الأربعاء 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

ايرلندا تلغي صفقات عسكرية بملايين الدولارات مع الدولة العبرية احتجاجاً على استخدام جوازاتها في قتل المبحوح وكتاب «اسرائيلي» يكشف تفاصيل جديدة عن الجريمة

الأربعاء 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par زهير أندراوس

يواصل الشهيد محمود المبحوح، المسؤول العسكري في حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، الذي اغتيل وفق التقارير الاجنبية من قبل جهاز (الموساد) «الاسرائيلي» (الاستخبارات الخارجية) في دبي قبل تسعة اشهر، يواصل الانتقام من الدولة العبرية، كما قال المحلل د. رونين بيرغمان، المختص في الشؤون العسكرية في مقال نشره بصحيفة «يديعوت احرونوت»، وعلى الرغم من مرور فترة زمنية طويلة نسبياً منذ جريمة اغتياله، الا ان قضيته ترفض ان تتراجع عن دائرة الاهتمام والضوء، اذ انّه لا يكاد يمر يوم الا وتظهر معطيات جديدة عن العملية، التي تزيد ارباك «اسرائيل» على الحلبة الدولية، خصوصاً وان وسائل الاعلام الغربية، لا تنفك تنشر التقارير عن ظروف قتل المبحوح في فندقه بامارة دبي.

وفي نفس السياق نقلت صحيفة «معاريف» (الاسرائيلية) عن صحف ايرلندية امس ان من بين عواقب قضية المبحوح واكتشاف دور «اسرائيل» في تزوير جوازات سفر اوروبية قررت الحكومة الايرلندية الكف عن شراء ذخائر لقواتها من اسرائيل، ونقل الصفقات الى بلجيكا، علاوة على ذلك، اشارت الصحف الى ان هذا القرار يندرج في اطار رد ايرلندا على تزوير «اسرائيل» لجوازات سفرها. واوضحت الصحف الايرلندية ان الصناعات العسكرية «الاسرائيلية» خسرت ملايين الدولارات جراء الغاء ايرلندا لعقود تزويد قواتها المسلحة بأكثر من 20 مليون طلقة سنوياً.

واشارت الى ان عقدا واحدا بشراء 10 ملايين طلقة نقل الى شركة بلجيكية والى دول اخرى بينها البرازيل. وكانت ايرلندا طوال السنوات الخمس الماضية تشتري هذه الذخائر من «اسرائيل» بقيمة 14 مليون يورو، رغم ضغوط داخلية بفرض مقاطعة على الدولة العبرية.

الى ذلك كشف النقاب في «تل ابيب» عن انّ عميلاً سابقاً لـ «الموساد» نشر في «اسرائيل» رواية باسم (دبي) تدور احداثها حول اغتيال المبحوح. وكتب العميل السابق لـ «الموساد»، واسمه يومي عيني، الرواية ونشرها حول هذا الموضوع الحساس لانّه بحسبه «من المهم جداً لي ان اظهر انه ليس هناك في العالم جهاز غير «الموساد» مؤهل لتنفيذ عمل كالذي تم في دبي، ومن اجل ان يعود الخوف ويستوطن قلوب اعدائنا». وتشير الرواية الصادرة باللغة العبرية عن دار نشر (ساعر) وتقع في 137 صفحة، الى انها تستند الى المعطيات المنشورة لكنها تكمل النواقص باضافات خيالية. وسبق لعيني ان كان من مؤسسي وحدة النخبة في سلاح الاستخبارات المتخصصة بالتنصت وحل الشيفرات المسماة (الوحدة 8200) التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (امان) قبل ان ينتقل للعمل في «الموساد».

وقال عيني، الذي شارك في عملية او اثنتين لـ «الموساد» في الخارج حسب قوله، ان مثل هذه العملية لا يمكن لغير «الموساد» تنفيذها. وتقديري هذا عمل «الموساد». وكصاحب خبرة عملياتية مؤكدة فانني اقول انه ليس هناك ولا يوجد جهاز مؤهل لتنفيذ عمل نظيف كهذا من دون ان يضبط. وهذا رغم تزوير الجوازات التي كشفت وتوثيق الاحداث بكاميرات الفيديو في الفندق والمطار، وهي كاميرات للمفارقة تم تركيبها بأيدي شركة «اسرائيلية». جدير بالذكر انّ معظم التفاصيل في حبكة رواية (دبي) جمعها عيني من وسائل الاعلام «الاسرائيلية» والاجنبية. والبقية كانت من وحي خياله الخاص، بما في ذلك الاجابة على السؤال : كيف اغتيل المبحوح؟.

واجابة على السؤال اختار عيني خيار (الفتاة الطعم) في توجه جيمس بوندي لا يضر التسويق.

وفي الرواية كانت (الطعم) المدعوة غيل بوليارد، التي حملت جواز السفر الايرلندي المزور في خلية الاغتيال والتي وصلت الى دبي من باريس. وتلعب غيل دور نائبة (كافين) الذي قاد العملية حيث انه بسبب جمالها وافراطها في كشف محاسنها نجحت في اجتذاب انتباه المبحوح. وهذا ما اتاح لعملاء «الموساد» في الغرفة المقابلة اقتحام غرفته.

وتعرض الرواية ايضاً لتاريخ المبحوح ودوره في ايصال السلاح لقطاع غزة ويتعرض لاستهداف قافلة السلاح في السودان وقصف المنشأة السورية في دير الزور واغتيال الشهيد عماد مغنية في دمشق. وبحسب الموقع الاسرائيلي The Pulse فانّ مؤلف الرواية نجا من محاولة اغتيال عكف على تدبيرها، بحسب المصادر الامنية في «تل ابيب»، الشهيد عماد مغنية، المسؤول العسكري في «حزب الله»، والذي بحسب المصادر عينها جنّد فتاة اوكرانية جميلة، والتي وعدت ضابط الموساد الاسرائيلي بان تُعرفه على تجار من السعودية وسورية، لافتة الى انّ مغنية وضع عيني هدفا له بسبب نشاطاته الواسعة في الموساد وفي الاستخبارات العسكرية. وتابع الموقع قائلا انّ ضابط الموساد الف حتى اليوم 13 كتابا في مواضيع مختلفة، ومن اهمها الكتاب عن الجيش السوري، الذي اعتمد على الوثائق السورية التي سرقها جيش الاحتلال خلال حرب 1973، كما انّ كتبه تُرجمت الى العديد من اللغات، من بينها العربية.

ولفتت المصادر الى انّ كتابه «ناديا، حب لا يعرف الحدود» تُرجم للغة العربية وكتب عنه الاديب العربيّ، زكريا ابراهيم العمري، من كلية الاعلام في جامعة اليرموك الاردنية ما يلي :

«ناديا - حب يجتاز الحدود» هكذا اسم الرواية لمؤلفها الكاتب «الاسرائيلي» يومي عيني، وتابع : عادة ما يركز الروائيون على مضامين ومفاهيم واقعية باتت تقليدية ومبتذلة كالفقر والبؤس والحب والعلاقات الاجتماعية بسلبها وايجابها لكن الواقع الروائي في رواية (ناديا) ليومي عيني يتقدم ليجتاز ويكسر كل هذه الطروحات وفي محاولة لالغاء الجمودية في السرد، فالواقع في الوقت المعاصر وبرفقة التطور والصيحات الحديثة اصبح غير مقنع خاصة بالطريقة الكلاسيكية التي يقدم بها فنياً اذ لم يعد يشبع الذهن وبات هذا الواقع الحديث بحاجة الى تقنيات وتوجهات حداثية تحدث خلخلة في عمودية السرد التقليدية، وزاد : اعتقد انّ الروائي يومي عيني من الكتاب الذين يمارسون الفن الروائي وفق رؤى وتقنيات فنية حديثة واظن بانه توسع في استخدام تيار الوعي في هذه الرواية. وخلص الى القول : في هذه الرواية نلمح تحديثاً وتجديداً يسجل قدرة الاستاذ يومي عيني على التلاعب بالتقنيات الروائية ولعلنا امام ولادة رؤية ادبية تتفهم حجم هذه الطروحات الادبية الجديدة وفق كتابه سردية حديثة تتجاوز فيها المؤلف، وهذه تحية لمؤلف الرواية يومي عيني، والى الامام.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2177885

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2177885 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40