وثيقة مدمرة، كانت غايتها الحقيقية في زمانها إرضاء غير اليهود والفوز بمساعدتهم في حرب الاستقلال. واليوم، في «اسرائيل» المسلحة من أخمص قدمها حتى أعلى رأسها، لا يطلب سوى أعداء الشعب منح اعلان، تقبله قلة فقط في جدّية، مكانة قانونية.

هنا يدخل الصورة البعد الديني على نحو طبيعي. فكما كانت الحال مع المحافظين الثوريين في مطلع القرن العشرين وكما هي مع القوميين المحافظين الجدد في ايامنا، يلعب الدين دورا حاسما في صوغ التكافل الوطني والحفاظ على حصانة المجتمع. يُرى الدين بطبيعة الأمر نظام سيطرة اجتماعية بغير مضمون ميتافيزيائي. لهذا يستطيع الناس الذين يبغضون الدين ومضامينه الاخلاقية أن يُساكنوا تحت سقف واحد أناسا مثل نئمان الذي يأمل أن يُحكّم الشريعة في «اسرائيل» في يوم ما. وهم يرون أن دور الدين هو تحكيم التميز اليهودي ودفع الأسس العامة خارج مجال الوجود القومي. وهكذا أصبح التمييز وعدم المساواة العرقي والديني معايير مقبولة، وارتفع مسار سلب «اسرائيل» شرعيتها رتبة وكل ذلك نتاج عمل عبري.

- [**زئيف شتيرنهل│«هآرتس»│15 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181821

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2181821 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40