الجمعة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

نتنياهو مصمم على إذلال أوباما

الجمعة 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

المقال التالي كتبه الباحث الأمريكي البارز في السياسة الخارجية م . ج . روزنبيرغ، وقد نشر في موقع «الجزيرة» باللغة الانجليزية وتناقلته مواقع عدة في الإنترنت. وروزنبيرغ حسن الاطلاع، ويمكن وصفه بأنه من «العارفين ببواطن الأمور»، حيث سبق أن عمل مساعداً في الكونغرس الأمريكي طوال 15 سنة، ثم عينته هيلاري كلينتون في قسم المساعدات الأمريكية في وزارة الخارجية. وفي الثمانينات كان قد عمل رئيس تحرير لنشرة أسبوعية يصدرها اللوبي اليهودي الرئيسي (آيباك)، ثم عمل مديراً للقسم السياسي في «منتدى السياسة «الإسرائيلية»» من 1998 إلى 2009، وفي الوقت الراهن، يدعو روزنبيرغ الفلسطينيين إلى تجاوز مفاوضات «السلام» العقيمة التي يقول إنها توفر لـ «إسرائيل» غطاء لتوسيع الاستيطان بينما المفاوضات لا تحقق أية نتيجة، وفي ما يلي مقاله :

محاولات إدارة أوباما لإغراء رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أخذت تصبح محرجة. فقد أوضح نتنياهو بجلاء أنه غير مهتم بمثل هذه الإغراءات.

وحسب صحيفة «هآرتس»، فإن التطور الأحدث (والأكثر جدارة بوصف التذلل) في هذه القصة الطويلة، جاء عندما اقنع دنيس روس، كبير مستشاري الرئيس في المسائل «الإسرائيلية» - الفلسطينية، أوباما بأن «إسرائيل» لن تقبل بتمديد تجميد الاستيطان إلا اذا أظهر أوباما «وداً» تجاه بيبي.

وهكذا قام روس ومساعدوه (الذين تشاورا مع «الإسرائيليين») بكتابة مسودة رسالة إلى نتنياهو تقدم فيها الولايات المتحدة إلى «إسرائيل» كل ما يمكن أن ترغب فيه مقابل تجميد لمدة شهرين.

كشف عن الرسالة الباحث ديفيد ماكوفسكي في موقع «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى».

وحسب تقرير الموقع، تضمنت الرسالة حوافز حيوية بالنسبة لأمن «إسرائيل» كان نتنياهو يطلبها منذ سنوات. وعلى سبيل المثال، تعهدت الرسالة بدعم موقف «إسرائيل» بشأن الاحتفاظ بقوات «إسرائيلية» في وادي الأردن بعد اقامة دولة فلسطينية، من أجل منع تهريب الأسلحة. ووفقاً للتقرير، تعهدت الولايات المتحدة أيضاً بعدم مطالبة «إسرائيل» بأي تمديد آخر للتجميد المؤقت للاستيطان، ووعدت بأن مسألة المستوطنات لن تطرح إلا في إطار مفاوضات الوضع النهائي مع الفلسطينيين.

أضافة إلى ذلك، حسب التقرير، وعدت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أية مشروعات قرارات لمجلس الأمن الدولي بشأن النزاع «الإسرائيلي» - الفلسطيني خلال العام الحالي، كما وعدت بتحديث القدرات الدفاعية لـ «إسرائيل» بعد اتفاق السلام، وبزيادة المساعدات الأمنية لها. وهذا يشمل تزويد «إسرائيل» بمقاتلات متطورة واجهزة انذار مبكر، بما فيها اقمار صناعية. كما ستبدأ الولايات المتحدة محادثات مع الدول العربية بشأن إبرام اتفاق اقليمي بمواجهة ايران.

وإنه لمن الصعب تصور أن يكون روس قد ترك أي شيء لم تلتزم به الولايات المتحدة. ومن منظور بيبي، فإن عرض روس كان حلماً أصبح حقيقة. وكل ذلك مقابل تجميد لمدة 60 يوماً. ولكن بيبي قال (لا).

لماذا؟ حسب التقرير، قال نتنياهو إنه يثمن الرسالة، ولكنه لا يستطيع قبول الاقتراح الأمريكي لأنه يشمل تمديد التجميد المؤقت للاستيطان لمدة شهرين، وهو ما قال انه سيلحق ضرراً بمصداقيته لدى الرأي العام.

ولكن «التجميد المؤقت» كان لب العرض الأمريكي. ويبدو أن بيبي لا يعتقد أن تعامله مع الولايات المتحدة يجب أن يكون على اساس «خذ واعط». وانما هو مستعد فقط للنظر في صفقات على اساس أن الولايات المتحدة تعطي وهو يأخذ (كما كانت الحال دائماً في الواقع). والآن، «غضب» روس والمسؤولون الآخرون في الإدارة بعد أن وقعوا ضحية لعبة مرة أخرى.

حتى إنهم ذهبوا إلى الكابيتول (مبنى الكونغرس) لمناقشة الوضع هناك مع أصدقاء بيبي. ولم يحالفهم الحظ. وهكذا عادت الأمور إلى نقطة البداية. ربما بإمكان روس أن يعطي بيبي واحدة من الولايات المتحدة الأمريكية الخمسين (الاسكا!)

ولكن حتى هذا لن ينجح. فما تسرب من «إسرائيل» يفيد بأن نتنياهو يعول على انتصار انتخابي كاسح للجمهوريين (في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني) من أجل تخليصه من أوباما. ثم يأتي العام 2012، وسيكون هناك رئيس جمهوري ربما يكون اكثر استجابة من أوباما ويدعه يقصف ايران.

ونتنياهو فعل هذا من قبل. فخلال قضية لوينسكي [*♦*]، جاء إلى واشنطن، وتجاهل الرئيس كلينتون، وذهب إلى الكابيتول ليدخن السيجار مع رئيس مجلس النواب (الجمهوري) نيوت غينغريتش ويتبادل وإياه النكات بشأن مونيكا، وحتى تفهموا بيبي، لا بد أن تدركوا أنه بقدر ما هو ليكودي، بقدر ما هو جمهوري يميني أيضاً.

وإليكم ما يجب أن نفعله :

يجب أن نبلغ نتنياهو أنه إما أن يوافق على التجميد، وإما أن الولايات المتحدة ستبطئ تسليم المساعدات.

ففي النهاية، «إسرائيل» هي المتلقي الأول في العالم للمساعدات الأمريكية. ومن المؤكد أن هناك طرقاً يستطيع البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية من خلالها إظهار استيائه).

أو ربما يمكننا أن نرفض استخدام حق النقض (الفيتو) ضد واحد من مشروعات قرارات مجلس الأمن التي تدين عن استحقاق أعمال «إسرائيل» في الأراضي المحتلة. ونحن لسنا ملزمين بأن نكون دائماً البلد الوحيد في العالم الذي يقف إلى جانب «إسرائيل» عندما تحاول الأمم المتحدة تبني مشروع قرار نعرف أنه على صواب.

أعني أننا نحن الولايات المتحدة. ونحن أيضاً الحليف الحقيقي الوحيد لـ «إسرائيل» على هذا الكوكب. ولسنا مضطرين لاتخاذ مثل موقف التصاغر هذا.

[*♦*] [**اشارة إلى فضيحة العلاقة بين الرئيس بيل كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لونيسكي.*]

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية│ترجمة : صباح كنعان*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2166101

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2166101 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 14


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010