الخميس 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

مشاركة وجدانية قبل الاخلاء

الخميس 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

في تقرير صحافي نشر في صحيفة «هآرتس» مساء رأس السنة وُصف كيف تنظم جهات في المستوطنات، تشمل مجلس «يشع» جولات مشاهير في المناطق («يتنافسون في مجلس يشع في استقدام مشاهير للجولات»، بقلم حاييم لفنسون، 8/9). تكشف هذه الجولات للمتجولين عن جمال البلاد، وعن أن أكثر المستوطنات لا تقع خاصة في قلب التجمعات السكنية (فالخليل غير مشمولة في المسار)، وعن مصانع المستوطنين وانجازاتهم، والأهم من كل ذلك عن حقيقة أن المستوطنين ايضا بشر ذوو مخاوف وأحلام ورغبة في الاعتراف بهم. والقصد جعل المتجولين يتصلون بالناس وبالاماكن، واقناعهم، واقناع الجمهور «الاسرائيلي» بواسطتهم، بأن المستوطنات شرعية ولا ينبغي التخلي عن مناطق من الوطن في اطار التسوية الدائمة.

تُعبر هذه الجولات أكثر من كل شيء عن حاجة المستوطنين الى الحوار مع التيار المركزي في الحياة العامة «الاسرائيلية»، الذي يؤيد الحل على أساس الدولتين. إن نحوا من 70 في المائة من الجمهور «الاسرائيلي» يقبلون تصور أن حلا كهذا فقط يستطيع ضمان وجود «اسرائيل» على انها «دولة يهودية وديمقراطية». مع ذلك لا يعتقد جميعهم انه ينبغي تطبيقها على عجل أو أنها قابلة للتطبيق في الأمد القصير، ولهذا لا تحصل هذه الأكثرية على تعبير سياسي عنها بتشكيلة «الكنيست» والائتلاف. يخاف كثيرون ايضا الازمة التي ستحدث في أعقاب ضرورة إجلاء عشرات آلاف المستوطنين. هذا الخوف يجعلهم يكبتون المشكلة، مع الموافقة على أن «اسرائيل» تصبح دولة فصل عنصري.

برغم أن أكثر الجمهور يدرك الحاجة الى عودة المستوطنين الى حدود «اسرائيل»، لا يرى المستوطنين عائقا وهذا أمر جيد. لهذا فان هذه الجولات مهمة جدا لليسار خاصة، الذي يرى على نحو صحيح الحل الضروري، لكنه ممتعض لمن قد يدفع ثمن الحل. إن معرفة أعمق بعالم المستوطنين ستُمكّن اليسار من تبني مصطلحات لا تندد بهم بل تنظر اليهم باحترام.

تهيأ لي في اطار نشاطي في حركة «مستقبل أزرق أبيض» أن أزور «السامرة» في المدة الأخيرة. جمال الارض يأسر القلب، والاتصال التاريخي يؤثر في النفس، ويخرج الناس عن أطوارهم لاسترعاء عنايتي. لكن لا يجوز لنا أن نتبلبل، فجمال الارض ليس ذا صلة. فالناس هم ذوو الصلة. إن مشاريعهم مهما تكن مختلفا فيها، تستحق الاجلال، وتستحق النقل الى داخل حدود «اسرائيل» التي سيُعترف بها في التسوية الدائمة. ومن المناسب التعويض عن تلك التي لن يمكن نقلها. اذا اعترف اليسار «الاسرائيلي» بتضحية المستوطنين فسيحسن الكلام مع الأكثرية في الجمهور التي تراهم الجيل الجديد من الطلائعيين.

يجب أن يرتفع كل موضوع علاج المستوطنين في نطاق التسوية الدائمة رتبة، وأن يدخل قلب الاجماع المؤسسي اليوم. ومن المُراد جدا البدء والتخطيط لاستيعاب المستوطنين داخل الخط الاخضر والكتل الاستيطانية، ومساعدتهم في المسار النفسي والعائلي والجماعي الذي قد ينتقلون اليه ومواجهة الجانب الاقتصادي والأعمالي لاستيعابهم. كذلك ينبغي تحديد التحديات التي تنتظر «اسرائيل» في الفترة بعد الاخلاء، ومكانة المستوطنين في مواجهتها.

كل هذا يجب أن يتم مع حوار متصل مع المستوطنين ومشاركة وجدانية عميقة. أدعو المشاهير الذين تجولوا أو يزنون التجول، الى الانضمام الى عمل فعلي قُبيل أجل الاخلاء الحيوي، سواء أكان ذلك في نطاق «مستقبل أزرق أبيض»، الذي رفع راية استيعاب المستوطنين داخل «اسرائيل» بعد التسوية، أم في نطاق آخر. تستطيع الجولات التي نظمها المستوطنون خاصة أن تكون علامة على التواصل الذي سيمكّن من التسوية الدائمة الضرورية جدا لبقاء المشروع الصهيوني.

- [**اورني باتروشكا │«هآرتس»│7 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2178039

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2178039 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40