الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

زعماء عرب «إسرائيل» اكثر تطرفاً

الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

على مدى السنين يتباهى زعماء الاقلية العربية في «إسرائيل» بانهم مع دولة فلسطينية ومع السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين، الا ان فحصا معمقا لهذه التصريحات يدل بالذات على العكس. زعماء عرب «إسرائيل»، بفصائلهم المختلفة، يعملون عمليا ضد تطلع الفلسطينيين لدولة مستقلة، ليس لهم مصلحة في مثل هذه الدولة.

هذا برز مع اندلاع الانتفاضة الثانية قبل عقد من الزمان بالضبط، عندما أنزلت زعامة عرب «إسرائيل»، من الحركة الاسلامية ومن اليسار، نشطاءها الى الشارع للتمرد على دولة «إسرائيل»، وفي اعقاب ذلك تصلب، منذئذ وحتى اليوم، الرأي العام «الاسرائيلي» في كل ما يتعلق بالتسوية. وذلك لان «الاسرائيلي» سيكون مستعدا، ربما، للانقطاع عن المناطق، ولكن اذا قامت في داخل بلاده دولة عربية، فالى اين بالضبط سيذهب؟

الامور تفاقمت فقط وتعقدت منذئذ، وبلغت لدرجة أن ابو مازن وبخ في احد خطاباته الشهيرة عرب «إسرائيل» وسأل من طلب منهم على الاطلاق المساعدة في زمن الانتفاضة. والامور تتواصل في الخط المتطرف اكثر من خط الفلسطينيين والذي يتخذه النواب العرب في كل ما يتعلق بـ «إسرائيل» ومستقبل المفاوضات.

مثلا، عندما ألمح أمس ياسر عبد ربه، امين سر (م.ت.ف) بأن منظمته ستكون مستعدة للاعتراف بشروط معينة بـ «الهوية اليهودية» لـ «إسرائيل»، سارع النائب زحالقة من التجمع الديمقراطي لتوبيخه بل ودعا الى استقالته، ليس أقل.

وفي حين يبدي بعض من القيادات الفلسطينية الاستعداد للبحث في ما يسمى «حق العودة» لا يبدي النواب العرب في «إسرائيل» أي استعداد على الاطلاق لسماع شيء حول ذلك. فهم متصلبون أكثر من الفلسطينيين، وبذلك فانهم يمنعون كل تقدم نحو دولة فلسطينية.

زعماء الاقلية العربية في «إسرائيل» لم يترددوا في الهتاف للقذافي في طرابلس او للاسد في دمشق الاثنين اللذين ليسا بالضبط من محبي الدولة الفلسطينية المستقلة. الحركة الاسلامية الجناح الشمالي في «إسرائيل» قريبة بالذات من «حماس» عدو السلام وليس «السلطة الفلسطينية». التجمع، من مدرسة عزمي بشارة، يحتقر اجمالا «السلطة الفلسطينية» على الاتفاقات التي وقعتها مع «إسرائيل» ومشكوك اذا كان يعترف بهذه «السلطة».

ويطرح السؤال لماذا هي الزعامة العربية في «إسرائيل» اكثر تطرفا من زعامة «السلطة الفلسطينية»؟

يوجد لهذا جوابان مفاجئان. الاول، الادعاء القوي في العالم العربي تجاه عرب «إسرائيل» الذين خانوا زعما واستسلموا لليهود، يلزمهم باتخاذ خط أكثر تحديا تجاه «إسرائيل»، دولتهم. فهم ملزمون بان يثبتوا بانهم ليسوا خونة للقضية العربية والفلسطينية. وأنهم أكثر قومية. وهكذا، على نحو متناقض، سيبقى «عرب الـ 48» ابدا عالقين بالاتهام العربي اللاذع ضدهم. الاتهام ضدهم يصفهم، وبدلا من أن ينفضوه فإنهم يتمترسون فيه أكثر فأكثر. الفلسطينيون لا حاجة لهم لأن يثبتوا شيئا، اما عرب اسرائيل فيحتاجون.

الجواب الثاني هو : الى أين بالضبط سيخلى عشرات الاف المستوطنين، اذا ما اخلوا اراضي الضفة الغربية؟ الى الجليل والنقب، بمعنى الى مراكز الاستيطان العربي في «إسرائيل»، على حساب عرب «إسرائيل».

يمكن الان أن نفهم ان للعرب في «إسرائيل» وللفلسطينيين مصالح متعاكسة في كل ما يتعلق بتسوية «اسرائيلية» فلسطينية. نجاح الفلسطينيين من شأنه أن يكون مصيبة عرب «إسرائيل». حان الوقت لان نكشف، امام الزعامة في «إسرائيل» وامام «السلطة الفلسطينية» على حد سواء، أي دور يؤديه من سمي ذات مرة «الجسر للسلام».

- [**«يديعوت»│14 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]

[**♦ مستشرق*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2181913

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181913 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40