سؤال للرئيس شمعون بيريس الذي جلس امس في افتتاح الدورة الشتوية «للكنيست» وبعينين مغمضتين انصت لخطاب نتنياهو : يا سيد بيريس، عندما وقعت على اعلان المبادىء مع ابو مازن في الساحة الخلفية للبيت الابيض في خريف 1993، لماذا لم تطلب منه، شريكك في المفاوضات السرية في اوسلو، الاعتراف بدولة «اسرائيل» كـ «دولة الشعب اليهودي»؟
كيف غاب عنك، يا سيد بيريس، هذا المبدأ الذي يطرحه نتنياهو باستفزاز أمام الفلسطينيين في بداية جولة المحادثات، التي بدأت بعد حملة ضغوط هائلة من ادارة اوباما وتوقفت كما هو متوقع، بعد احتفالاتها الافتتاحية.
للحقيقة تعرفنا امس على بعض الامور الهامة لنتنياهو. أولها : رئيس الوزراء مستعد لان يواصل ما يسميه «ارجاء» البناء في المناطق. بتعبير آخر، نتنياهو يرى في مشروع الاستيطان وسيلة، أداة يستخدمها في اثناء المحادثات مع الطرف الفلسطيني. لدى نتيناهو، فان الشجرة التي غرسها في التاسع من آب العبري في «غوش عصيون» لها هي ايضا ثمن.
أمر آخر ألمح به لنا أمس خطاب نتنياهو في «الكنيست» : فهو سيفعل كل شيء كي يقوض المفاوضات مع الفلسطينيين منذ المرحلة الحالية. لم يولد بعد الزعيم الفلسطيني الذي يوافق على الاستجابة لطلب «اسرائيل» قبل أن يرووا له عن البضاعة التي يبحث فيها، عن حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية.
يمكن الافتراض لو أن ابو مازن يعرف بان نتنياهو سيتفاوض معه على دولة فلسطينية في حدود 67 لكان يمكنه أن يقنع زملاءه بالموافقة على تصريح كهذا او كذاك. في الاتفاقات التي وقعت عليها «اسرائيل» مع مصر ومع الاردن، لا يوجد أي ذكر لاعتراف الدولتين بـ «اسرائيل» كـ «دولة القومية اليهودية». من هنا يمكن الوصول الى الاستنتاج البسيط بان نتنياهو يبحث عن أي حيلة لدحر الفلسطينيين نحو موقف الرفض الذي من شبه اليقين سيعزل «اسرائيل»، سيضعها في زوبعة الاتهامات من جانب الاسرة الدولية وسيعرضها في العالم كدولة عنصرية.
الموعد الهدف لنتنياهو وابو مازن هو 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد يوم من انتخابات منتصف الولاية للكونغرس الامريكي. ابو مازن يأمل ان يفرض اوباما تسوية على «اسرائيل». نتنياهو يأمل ان ينجح في صد المبادرة المتوقعة للرئيس الامريكي بمساعدة اصدقاء «اسرائيل» في مجلس النواب الذي من المتوقع ان تكون فيه اغلبية جمهورية تعارض اوباما.
وختاما، سؤال آخر للرئيس بيريس : متى ستستيقظ وتطلق رأيك في المناورات المكشوفة للرجل الذي انتصر عليك في انتخابات 1996؟ ذاك الذي تمنحه أنت مظلة حتى بعد ان تبين بأن ليست له أي نية لأخذ مخاطر سياسية. الفرصة التالية لبيريس للاعراب عن رأيه في ما يحصل هنا هو بعد اسبوع في يوم الذكرى لاغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين.
[**شمعون شيفر│«يديعوت»│12 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]