الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

«إسرائيل» لا تستطيع تحمل حرب اخرى

الخميس 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

«ليست لدولة «إسرائيل»، والجيش «الاسرائيلي» والمجتمع «الاسرائيلي» القدرة على تحمل «يوم غفران» آخر»، كتب رئيس هيئة الاركان، غابي اشكنازي في مقالة نشرت في صحيفة «معاريف» يوم الجمعة الأخير.

هذا القول كأقوال اخرى في مقالته ايضا مخطىء على الاطلاق. ينبغي تأميل أن يكون شخص آخر كتبها وأن لا يكون رئيس الاركان تعمق في الفحص عنها قبل اجازتها للنشر، وإلا فانه يجب علينا جميعا أن نكون قلقين من أن الجندي في المحل الاول، الذي يفترض أن يكون قائد الجيش «الاسرائيلي» حتى لو وقع والعياذ بالله «يوم غفران آخر»، لا يؤمن حقا بهذه القدرة.

من الواجب أن نقول كلام توبيخ : الحديث عن مقولة غير صحيحة في الغاية، تغرس أملا في قلوب المتآمرين وهم غير قليلين، كي يوقعوا بنا «يوم غفران» آخر، وأشد من ذلك أنها توحي بعدم الثقة بمنعة الشعب وقدرة الجيش.

إن القائد الأعلى، الذي يفترض أن يبث في الجيش الباعث والايمان بقدرته، يقول له انه لا يستطيع في وضعه اليوم أن يعود الى تحمل نحو 2800 قتيل ونحو 8000 جريح، كما تحمل في تلك الحرب. فالويل لنا اذا كان يوجد ولو شيء من الحقيقة في هذه المقولة.

لا يجوز أن نُمكّن العدو من أن يُعاود مباغتتنا وأن يؤدينا الى وضع تحمل كهذا بل أقل منه؛ لكنه في الوضع الروحي غير المشجع الذي نوجد فيه ايضا (وتشهد حرب لبنان الثانية أن جُل الاخفاق فيها لم ينبع من مضاءلة التدريب ولا حتى من قيادة مخفقة وتصور مخطىء)، نستطيع ونستطيع تحمل «يوم غفران» آخر واسوأ منه ايضا.

عرف الشعب اليهودي نوائب فظيعة ورهيبة وبقي. قال له قادته وضباطه في ايام «حرب الاستقلال» انه برغم انه فقد منذ وقت قريب ستة ملايين، فعليه أن يُبعث من الرماد وأن ينتصر حتى لو كان ذلك بأيدٍ فارغة احيانا. وها هو ذا ضابط يأتي من جيل القادة الحالي ويعلن أن الشعب الذي نهض مثل أسد من اجل أن يُحارب لاستقلاله بعد أفظع كوارثه المحرقة لم يعد يستطيع، ولا سيما وقد بلغ منتهى الراحة والرفاهة، أن يدفع الثمن المطلوب لضمان وجوده وسيادته. أي عدم ايمان!.

صحيح، تُسمع اقوال مشابهة من أفواه رؤساء احزاب، ومفكرين روّاد وعلماء في الاكاديميا. لكن دور القائد ـ مثل يوشع والكلب في زمانهما ـ أن يرفع الروح المعنوية للجيش والشعب وأن يغرس ايمانا بأننا قادرون ـ ويجب علينا ـ أن نتغلب ايضا على اوضاع غير ممكنة؛ وأنه لا يجوز في القاموس الوطني ولا سيما العسكري أن يرسخ مصطلح «لن نستطيع تحمل حرب أخرى كهذه». برهنت حرب «يوم الغفران» على العكس خاصة : وهو أننا نستطيع ونستطيع. فمن الحقائق أن نصرنا فيها ربما كان أكبر انتصاراتنا منذ أصبحنا شعبا.

كلام اشكنازي تعبير عن صدمة المعركة المتصلة التي أصابتنا ـ وفينا كبار قادتنا ـ منذ تلك الحرب. علينا أن نكف عن جلد أنفسنا بلا انقطاع وأن نستخلص أن دروس النصر المذهل هي أننا اذا اضطررنا فاننا نستطيع أن ندفع الثمن المطلوب لاستمرار استقلالنا. ونحن مستعدون لذلك، ومن جملة اسباب ذلك أنه اذا لم توجد هنا «دولة يهودية» فلن توجد في أي مكان آخر في العالم. واذا لم توجد «دولة يهودية» فلن يوجد في المستقبل ايضا شعب يهودي (أنظروا كيف يذوب شعبنا في الشعوب ـ عن اختيار ـ في الجاليات).

وهذه هي الغاية العليا «لدولة اليهود».

- [**يسرائيل هرئيل│«هآرتس»│14 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2178038

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178038 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40