الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

نعرف ماذا ينتظرنا

الاثنين 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

المؤرخون سيجدون صعوبة في تفسير كيف عرف هذا الجيل ان يحكم بغرور على «المفهوم المغلوط» اياه، في ما هو غرق حتى الرقبة في مفهوم مغلوط خاص به، وأكثرخطورة بأضعاف. شعار «دولتين»، هذا هو المفهوم المغلوط الجديد والذي آثاره على كل مستقبلنا لا يبحث فيها احد.

«المواطن القلق» الذي يسمى بنيامين نتنياهو حذر في كلمة امام الناس فقال : دولة «اسرائيل» لا يمكنها ان توجد الى جانب دولة فلسطينية اذا لم تضمن هذه القيود : ان تكون مجردة، ان تسيطر «اسرائيل» على معابر حدودها ومجالها الجوي وتشرف على مصادر المياه، ويحظر عليها عقد اتفاقات دولية حساسة. غير أنه لا امل في أن تفي الدولة الفلسطينية بهذه القيود، والعالم سيؤيدها. وعليه فقد أجمل نتنياهو فمحظور ان تقوم!

لماذا لا يسري هذا المنطق اليوم؟ ما الذي تغير؟

في واقع الامر، هذه القيود ترسم حدود صلاحيات سلطات رام الله، صحيح حتى اليوم، إذ ان كل ما تبقى من صلاحيات الحكم الذاتي موجودة لديهم منذ الان. وما الفارق بين الحكم الذاتي هذا والدولة السيادية؟ هذه القيود بالضبط، وهم سيلغونها في اللحظة التي تكون لديهم فيها دولة.

الفلسطينيون ينقسمون الى أربعة اقسام : غزة، رام الله، «اسرائيل» والشتات. غزة (1.2 مليون) تستخف بكل اتفاق سيوقع عليه ابو مازن. الفلسطينيون «الاسرائيليون» (1.2 مليون) اعلنوا بان رام الله لا تمثلهم، وذلك لانها تحرص على عرب 67 على حساب عرب 48. الشتات الفلسطيني يعارض كل اتفاق لا يحقق «حق العودة». تبقى عرب رام الله (1.5 مليون) الذين قسم كبير منهم ايضا يؤيدون «حماس».

نيابة عمّن سيوقع ابو مازن إذن على التعهد بالمنع عن «تل أبيب» مصير «سديروت»؟ ومثل هذه الدولة، التي ستقيمها أقلية فلسطينية، فإلى يد مَن ستتدحرج؟

تسيبي ليفني وعدت، على الاقل، بان كل ما يتفق عليه مع رام الله سيوضع على «الرف» الى أن تتحقق موافقة الفلسطينيين الاخرين. هذا أيضا كان لعبا بالنار، ولكنه لم يصل الى خفة العقل في تسليم المواقع الاستراتيجية التي تطل على الدولة سلسلة الجبل من جلبوع وحتى جبال النقب الى رحمة عصبة رام الله، سماسرة «السلام» الفاسدين.

معسكر السلام يقلق على الميزان الديمغرافي، ولكنه يتجاهل الطوفان الذي سيغمر «يهودا والسامرة» عندما سيفتح سد قطاع غزة وعبر الرواق الفلسطيني الذي سيقطع النقب سيتدفق الى «الضفة» الميسورة جدا الاف الغزيين الفقراء. هذا التحول الديمغرافي سيفعل فعله بـ «اسرائيل» بل وسيدخل عرب القدس و«يهودا والسامرة» الى معمعان اقتصادي، اجتماعي، قبلي وسياسي مجنون. ولكن من يفحص الاثار التي توجد منذ الان للمفهوم المغلوط؟

في يوم ذكرى الانتفاضة الثانية لم ننسَ قتلى الانتفاضات من بين الفلسطينيين «الاسرائيليين» («أحداث تشرين الاول/ أكتوبر»)، ولكن العلاقة بين الانتفاضات على جانبي الخط الاخضر لم نحقق فيها. هكذا أيضا فاننا لا نسأل أي تعبير سيعطونه لولائهم لعلم فلسطين، الذي يرفعونه منذ اليوم، عندما يكون هذا العلم في الجانب الاخر من الحدود سياديا؟ وكيف سترد، مثلا، القدس العاصمة الفلسطينية على حادثة قومية في الجليل؟ وكما هو متوقع، بعد أن تسيطر فلسطين على الضفة الشرقية ايضا والتي 75 في المئة من سكانها فلسطينيون، كيف ستبدو دولة السهول اليهودية، عندما تكون فلسطين تلفها من حدود العراق وحتى البحر المتوسط، مع حصان طروادة فلسطيني بين اسوارها؟

أي رد يعطيه نتنياهو لهذا الجانب من المفهوم المغلوط لـ «الدولتين»؟

فتحنا ثغرة ضيقة في صندوق «بندورا» (صندوق المفاسد الاسطوري) الفلسطيني. عندما تقع علينا المصيبة المحتمة وتتشكل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق فيها، سيرفع اليها هذا المقال كدليل على انه لم تكن هناك أي مفاجأة. كل شيء كان متوقعا.

- [**الياكيم هعتسني│«يديعوت»│11 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2179009

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2179009 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40