الاثنين 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

رسالة اغراء لا تعوض

الاثنين 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

إن الثبات الشجاع لحكومة الوحدة في القدس لضغط الادارة الامريكية الأهوج، يستحق الاجلال الجماهيري. إن نظرة الامريكيين للمستوطنات، بمساعدة أجزاء من اليسار المعادي للصهيونية في الولايات المتحدة و«اسرائيل»، انزلقت منذ زمن من سياسة السياسة الواقعية الى المجال غير العقلاني. فقد أصبحت المستوطنات حسب نهجهم «مصدر كل الشر في «اسرائيل»»، كما قال أحد مؤسسي «سلام الآن»، البروفيسور يوسي بن آرتسي. أجل، انها العامل الذي توجد من اجله الجريمة والفقر وحوادث الطرق والحروب والقذارة في الشوارع.

في العالم عامة وفي «اسرائيل» خاصة، حدثت في السنين الاخيرة مسيرة مضادة للانسانية : أولا أُعلم المستوطنون بأنهم وحدة واحدة، رغم انه يصعب التفكير في جمهور أكثر اختلافا من اليهود الذين يسكنون وراء الخط الاخضر فثمة العلمانيون والمتدينون والحريديون والمهاجرون والقدماء. وثانيا، جُرد المستوطنون من الصفات الانسانية بتصوير متجانس ساخر من صورتهم في المجال العام. وثالثا، تُنقض حقوقهم المدنية، من المس بحرية التعبير ( مثل وقف الحافلات في الطريق الى المظاهرات)، الى المس بحقوق الملكية (تجميد البناء). ستكون المرحلة التالية في الهجوم على مثال الشر الغاء حقهم في حماية الجيش لهم، لأنكم تعلمون أن رد الفعل على قتل مستوطن أقل من رد الفعل على قتل جالسين في مقهى في «تل ابيب».

إن التصور الذي يفحص عن موشور الصراع عن طريق عدد البيوت في «يهودا والسامرة»، ويحظر في الوقت نفسه حتى النطق بالاسم الصريح لمصدر الصراع الحقيقي الاسلام الاصولي يؤدي بحكومة اوباما في كل مرة الى تناقضات جديدة. كانت الادارة في البداية مستعدة لافساد العلاقات بـ «اسرائيل» تقريبا بسبب البناء في اماكن ضئيلة الشأن، وكان باراك اوباما مستعدا للتضحية بمصالح استراتيجية من اجل قضية تقنية مثل البناء في رمات شلومو. لكن صمود حكومة «اسرائيل» الصلب برئاسة نتنياهو، ومبدأ اوباما الذي يرى المستوطنات مصدر كل شر، أفضى الى تحويل غير العقلانية الى صالحنا هذه المرة.

إن اوباما مستعد عوضَ تجميد البناء المؤقت، شهرين فقط، لأن يلتزم بوجود قوات «اسرائيلية» في غور الاردن في كل تسوية في المستقبل، وهو مستعد كذلك لأن يلتزم بفرض حق النقض لكل مبادرة في الامم المتحدة من جانب واحد. وبعبارة اخرى، يقترح اوباما حدودا أمنية عوض ستين يوم تجميد آخر.

اذا كانت النظرة الداحضة الى المستوطنات في البداية قد أفضت الى عقوبات غير متناسبة، فان هذه النظرة الآن تفضي الى رسالة إغراء غير متناسبة تعمل في مصلحة «اسرائيل». يجب على زعيم عقلاني أن يستغل عدم عقلانية خصومه لتقديم مصالحه. يجب أن يلاحظ نتنياهو الفرصة وينقض عليها. أمامنا امكان قد يكون لمرة واحدة، لتقديم فكرة حدود قابلة للدفاع عنها، تقديما ذا شأن.

اذا استثنينا الاكثرية الكبيرة من الجمهور العريض التي تؤيد هذا التجميد المؤقت، فان أكثر المستوطنين ايضا سيؤيدون قرارا يُحسّن وضع «اسرائيل» الاستراتيجي للأمد البعيد تحسينا كبيرا. هذه فرصة لن تتكرر وهي مجدية لدولة «اسرائيل» أكثر من ستين يوم بناء آخر في «يهودا والسامرة». يجب على حكومة «اسرائيل» أن تعلم أن الأكثرية من شعب «اسرائيل» ستكون موحدة من ورائها اذا ضمنت مصالح الشعب اليهودي الحيوية وهي القدس وحدود قابلة للدفاع عنها.

- [**رونين شوفال | «هآرتس» | 4 اكتوبر (تشرين الأول) 2010*]

[**♦ رئيس حركة «إذا شئتم».*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165848

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165848 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 16


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010