الأحد 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

لا تنتظروا الحرب

الأحد 10 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

الوثائق التي سجلت مداولات الحكومة قبل ساعات معدودة من اندلاع حرب «يوم الغفران» تفتح أخيرا امام أنظارنا جميعا فنتعرف على حقيقة بسيطة واحدة : القرار بالضربة المسبقة، التي كان يمكنها ان تغير وجه الحرب بشكل دراماتيكي وتوفر ما لا يقل عن 1000 حتى 1.500 حياة مقاتل، اتخذ في دقائق معدودة دون أي تحليل معمق. فقط بحركات الشفاه، الحواجب وتلويات اللسان. هكذا اتخذ القرار الدراماتيكي هذا، وهكذا تتخذ القرارات بهذا الحجم حتى اليوم.

هذا هو الدرس الاكثر اهمية الذي ينبغي لنا ان نتعلمه. ليس فقط من المذنب ومن لا، بل كيف تتخذ القرارات في «اسرائيل» والتي هي احيانا قرارات محملة بالمصائر. لأسفنا، القرارات تسمى «محملة بالمصائر» عندنا فقط اذا كانت تعنى بشن الحرب (2006) او بالامتناع عن ضربة مسبقة (1973)، ولهذا تشكل في اعقابها لجان تحقيق تفحص موضعيا سياقات اتخاذ القرارات. لا يفكر احد بأن الامتناع عن قرار في المسيرة السلمية وتنفيذ تسوية سلمية (مثلما مع مصر قبل حرب «يوم الغفران») ليس قصورا اخطر من «الامتناع عن ضربة مسبقة».

هدف الحرب هو خدمة اهداف الدولة، كل دولة في المجتمع الانساني، وبالتأكيد في عصرنا. واذا كانت بروتوكولات اتخاذ القرار بشن الحرب هامة بهذا القدر، فان البروتوكولات عن المداولات حول سبب شن الحرب اهم بكثير. فهل لدينا بروتوكولات كهذه؟ هل كانت لنا لجان تحقيق في مثل هذه القرارات؟ «اسرائيل» توجد اليوم مرة اخرى في وضع اذا لم تتقدم فيه نحو تسوية سلمية اقليمية مع سورية والفلسطينيين، فانها ستجد نفسها في حرب مضرجة بالدماء. هل الحرب القادمة، مهما كان موعدها، ستجلب لجنة تحقيق تفحص اذا كان رئيس الاركان، حارس المعسكر، قد اتخذ قرارا جيدا أم لا؟

هل رئيس الاركان هو المذنب؟ هل هذا هو السؤال الذي يعني شعبا متنورا ومتطورا مثلنا؟

الانقضاض على القيادة العسكرية هو تجاهل للواقع. فالواقع يقرره اولئك غير القادرين او غير الراغبين الان في اتخاذ القرار بشن المعركة الاكثر دراماتيكية لـ «اسرائيل» : تسوية اقليمية شاملة مع دمشق ومع السلطة في ظل شل «حزب الله» وابعاد ايران عن المعركة الاقليمية.

لماذا لا توجد بروتوكولات في هذا الموضوع؟ لماذا لا تتشكل لجنة تحقيق منذ اليوم، تفحص من المسؤول عن الحروب الزائدة التالية؟ بروتوكولات «يوم الغفران» اياه تكشف جدا المذنبين الحقيقيين غولدا وديان ومعهما رئيس شعبة الاستخبارات الذي تشوش للحظة. من خرج مذنبا في لجنة التحقيق؟ ددو.

كل رؤساء الوزراء في «اسرائيل» على مدى كل سنوات وجود الدولة يتخذون القرارات بالتواء للشفتين، هز الحنك وتحريك الحواجب والمقعدات. خسارة علينا. القرارات في عدم التوجه الى تسوية سلمية مع سورية والفلسطينيين هي قصورٌ يتمّ كل يوم، وعمليا، في كل يوم يجب أن تتشكل لجنة تحقيق. ولكننا جميعنا نعرف بانه لن تكون لجان كهذه. لجنة التحقيق لا تتشكل الا بعد الحرب القادمة، بمثابة مرجع يطلبه الجمهور في «اسرائيل» قبل أن يعود لتسليته التلفزيونية. باسم اللجنة سيلقى برئيس الاركان واللواء الدوري الى ما يسيطر علينا خفة الرأي والاستخفاف بمصيرنا. هذه أيضا صدمة حرب «يوم الغفران»، صدمتنا، نحن ابناء البلاد الذين قاتلنا في الحرب الفظيعة اياها.

- [**حاييم آسا│«معاريف»│10 تشرين الأول (اكتوبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2165946

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2165946 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010