الأربعاء 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

تأثيرات القمّة فلسطينيّاً

الأربعاء 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par حسام كنفاني

ما بعد القمة العربية الاستثنائية ليس كما قبله. خلاصة يمكن إسقاطها على الوضع الفلسطيني، ولا سيما أن القمة لم تخرج بشيء خارج سياق التوقعات في ملفي إصلاح هيكلية الجامعة العربية أو إنشاء رابطة دول الجوار، اللذين كان نصيبهما التأجل لمزيد من البحث والتشاور. أما الوضع السوداني واليمني والصومالي فكان القلق سيّد الموقف، لكن من دون قرارات استثنائية.

الوضع الفلسطيني وحده حظي بأحداث دراماتيكية في القمة وعلى هامشها. أحداث لا شك ستؤثر في المدى القريب بملفي المفاوضات مع «إسرائيل» والمصالحة الداخلية، ليس بالضرورة للأفضل. في ما يخص المفاوضات كان واضحاً أن هناك توجهين متناقضين أثمرا مهلة الشهر التي باتت معلومة. مهلة مخصصة للولايات المتحدة لوضع حل وسطي للتجميد الاستيطاني وتسهيل استئناف المفاوضات المباشرة. لكن ماذا بعد هذه المهلة القصيرة، هل هناك اتفاق عربي على الخطوات التالية في حال بقيت الأمور على ما هي عليه؟

لا يبدو أن هناك أي تفاهم بين الدول العربية على ما يجب القيام به، سواء لجهة التوجه إلى مجلس الأمن أو حل «السلطة الفلسطينية» أو إعادة الاحتلال للضفة الغربية. كل واحد من هذه الخيارات يحظى بدعم عدد من الدول العربية، من دون أن يكون هناك إجماع على خيار محدد، رغم أن كفّة مجلس الأمن هي المرجحة، ولا سيما بعد موقف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، وبالتالي الموقف الأوروبي، الداعم لهذا الخيار من باب الخوف من خيار الدولة الواحدة.

مهلة الشهر لا تزال في بدايتها والعمل أمريكياً سيتكثف في الأيام المقبلة لإيجاد صيغة مخادعة للتجميد المؤقت. لكن هناك ملفاً فلسطينياً آخر ستحمل معطيات القمة تأثيراً عليه. ملف المصالحة الفلسطينية والحراك الإيجابي المفاجئ الذي ظهر عليه قد لا يبقى على حاله طويلاً. واجتماع العشرين من هذا الشهر، في حال عقده وهو أمر غير مضمون، سيكون حاسماً في هذا المجال. تأثيرات القمة على هذا الملف لن تكون بالتأكيد إيجابية، ولا سيما بعد السجال الذي وقع بين الرئيس السوري بشار الأسد و«رئيس» السلطة الفلسطينية محمود عبّاس حول قرار لجنة المتابعة. سجال أعاد العلاقة السورية مع السلطة الفلسطينية إلى مربع التأزيم، وخصوصاً بعد ما نشر على المواقع الفلسطينية عن رد منسوب إلى «مصادر مقرّبة من الرئاسة» على كلام الأسد.

ومن المعلوم أن المصالحة الفلسطينية ليست خارج إطار التجاذبات السورية - الإيرانية من جهة، والمصرية - السعودية من جهة أخرى، إضافة إلى عوامل الداخل الفلسطيني واللاعب الأمريكي والمحتل «الإسرائيلي». على هذا الأساس فقط تكون انتكاسة جهود المصالحة من التأثيرات المباشرة للقمة وسجالاتها، بانتظار انتهاء مهلة الشهر وحسم الخيارات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 52 / 2165470

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165470 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010