الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

اوباما افضل لـ «إسرائيل»

الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

مرة اخرى سافرت الى نيويورك والتقيت اصدقائي، معظمهم من وسائل الاعلام المكتوبة ومن السياسيين السابقين. ولكني التقيت ايضا بمعارف واناس لم يسبق لي أن عرفتهم وكان بوسعي أن اقف عند المزاج العام اليوم في ميامي وفي نيويورك.

النيويوركيون لا يزالون مؤيدين واضحين لاوباما ولكنهم يتحدثون عن تأييدهم بلغة اضعف. وهم يحاولون الدفاع عن ادائه ولكنهم يعتقدون ايضا بانه يوجد فارق كبير بين اوباما الخطيب المصقع والمقنع وبين ادائه في المستويات الملموسة الهامة للمواطنين الامريكيين.

النيويوركيون يمجدون اداءه في النزاع «الاسرائيلي» ـ الفلسطيني ويعتقدون انه «دون وسيط نزيه لا يتحيز لاي طرف، لن تكون مفاوضات». ولكنهم يفهمون أن تأييدهم له في هذا الموضوع لن يؤثر على مكانته ولا يرفع نوره، وذلك لان «اوباما سيقوم او يسقط على ترميم الاقتصاد، ويبدو هذا اليوم بعيدا وغامضا».

خارج الدائرة النيويوركية، في كل مكان اتجهت اليه اكتشفت معارضة شديدة لزعامة الرئيس. رجال الاعمال ينتقدون الخانق الائتماني للبنوك الامريكية وينتقدون الرئيس على حقيقة أن ادارته انقذت البنوك من الانهيار، ولكنها لا تزال لا توفر أي محركات نمو للاقتصاد. وذلك لان البنوك تمنع الائتمان تقريبا عن كل المواطنين وعن اصحاب المصالح التجارية الصغيرة.

على خلفية ارتفاع اسعار الشقق في «إسرائيل» التقيت «اسرائيليا» اشترى قبل اسبوع مبنى قيمته 40 مليون دولار بـ 6 ملايين فقط، وهو ايضا لا ثقة له بان الصفقة التي عقدها ستبرر نفسها اقتصاديا. وفي اوساط «الاسرائيليين» وجدت ايضا انتقادا على موقف اوباما من «إسرائيل»، بل وغير مرة وجدت نفسي عالقا معهم في جدالات، إذ برأيي اوباما افضل لـ «إسرائيل» من اسلافه، ناهيك عن ان كل رئيس سينتخب في مكانه سيسير في ذات المسار.

الاشخاص الذين تحدثت معهم يتمنون الانتصار للجمهوريين في انتخابات الكونغرس (النجاح شبه مؤكد)، وذلك لان التاريخ القريب يثبت برأيهم ان الحل الوسط بين الرئيس وبين كونغرس معارض يؤدي الى قرارات اكثر توازنا.

انتخابات الكونغرس اعادت ولادة الحزب الجمهوري، الحزب الذي فقد ثقته بنفسه مع انتخاب اوباما. وقد تلقى اعضاؤه دفعة شديدة لروح جديدة عقب انتقاد أداء اوباما كرئيس، وحقيقة ان شبكة فوكس وضعت نفسها بشكل مكشوف في خدمة الحزب ومؤيديه تعزز ريح الاسناد المساعدة. ولكن في كل الاحوال لا أحد يعرف كيف يتنبأ اذا كانت المكانة المهتزة للرئيس ستبقى أم أنه سينجح في التغلب على الرواسب والانطلاق والاقلاع.

واضح أن مستقبل الرئيس قبل انتخابات 2012 ستحسم كنتيجة للانتعاش او التراجع في وضع الاقتصاد الامريكي. في هذه اللحظة المؤشرات العمومية غير مشجعة. لم يكن بوسعي أيضا ألا اشعر بان الانتقاد على اوباما تشوبه مظاهر العنصرية. هكذا مثلا، يلمح في دعاية الجمهوريين بحجج تقول ان «اوباما ليس مواليا بما فيه الكفاية لمصالح الولايات المتحدة».

كنت عدة مرات في الولايات المتحدة منذ انتخاب اوباما. هذه المرة وجدت اوباما مغايرا، مدافعا عن نفسه. هذه الحقيقة تدفع الى الحزن كل من رأى في انتخابه امكانية لتغيير اجتماعي لازم في القيم المحافظة للمجتمع الامريكي.

- [**«اسرائيل اليوم»│14 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5 / 2165682

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2165682 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010