الثلاثاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

الحساب قادم

الثلاثاء 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

في اليوم التالي لانقضاء فترة التجميد، كان هناك من مدحوا وأثنوا على نتنياهو لقدرته على إطعام العالم والفلسطينيين الضفدعة السياسية المسماة البناء في المستوطنات بغير أن يدفع ثمنا عن ذلك. لكن كلما مرت الساعات وسُمع ضجيج الجرافات فوق كل تل في المناطق، يصبح الاتجاه الذي تمضي اليه «اسرائيل» واضحا. إن الحساب السياسي على قرار تمكين المستوطنين من العودة الى البناء قادم، والتفاوض على شفا انفجار والمسؤولية عن ذلك ملقاة على قرار «اسرائيل» العودة للبناء في المستوطنات.

من كان يعتقد أن نتنياهو والمستوطنين يستطيعون الاستمتاع بصورة الباحثين عن السلام والبحث في مقابلة ذلك عن كل قطعة ارض في الضفة مخطىء خطأ كبيرا. ولمن لم يفهم الرسالة من الايام الاخيرة، اذا لم يجدد التجميد في الايام القريبة، فستواجه «اسرائيل» ازمة كبيرة خطرة، تضر اضرارا شديدا بقدرتها على أن تحرز أكثر في كل تسوية في المستقبل. يتبين الآن أنه عوض استسلام نتنياهو لعضوي «الكنيست» دانون وحوتبلي وسائل ممثلي المستوطنين في مركز «الليكود»، رفضت «اسرائيل» اقتراحا امريكيا يمنح «اسرائيل» وجودا في غور الاردن بعد اتفاق السلام ايضا وهذا ذخر أمني ذو شأن عند كل حكومة يمين تريد التوصل الى اتفاق.

فضل رئيس الحكومة، والتعليلات الأمنية كما يبدو في مقدمة اهتماماته، أن يحافظ على أمنه السياسي الشخصي في وجه المستوطنين أكثر من أن يحافظ على الأمن العسكري والاستراتيجي للدولة كلها. ما يزال الامريكيون والاوروبيون يحافظون على قواعد أدب بأمل ألا يكون كل شيء قد ضاع، لكن من الواضح لهم ايضا أن اسبوعا آخر من صور الجرافات الكثيرة في «رفافا» و«كريات اربع» و«تفوح» و«اريئيل» و«تقوع» و«كرميه تسور» سيقضي على القدرة على اتمام تفاوض حقيقي عادل بين «اسرائيل» والفلسطينيين.

كل من يؤيد حل الدولتين في المستقبل لا يستطيع ببساطة أن يفهم كيف تختار دولة سليمة العقل ليبرالية مثل دولة «اسرائيل» مشاجرة العالم كله وخصومته، وأن تدير ظهرها لأقرب حليفاتها وتُذلّ شريكا ممكنا في السلام من اجل أن تواصل فقط عمل الانتحار الجماعي، الذي يشتمل على نقل مئات آلاف «الاسرائيليين» للسكن في المناطق. سيكون نجاح الاجراء، وقد فهم هذا ايضا ليكوديون شديدو التحمس في الماضي مثل اولمرت وليفني وشارون ونتنياهو ضياعا للأكثرية اليهودية في دولة «اسرائيل» وجعلها دولة ثنائية القومية.

في مختبر تجارب نتنياهو، توجد دولة «اسرائيل» ومواطنوها الآن داخل أنبوب اختبار، ينتظرون أن يروا كم من الضرر سيسبب الاجراء الأخير، وكم سيضر ثمن إرخاء الرسن في «يهودا والسامرة» بمكانة «اسرائيل» في العالم وعلاقاتها بحليفاتها. إن الثمن الفوري لقرار عدم اطالة التجميد، وإذلال اوباما وأبي مازن وادارة الظهر للعالم كله، سيكون باهظا خطرا وقد يفضي الى انهيار المحادثات والقاء التبعة على «اسرائيل». لكن أكبر ضرر من عناد المستوطنين والمساعدة الحكومية للمستوطنات سيقع بكل مواطن صهيوني ما زال يؤمن بحق وجود «اسرائيل» كـ «دولة يهودية وديمقراطية».

بغير وقف للبناء في المستوطنات سنتبين جميعا بعد بضعة عقود انه لا احتمال للسلام، وأننا عالقون الى الأبد مع الفلسطينيين في دولة ثنائية القومية، دولة متنازعة ومكروهة ومنبوذة في العالم، دولة من غير أكثرية يهودية.

- [**ياريف اوفنهايمر | «معاريف» | 5 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]

[**♦ رئيس حركة «سلام الآن»*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2181998

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

68 من الزوار الآن

2181998 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 69


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40