الأحد 9 أيار (مايو) 2010

بعد قرار التنفيذية...المطلوب مرجعية فلسطينية موازية

الأحد 9 أيار (مايو) 2010 par د. عدنان بكرية

المطلوب من كل الفصائل الفلسطينية الانضواء تحت مرجعية وطنية والتعجيل بإقامتها قبل فوات الأوان .
م.ت.ف ليست بقرة مقدسة.. ولم تعد تحترم إرادة الشعب وتوجهاته وأصبحت بقالة خاصة لرجالات المقاطعة من منتفعين وسماسرة .

موافقة اللجنة التنفيذية وهرولتها نحو التفاوض العبثي مع الاحتلال الإسرائيلي دون شروط أو حتى مطالب تحفظ الكرامة وماء الوجه .. تعتبر طعنة توجه لصدر الشعب الفلسطيني ومحاولة لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني برمته.

نتنياهو خرج متبجحا بعد قرار التنفيذية معلنا بأنه ذاهب للمفاوضات دون شروط فلسطينية مسبقة.. وان التفاوض سيقتصر حول الحدود والأمن .. والقضايا الأخرى ستبقى عالقة الى ما لا نهاية !

نفهم جدا ان تصريحه يحمل أكثر من دلالة على ان هذه المفاوضات لن تكن إلا لقاءات لترتيب التنسيق الأمني وتعزيزه بين الاحتلال والسلطة.. وقضية الحدود التي ستطرح تخفي في جعبتها العديد من الخفايا والأسرار وفي مقدمتها التبادل السكاني الذي طالما حلمت به اسرائيل بهدف التخلص من فلسطينيي ال 48 الذين يشكلون قنبلة موقوتة على حد قول قادة اسرائيل .. وطبعا كل هذا مرتبط بالاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة الأمر الذي يعني نسف حق العودة من جذوره.. اذ لا يمكن الحديث عن الحدود دون تناول هاتين القضيتين.

إن ما نخشاه فعلا هو أن توجه اسرائيل بوصلة التفاوض الى هذه القضايا من اجل تغييب القضايا المركزية كالقدس وحق العودة وباقي الثوابت ..وما نخشاه أكثر عبثية المفاوض الفلسطيني .. الذي يهرول نحو المفاوضات غير آبه بالموقف الفلسطيني العام والذي يرفض مفاوضات لن تزيد المحتل إلا غطرسة وتعنتا واستئثارا.

الفصائل الفلسطينية ترفض هذه المفاوضات وفي نفس الوقت لا تسارع في طرح حلول للتمثيل الفلسطيني ولجم المشروع التدميري الذي تعتمده رام الله .. فسلطة رام الله ذاهبة الى أقصى الحدود للتلاعب بمصير الشعب والوطن وتطلق لنفسها العنان للتحدث باسم الشعب الفلسطيني كله كما جاء على لسان محمود عباس من أن السلطة تتفاوض باسم كل الشعب الفلسطيني !

أمام هذه التحديات وانعدام الأفق للتوافق الفلسطيني أصبح من الضروري الإسراع بتشكيل المرجعية الموازية ل- م.ت.ف .. فمنظمة التحرير ليست بقرة مقدسة .. وهي لم تعد تحترم إرادة الشعب وتوجهاته وأصبحت بقالة خاصة لرجالات السلطة من منتفعين وسماسرة .. والمطلوب من الفصائل الفلسطينية كلها الانضواء تحت سقف المرجعية الوطنية الموازية لإنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني قبل سحقه كليا .

يؤلمنا ما وصلت إليه القضية الفلسطينية من محاولات ذاتية لتدميرها وتغييبها كقضية تصدرت اهتمامات العالم سابقا... ويؤلمنا أكثر الصمت الفلسطيني الشعبي والفصائلي على ما يحدث ..فبيانات الاستنكار والإدانة والرفض لن تغير من موقف سلطة رام الله اذا كانت هذه البيانات غير مشحونة بخطوات عملية تؤدي الى استعادة شرعية القرار الفلسطيني المسلوب والإرادة الفلسطينية المغتصبة .

المطلوب من الفصائل الفلسطينية المعارضة والدائرة في فلك الرئاسة أن تعلن وبصراحة انها في حل من سلطة رام الله ..والمطلوب منها أيضا الانسحاب من اللجنة التنفيذية لأنها تحولت الى أداة طيعة في خدمة المشروع الأمريكي - الإسرائيلي .. فليس من المقبول والمعقول إضفاء الشرعية على خطوات سلطة رام الله وإمدادها بشريان الحياة .

حماس والجهاد الإسلامي واللتان لهما قوة التأثير في الشارع الفلسطيني مطالبتان بالإعلان عن نزع الاعتراف بعباس والعمل على التسريع بإنشاء المرجعية الموازية ل – م.ت.ف إنقاذا لما تبقى الهيبة الفلسطينية المداسة وإنقاذا للمشروع الوطني قبل فوات الأوان .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 73 / 2165501

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165501 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010