الجمعة 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

«الرئيس» انتهى..انتبهوا لـ «الخليفة» القادم!

الجمعة 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2010 par د.امديرس القادري

تصريحات «الرئيس» عبّاس المتمسك بسياسة «ضبط النفس» والتي قال فيها إنه سيعلن قريباً عن قرارات تاريخية ومصيرية لن تشفع له ولن تداري على مشاعر الإحباط والخيبة والفشل التي أصابت سياسته ومواقفه، وذلك بعد الصلف والعنجهية التي ذهب إليها الصهيوني نتنياهو في الموضوع المتعلق برفض تمديد تجميد الاستيطان لأسبوع أو لبضعة شهور.

إن القرارات المصيرية الهامة تحتاج إلى قادة بمواصفات وصفات معينة ومحددة، ولكنها وللأسف غائبة تماماً عن أبو مازن الذي يتمتع بأربعة رئاسات، والذي لم يعكس في يوم من الأيام عن قدرات وإمكانيات على المستوى المصيري الذي يتحدث عنه.

إن النجومية الشكلية التي صنعها أعضاء «الفريق المفاوض» لـ «رئيسهم» أصبحت عارية ومكشوفة،لأنهم وللأسف اعتادوا الدوران في فلك «الرئيس» بهدف المحافظة على الامتيازات والمكتسبات النفعية، ولذلك فهم الآن في مأزق مصيري وخطير بعد أن فرغت تماماً جعبة الحاوي من الألعاب التي كان يسلي بها الجمهور، وعليه لم يعد أمامه للنجاة برأسه سوى الانسحاب الهادىء عن خشبة المسرح، فالتمجيد المصطنع من هؤلاء المهرجين ما عاد يجدي فاللعبة انتهت.

انتهى دور «الرئيس» عبّاس مع وصول المفاوضات مرة أخرى إلى الطريق المسدود، و ما عاد ينفع معها قيام المبعوث الأمريكي بجولات جديدة بين الطرفين، خصوصاً وأن الخارجية الأمريكية التي يمثلها المبعوث ميتشيل تعاني هي الأخرى من الإحباط وخيبة الأمل، وبالتالي فهي الأخرى بحاجة إلى ما ينقذ رعايتها القوية لهذه المفاوضات، التي سبق وقلنا إن مرحلتها العبثية انتهت، وجاري البحث الآن عن الكيفية التي ستدخل من خلالها إلى مرحلة تنفيذ شقها التصفوي.

ولأننا على قناعة راسخة بأن هذه المفاوضات لو استمرت مائة عام فلن تأتي حكومة صهيونية تعيد للطرف الفلسطيني أراضي تم اغتصابها ليقيم عليها دولة مستقلة بحدود واضحة معترف بها، هذا هو المستحيل وسيبقى ضرباً من ضروب الخيال، ولذلك لا بد من البحث عن بديل لطريق السياسة والتفاوض، وهذا البديل موجود ومستعد للتوقيع على كل التنازلات المطلوبة، إنه طريق الاقتصاد والأمن مجتمعين، فالدكتور فيّاض الذي أثبت على أرض الواقع أنه قادر على محاربة «حماس» والحركات الدينية وزجهم في السجون والمعتقلات، ثم قام بإقصاء حركة «فتح» وتهميش دورها واستمالة الغالبية العظمى من كوادرها عبر توزيع الامتيازات والمال السياسي، وبذات الأسلوب استطاع وبنجاح منقطع النظير أن يشتري اليسار والمستقلين، كل هذه الإنجازات وغيرها جعلت من «رئيس الوزراء» الدجاجة التي ستبيض ذهباً للكيان الصهيوني على صعيد الأمن الذي يشكل الهاجس الوحيد لهذا الكيان.

«خليفة» أبو مازن القادم لا يبدي أي اهتمام بحق العودة، أو القدس وأقصاها وبعد أن عاث فساداً في كل المساجد الواقعة في المناطق التي يسيطر عليها جهاز الأمن الذي يركع ويسجد له، كما لا تعني له شيئاً مسألة الحدود والمياه وهو القادر على توزيعها بالبراميل التي ستهل عليه وعلى حكومته من كل أطراف الدنيا، ولذلك فالسيد فيّاض سيكون الوسيلة الجديدة التي ترضى عنها كل الأطراف لأنه العنوان القادر على نسف الكثير من أسس وركائز هذا الصراع وهذا ما تتمناه كل الحكومات الصهيونية الحالية والقادمة فلماذا لا يعطى الفرصة؟!

وحتى لا نغرق في الشرح والتحليل لمرحلة «الرئيس» فيّاض يكفي أن نستعيد محتويات ملف هذا «الرئيس» من حيث الصفات والمواصفات وعلامات الطريق التي اختارها لخدمة أهداف ونوايا من كانوا وراء وجوده في موقع الرئاسة.

تقول التقارير أن الدكتور فيّاض لم يكن في يوم من الأيام رجل سياسة، ولم يكن صاحب تجربة نضال حزبي، وليس بالإسلامي ولا بالعروبي، ولا يعرف شيئاً عن اليمين والوسط واليسار، لم يدخل في حياته أبداً السجون ولم يتعرض لكف واحد طوال حياته، لم يطلق على العدو رصاصة ولم يرميه بحجر، لأنه ضد الانتفاضة والعنف ويعترف بالتعامل معه على كل الصعد، هو واحد من أطفال البنك الدولي المرضي عنهم جداً، وعليه فلا توجد مشاكل في التمويل أبداً للمشاريع والرواتب وشراء الذمم التي لن تترك وراءها سوى الفساد المالي والأخلاقي وطوابير من الانتهازيين الذين لا يعنيهم سوى انتفاخ البطون والجيوب وليذهب إلى الجحيم كل ما له علاقة بالوطن والقضية.

ودائماً وعلى النمط الأمريكي فالدكتور لا يتأخر عن ارتداء حذاء الرياضة والشورت والتي شيرت والقبعة ليكون في الجري الصباحي بين الناس وحتى يظل في عيونهم كصاحب النعمة الوحيد، والذي إذا ما خالفوه فسيحل سخطه عليهم، ولذلك لم ينسى أبداً أن يفرغ الجهاز التعليمي بكل مستوياته من محتواه الوطني ليصار إلى تشجيع ثقافة النذالة على حساب الشهامة والعزة والإباء، فلا مكان في مشروعه إلا لثقافة الاستهلاك وشراء الناس ونزع الثقة من بينهم ليتحولوا إلى جواسيس على بعضهم، هذا هو الإنسان الفلسطيني الجديد الذي يعمل على صناعته فيّاض والذي سيرضى عنه العالم وبالتالي لن يبخل عليه بكل أنواع العملات.

«بن غوريون» الفلسطيني كما لقبوه في «مؤتمر هرتسيليا» مؤخراً لا يعرف شيئاً عن المجازر والشهداء والمخيمات والمعتقلين، ولذلك فهو في النهاية لن يكون إلا نكبة النكبات التي تنتظر هذه القضية في المستقبل القريب، الإعداد والتحضير لهذا اليانكي الجديد هو ما يجري العمل من أجله وعلى قدم وساق لأنه عنوان مشروع سياسي قادم وليس رئيس حكومة فقط، هكذا قرر له الأمريكان والصهاينة وهذا ما يؤكد عليه تقرير حديث للسيد ناثان ثرال والذي نشر هذا الأسبوع في مجلة «نيويورك ريفيو أوف بوكس» وقامت العديد من الصحف بنشره على صفحاتها الأولى نظراً لأهمية المعلومات الواردة فيه، ولكونه يدلل بالمعطيات والبراهين على اعتبار السيد فيّاض رجل امريكا في فلسطين ويرأس حكومة فاسدة وغير منتجة لأهم لها سوى الأمن والقمع ويكفي أن أجهزتها شاركت مع العدو الصهيوني فما يزيد عن 1297 عملية ضد المقاومة في هذا العام.

هكذا قرروا لنا فماذا قررنا نحن كقوى وطنية؟ سؤال يجب على الجميع تحمل مسؤلية المساهمة بالإجابة عليه وقبل أن نجد أنفسنا معتقلين تحت التعذيب في أقبية المجمع الأمني المخيف الذي وضع السيد فيّاض وقادة الأجهزة حجر الأساس له قبل بضعة أسابيع في محافظة نابلس وعلى مساحة زادت عن الأربعين دونماً!!.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 96 / 2165538

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2165538 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010