رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرض أمس في «الكنيست» بكامل هيئتها صيغة جديدة لحل الخلاف حول تجميد البناء في المستوطنات : ان يعلن الفلسطينيون بانهم يعترفون بـ «اسرائيل» كـ «الدولة القومية للشعب اليهودي»، وهو سيطلب من الحكومة اقرار «ارجاء اضافي للبناء». وشرح نتنياهو بان الاعتراف بالهوية اليهودية لـ «اسرائيل» حيوي لبناء ثقة الجمهور «الاسرائيلي» بالجيران الفلسطينيين.
مثل هذه المناورات لصرف الانتباه تضعضع الثقة في نية رئيس الوزراء. تجميد المستوطنات ليس بادرة طيبة جديرة بمقابل من جانب الفلسطينيين. فهو التزام رسمي أخذته حكومة «اسرائيل» على عاتقها (حين كان نتنياهو أحد وزرائها الكبار) قبل سبع سنوات في «خريطة الطريق». الجانب الاخر من المعادلة كان التزاما فلسطينيا باتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف «الارهاب» و«العنف». محافل أمريكية تعمل في المناطق بل وكبار مسؤولي جهاز الامن «الاسرائيلي» يعربون عن رضاهم من أداء «اجهزة الامن» التابعة «للسلطة الفلسطينية».
في خطابه روى نتنياهو انه، قبل بضعة اسابيع، وضع هذه الصفقة أمام الفلسطينيين وقد ردوها. رئيس الوزراء يعرف بالتأكيد انه في «قمة انابوليس» ايضا، التي عقدت في نهاية 2007 رفض الفلسطينيون ادراج مسألة «الهوية اليهودية» لـ «اسرائيل» في اعلان استئناف المفاوضات المباشرة.
وبالاحرى توقع مسبقا الا تستجيب «القيادة الفلسطينية» لصفقة تقترح احتراما مؤقتا لتعهد «اسرائيلي» بتجميد المستوطنات مقابل تنازل في مسألة جوهرية وحساسة لا مثيل لها مكانها في المباحثات على المواضيع الجوهرية.
وكما قال نتنياهو لرفاقه في كتلة «الليكود»، قبل وقت قصير من خطابه، فان لـ «اسرائيل» مصالح هامة لا تقل عن توسيع المستوطنات في الضفة. ولا توجد مصلحة اكثر اهمية من ضمان «الهوية اليهودية» والديمقراطية للدولة. ولهذا الغرض فان على رئيس الوزراء أن يكف عن مساوماته بالمفرق مع الرئيس الامريكي على جوائز الترضية، وعن الغمزات السياسية للرأي العام وأن يركز كل جهوده على تحقيق حل الدولتين للشعبين.
[**اسرة التحرير│«هآرتس»│13 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]