الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

بفضل الأسطول

الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

تسعة قتلى الاسطول «التركي» ينجحون في المكان الذي فشلت فيه اساطيل سابقة، بمن فيهم المشاركون في الاسطول «اليهودي» قبل اسبوعين. بموتهم حقق لنا التسعة النقاش المتواصل في سياسة الاغلاق والحصار على غزة.

منظمات فلسطينية و«اسرائيلية»، وبعض الصحافيين عالقون في محاولات عابثة لصد أوصاف رسمية لغزة بعيدة عن الواقع، من جهة، والتسلل، من جهة اخرى، عبر ستار عدم الرغبة في المعرفة لدى الجمهور. وهي تعرض على الجمهور تفاصيل دقيقة عن الاغلاق في تقارير اسبوعية، على مواقع انترنت ودية للمستخدمين، في شهادات من الميدان وفي الالتماسات الى المحاكم. ولكن الحق في توفير المعلومات للجمهور، هذا الحق الذي يتم احترامه في «اسرائيل»، لا يجر وراءه واجب الجمهور في المعرفة. وهكذا فان الاقوال الرسمية (أساسا هذا : «عمليا لم تعد غزة في حالة اغلاق») تسيطر دوما. ولكن بفضل الاسطول الذي كان معظم مشاركيه أتراكاً، فان المنظمات المستقلة تحصل على منصات في مستويات محترمة لم يسبق لها أن حصلت عليها.

يوم الاربعاء من هذا الاسبوع سيدلي بشهاداتهم ممثلو جمعية «غيشا» أمام «لجنة تركل»، التي تفحص عملية اعتراض الاسطول البحري الى غزة وقتل تسعة من مشاركيه على يد جنود الجيش «الاسرائيلي». «غيشا»، الجمعية من اجل حرية الحركة، بادرت وطلبت من «لجنة تركل» استدعاءها للادلاء بالشهادة، «في ضوء التخوف من ألا تكون المعلومات التي عرضتها الحكومة كاملة». ويكفي هذا التلميح للايفاء بواجب الحكمة.

«غيشا» تسعى الى تذكيرنا بأن الحصار البحري الذي يوجد عمليا منذ زمن بعيد هو جزء لا يتجزأ من الحصار البري على غزة، ولا ينبغي البحث فيه على نحو منفصل. الجمعية تقول ان الوثائق الرسمية التي لديها المأخوذة أساسا من ردود الدولة على التماسات مختلفة لمحكمة العدل العليا ومن تصريحات علنية لكبار المسؤولين تدل على أن الاغلاق لم يستخدم فقط لاعتبارات أمنية «بل ايضا انطلاقا من الرغبة في ممارسة الضغط على السكان المدنيين.. من خلال التضييق على خطواتهم، تقليص مداخيلهم، وتضييق مقدراتهم والمس بنمط حياتهم، وذلك بهدف ممارسة الضغط على حكم «حماس»».

شل الاقتصاد في القطاع كان جزءا من «قتال اقتصادي»، يقول كتاب «غيشا» الى «لجنة تيركل». «القانون الدولي وان كان يؤكد القيود التي ترمي الى منع نقل المواد القتالية، ولكنه لا يسمح لـ «اسرائيل» بمنع نقل البضائع ذات الطابع المدني الصرف». ومع أن «اسرائيل» رفعت بالفعل عدد المنتجات التي يسمح بدخولها الى القطاع، الا انها تواصل حظر التصدير منه. وهكذا فان «سياسة القتال الاقتصادي» مستمرة.

[**الصحيح والأصح*]

قبل نحو اسبوعين نشرت وزارة الخارجية «الاسرائيلية» تقريرها العادي، قبيل انعقاد لجنة الارتباط للمساعدات للفلسطينيين. وكالمعتاد، فان التقرير مليء بالثناء الذاتي على السياسة «الاسرائيلية»، التي تسمح بالنمو الاقتصادي الفلسطيني. هنا أيضا تسعى «غيشا» الى النظر في السياق بأسره :

وزارة الخارجية : «الحركة ازدادت بشكل كبير. عدد الشاحنات المنسقة مع «السلطة الفلسطينية» يصل بشكل عام الى مستوى الحد الاقصى الحالي لـ 250 شاحنة في اليوم».

الاصح، حسب «غيشا» : المنتجات التي ادخلت تشكل فقط 38 في المئة من الطلب. حسب الوكالة الدولية للمساعدات الانسانية «اوكسفام»، فان عدد الشاحنات التي سمح لها بانزال بضائعها في نهاية ايلول (سبتمبر) ،634، هو 22 في المئة من العدد المتوسط قبل حزيران (يونيو) 1997.

وزارة الخارجية : «صندوق النقد الدولي يقدر نمو الانتاج المحلي الخام في النصف الاول من العام 2010 (بالقياس الى النصف الاول من العام 2009) بمعدل 16 في المئة في قطاع غزة».

الاصح، حسب «غيشا» : معطيات النمو، كما يشير اليها تقرير الصندوق، ترتبط بحقيقة ان الفترة الموازية من العام الماضي تشكل أساسا منخفضا جدا كنقطة مقارنة بسبب هجوم «رصاص مصبوب». الانتاج الوطني الخام في غزة للفرد لا يزال اقل بـ 40 في المئة مما كان في العام 1994.

وزارة الخارجية : «عدد المشاريع طبقت بكاملها أو توجد في ذروتها. بين المشاريع يوجد توزيع حاويات ستستخدم كصفوف تعليم، مشروع للامم المتحدة».

الاصح : الاطفال في مدارس وكالة الغوث يضطرون الى التعليم بهذه الحاويات (حار في الربيع وفي الصيف، متجمد في الشتاء)، لان «اسرائيل» لم تسمح بعد بدخول مواد البناء لمئة مدرسة جديدة تطلب وكالة الغوث بناءها.

وزارة الخارجية : «في تموز (يوليو) اصدر 2457 تصريح خروج (من قطاع غزة)».

الاصح : هذا العدد هو اقل من 1 في المئة من عدد الخارجين في ايلول (سبتمبر) 2000. «الاقل من 1 في المئة»، أي القطيعة بين القطاع والضفة الغربية هو جوهر الاغلاق. وبهذا يبلغ «الاقل من 1 في المئة» في الاسبوع الذي بين 28 ايلول (سبتمبر) و 5 تشرين الاول (أكتوبر)، حسب تقرير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان :

621 شخصا اجتازوا حاجز ايرز في ذاك الاسبوع. بينهم 140 مريضا يتلقون العلاج في «اسرائيل» او في الضفة الغربية و 135 رافقهم. 57 تاجرا فلسطينيا و 26 شخصا آخر يعتبرون رجال أعمال، وكذا 56 فلسطينيا من سكان «اسرائيل» (بشكل عام من لديهم اقرباء من الدرجة الاولى في القطاع). كما أن مواطنين أجانب اجتازوا : 11 دبلوماسيا، 19 صحافيا. وكذا 169 من موظفي المنظمات الدولية (بعضهم أجانب، بعضهم فلسطينيون). و 8 غزيين سعداء آخرين، وجهتهم خارج البلاد وتلقوا الاذن النادر للعبور في «ايرز».

- [**عميره هاس│«هآرتس»│11 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2165250

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165250 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010