الاثنين 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

اللوبي الصهيوني يمسك بخناق السياسة الخارجية الأمريكية

الاثنين 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

كيف يمكن للولايات المتحدة أن «ترعى» محادثات السلام وتكون وسيطاً «نزيهاً» بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين إذا كانت تعجز عن فرض وقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية؟ الجواب يكمن في سيطرة اليهود الأمريكيين على صنع القرار الأمريكي - حسب مقالين نشرهما موقع «انفورميشن كليرينغ هاوس» اثر انقضاء مهلة «التجميد» المزعوم للاستيطان. وتجدر الاشارة إلى أن هذا الموقع يقدم نفسه بديلاً لوسائل الاعلام الأمريكية الكبرى التي يعتبر أنها تقدم للرأي العام الأمريكي تصورات مشوهة.

المقال الأول كتبه الصحافي الأمريكي بيتر بينارت بعنوان «كيف يخنق اليهود الأمريكيون محادثات السلام»، وقد جاء فيه :

قرار «إسرائيل» بعدم تمديد التجميد الجزئي للاستيطان يعني أن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، والتي بدأت في (سبتمبر/ايلول الماضي، يمكن أن تموت في مهدها. وهذا يطرح سؤالاً مثيراً للاهتمام : كيف يمكن حمل المجموعات اليهودية الأمريكية على الإقرار بأن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» ليس جاداً بشأن السلام؟

حتى العام الماضي، لم يكن بنيامين نتنياهو قد أمضى كل حياته السياسية وهو يعارض اقامة دولة فلسطينية فحسب، بل إنه كان يقارن بصورة متكررة مثل هذه الدولة بألمانيا النازية. وقد عارض محادثات أوسلو منذ بدايتها، وعندما أصبح رئيساً للوزراء في أواخر التسعينات، كان ينكث على الدوام بالالتزامات التي تعهد بها سابقوه، إلى درجة حملت المبعوث الأمريكي دنيس روس على القول في ما بعد : لا الرئيس كلينتون ولا وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت يعتقد أن بيبي (نتنياهو) لديه أي اهتمام بالسعي إلى السلام».

وفي العام 2005، عندما اقترح رئيس الوزراء آرييل شارون تفكيك المستوطنات «الإسرائيلية» في قطاع غزة، استقال نتنياهو من حكومته احتجاجاً. وبقي نتنياهو معارضاً لإقامة دولة فلسطينية عندما ترشح مرة أخرى في العام 2009 لتولي رئاسة الحكومة. وقد شق طريقه إلى هذا المنصب عندما شكل حكومته الائتلافية، رغم أن ذلك اعاق انضمام حزب «كاديما» الوسطي بزعامة تسيبي ليفني إلى هذا الائتلاف، ما منع تشكيل حكومة «الوحدة الوطنية» التي زعم نتنياهو أنه يسعى لتشكيلها من أجل مواجهة إيران.

وخلال كل تلك المرحلة، استمرت المجموعات اليهودية الأمريكية الرئيسية في رفض الرأي القائل إن نتنياهو لا يمكن أن يكون صانع سلام.

ثم فجأة، في الصيف الفائت، وتحت ضغط شديد من الولايات المتحدة، عكس نتنياهو مساره، معلناً في خطاب أنه يؤيد الآن إقامة دولة فلسطينية - ومضيفاً على الفور شرطين لم يضعهما أي رئيس وزراء «إسرائيلي» سابق. الشرط الأول هو أن يعترف الفلسطينيون ليس فقط بـ «إسرائيل»، وإنما يجب أن يعترفوا بها كـ «دولة يهودية»، والشرط الثاني هو أن تبقى القدس كلها تحت السيادة «الإسرائيلية»، وهذا شرط ينقض المقترحات التي عرضها ايهود باراك في العامين 2000 و2001 وايهود أولمرت في العام 2008. وكما علقت ليفني عقب الخطاب، فإن «نتنياهو لا يؤمن حقاً بأن إقامة دولتين، دولة يهودية ودولة فلسطينية حتى إذا كانت منزوعة السلاح، هي مصلحة «إسرائيلية» ..ولكنه فهم أنه في هذه المرحلة من الضروري أن يلفظ كلمة دولتين». وعلى النقيض من ذلك، فإن المنظمات اليهودية في أمريكا رحبت بالخطاب باعتباره دليلاً على التزام نتنياهو بالسلام.

في تلك الأثناء، كانت ادارة أوباما تضغط على نتنياهو لكي يلجم تنامي المستوطنات في الضفة الغربية. وبقدر ما كان البيت الأبيض يضغط أكثر، بقدر ما كانت المجموعات اليهودية الأمريكية تشدد اعتراضاتها. وفي صيف 2009، نشرت رابطة مكافحة التشهير اعلاناً في الصحف يقول «السيد الرئيس، المشكلة ليست المستوطنات». ولكن عندما وافق نتنياهو على تجميد جزئي للاستيطان (تبين في ما بعد أنه لم يطبق فعلياً) رحبت منظمة «آيباك» (اللجنة الأمريكية - «الإسرائيلية» للشؤون العامة) بإعلان نتنياهو باعتباره - وياللعجب! - دليلاً على «التزام «إسرائيل» بالسلام».

فلنحاول الآن فهم المسألة : عندما يوافق نتنياهو على تجميد مؤقت للاستيطان، يكون ذلك دليلاً على التزامه بالسلام؟ ولكن ماذا بشأن قراره الآن بإنهاء هذا التجميد المؤقت؟ بنظر «الآيباك»، لا يزال هذا دليلاً على التزامه بالسلام، لأن المفاوضات - كما تقول - يجب أن تجري من دون شروط مسبقة .. أي بكلام آخر، «المشكلة ليست المستوطنات».

ولو أن نتنياهو قرر تمديد التجميد المؤقت، لكان من شأن ذلك أن يدفع بعض شركاء نتنياهو اليمينيين في الائتلاف الحكومي إلى الانسحاب من حكومته. ولكن رئيس وزراء مهتماً حقاً بالوصول إلى اتفاق حول الوضع النهائي كان سيرحب بمثل هذا الانسحاب، ويعقد شراكة مع حزب «كاديما» بزعامة ليفني، ليشكل بذلك حكومة تتكون من أطراف تؤيد فعلاً إقامة دولة فلسطينية. ولكن نتنياهو لم يفعل ذلك، تماماً كما رفض تشكيل حكومة ائتلافية وسطية خلال ولايته الأولى كرئيس وزراء. وسبب ذلك انه يريد الحكم بشراكة مع احزاب عنصرية ومؤيدة للمستوطنين، مثل «إسرائيل بيتنا» بزعامة افيغدور ليبرمان، و«شاس» بزعامة أوفاديا يوسف. فهذه الاحزاب توفر له غطاء لكي يفعل ما كان يريده دائماً، ألا وهو جعل اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمراً مستحيلاً. وها هو الآن مستمر على هذا المسار.

المقال الثاني كتبه البروفيسور والكاتب مايدك اوكاثيل، وهو إيرلندي يعيش في اليابان منذ العام 1999. والمقال بعنوان «كسر مسكة «إسرائيل» الخانقة على السياسة الخارجية الأمريكية»، وقد جاء فيه :

يقول محللون بارزون متخصصون في شؤون العلاقات الأمريكية - «الإسرائيلية» إنه من أجل كسر مسكة «إسرائيل» الخانقة على السياسة الخارجية الأمريكية، من الضروري أن يكون الأمريكيون مطلعين على الضرر الذي يلحقه دعم واشنطن غير المشروط لـ «إسرائيل» بالمصالح الأمريكية.

ويقول جون ميرشايمر، المؤلف المشارك لكتاب «اللوبي «الإسرائيلي» والسياسة الخارجية الأمريكية» إن «الطريقة المعقولة الوحيدة لإضعاف تأثير اللوبي على السياسة الخارجية الأمريكية هو أن يتكلم صانعو سياسة ورأي عام بارزون بوضوح بشأن الضرر الذي تلحقه العلاقة الخاصة بالمصالح القومية الأمريكية».

ويتابع مير شايمر، وهو بروفيسور شهير للعلوم السياسية في جامعة شيكاغو : «العديد من الناس في الولايات المتحدة، خصوصاً داخل المؤسسة السياسية في واشنطن، يدركون أن «إسرائيل» هي عبء يثقل كاهل أمريكا. ولكنهم يتخوفون من الوقوف وقول ذلك خشية أن يهاجمهم اللوبي ويلحق أذى بحياتهم المهنية».

ويضيف : «نأمل أن يتشجع بعض منهم ويتكلم».

من جهته، يعتقد فيليب جيرالدي، المدير التنفيذي لـ «المجلس من أجل المصلحة القومية»، أن مسكة «إسرائيل» الخانقة على واشنطن يمكن تحطيمها، ولكن «فقط بتحدي سلطة اللوبي «الإسرائيلي» مباشرة، ونقض الرواية الزائفة عن قيمته بالنسبة للولايات المتحدة».

ويقول جيرالدي، وهو موظف سابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، ويعمل حالياً كاتباً مساهماً في مجلة «المحافظ الأمريكي»، التي تقدم نفسها على انها صوت معارض للحرب واليمين الجديد، أن هذا التحدي «يجب أن يبدأ من القاعدة صعوداً، لأنه لا يمكن تحدي «إسرائيل» من خلال وسائل الإعلام الكبرى، والكونغرس والبيت الأبيض».

ويخلص جيرالدي إلى القول : «يجب أن يعرف الشعب الأمريكي أن «إسرائيل» كانت دائماً ولا تزال عبئاً استراتيجيا ألحق ضرراً هائلاً بالولايات المتحدة ومصالحها العالمية».

ويقول جيفري بلانكفورت، وهو يهودي أمريكي وأحد المنتقدين البارزين لـ «إسرائيل» واللوبي «الإسرائيلي» في أمريكا : «لا بد من اطلاق نداءات والقيام بأعمال بدءاً من المستويات المحلية من أجل اطلاع الشعب الأمريكي ليس فقط على ما فعلته «إسرائيل» بالفلسطينيين، وإنما أيضاً على ما فعله عملاؤها غير المسجلين في أمريكا، الذين يعرفون بالتعبير الملطف «جماعة اللوبي»، من أجل تدمير القليل الذي بقي من الديمقراطية الأمريكية والأكلاف المصاحبة من حيث الاضرار المادية والمعنوية ودولارات دافعي الضرائب الأمريكيين».

ويخلص بلانكفورت إلى القول : «وتبعاً لذلك، فإن أولى الخطوات يمكن أن تكون رفع تحد علني بوجه هذه الشخصيات (جماعة اللوبي)، وفي الوقت نفسه تجاوزهم ومخاطبة الشعب الأمريكي مباشرة».

ويرى الان هارت، وهو كاتب وصحافي بريطاني عمل سابقاً مراسلاً لشبكة «أنباء التلفزيون المستقلة» البريطانية في «الشرق الأوسط»، أن أي رئيس أمريكي لن يتمتع يوماً بما يكفي من حرية الاختيار والعمل «ما لم يدرك أن، يكون هناك أعداد كافية من أمريكيين مطلعين بصورة كافية لكي يجعلوا ديمقراطيتهم تنجح».

ويشرح هارت، وهو مذيع متخصص في شؤون «الشرق الأوسط» يقدم برنامج «بانوراما» لمحطة الاذاعة البريطانية : «بكلمات أخرى، لن يتمكن الرئيس أوباما أو أي من خلفائه ابداً أن يصبح حراً لكي يجابه ويهزم عملاء اللوبي الصهيوني في الكونغرس وكبريات وسائل الاعلام إلا إذا نجح في ايجاد قاعدة شعبية تفهم لماذا ليس من مصلحة أمريكا أن تدعم الولد الصهيوني المدلل البشع سواء كان على حق أم خطأ».

وفي الطبعة الأمريكية من كتابه «الصهيونية : العدو الحقيقي لليهود»، المكون من ثلاثة اجزاء، يحاجج هارت بأن جوهر المشكلة هو أن «الأمريكيين تعرضوا لتلقين وغسل دماغ لكي يصدقوا رواية للتاريخ، رواية الصهيونية، هي عبارة عن رزمة من الأكاذيب الدعائية».

ويقول جيف غيتس، وهو مستشار قانوني سابق للجنة المالية في مجلس الشيوخ الأمريكي : «في الوقت الحاضر، الرأي العام الأمريكي جاهل بنفوذ «إسرائيل» المتغلغل كلياً. وهو يعتقد أن «الشفافية والمساءلة والتصميم» مطلوبة من أجل كسر سيطرة «إسرائيل» على السياسة الخارجية الأمريكية.

[**الرأي العام الأمريكي والعلاقة الخاصة مع «إسرائيل»*]

قد يعتقد كثيرون أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تنحاز إلى جانب «إسرائيل» لأن هذا ما يريده الشعب الأمريكي، ولكن البروفيسور الأمريكي جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، يدحض هذا التصور، ويقول إن واشنطن تنحاز إلى «إسرائيل» كنتيجة لجهود اللوبي «الإسرائيلي» في الولايات المتحدة، وليس بسبب انحياز الرأي العام الأمريكي، والبروفيسور ميرشايمر له كتابات عديدة حول الموضوع، وقد أوجز موقفه في مقال نشره في موقع «انتي وور» (بتاريخ 20 سبتمبر/ أيلول 2010)، قائلا : لا شك في أن الولايات المتحدة تقيم مع «إسرائيل» علاقة لا نظير لها في التاريخ الحديث، وواشنطن تقدم لـ «إسرائيل» دعماً دبلوماسياً ثابتاً، وغير مشروط تقريباً، كما تقدم لها مساعدات خارجية أكثر مما تقدم لأية دولة أخرى، وبكلمات أخرى، تحصل «إسرائيل» على هذا العون حتى عندما تفعل أشياء تعارضها الولايات المتحدة، مثل بناء مستوطنات.

علاوة على ذلك، نادراً ما تتعرض «إسرائيل» لانتقادات مسؤولين أمريكيين، وبالتأكيد لا ينتقدها أي شخص طامح لمنصب رفيع، ولنتذكر ما حدث العام الماضي لتشارلز فريدمان، الذي أرغم على سحب ترشيحه لرئاسة مجلس الاستخبارات القومي لأنه انتقد بعض السياسات «الإسرائيلية» وشكك في قيمة العلاقة الخاصة بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» وكل من ستيفان والت [*(*)*] وأنا نرى أنه لا توجد أية استراتيجية جيدة، أو مبرر أخلاقي لتفسير هذه العلاقة الخاصة، التي تعود أساساً إلى النفوذ الهائل الذي يتمتع به اللوبي «الإسرائيلي» ويرى منتقدو دعوانا أن الرباط الوثيق جداً بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» هو نتيجة واقع أن معظم الأمريكيين يشعرون بارتباط خاص بـ «إسرائيل»، وحسب هذه الحجة، فإن الشعب الأمريكي ملتزم جداً بدعم «إسرائيل» بسخاء ومن دون تحفظ، إلى درجة أن جميع السياسيين من جميع الأطياف لا خيار لهم سوى مساندة هذه العلاقة الخاصة.

لقد نشر مجلس شيكاغو للشؤون العالمية دراسة كبرى حول تفكير الرأي العام الأمريكي بشأن السياسة الخارجية، استندت إلى مسح آراء 2500 أمريكي، طرحت عليهم مجموعة منوعة من الأسئلة، بعضها يتعلق بـ «إسرائيل»، وتوضح أجوبتهم أن معظم الأمريكيين ليسوا ملتزمين كثيراً بأي شكل تجاه «إسرائيل»، وليست هناك أية قصة حب بين الشعب الأمريكي و«إسرائيل».

وهذا لا يعني أنهم معادون لـ «إسرائيل»، لأنهم ليسوا كذلك، ولكن لا توجد أية أدلة تدعم الادعاء القائل إن الأمريكيين يشعرون بارتباط قوي جداً بـ «إسرائيل» إلى درجة أن زعماءهم لا يجدون خياراً آخر سوى بناء علاقة خاصة مع «إسرائيل»، وإن كانت هناك أدلة تدل على شيء، فهي تشير إلى أنه لو كان الأمر بيد الشعب الأمريكي لعاملت الولايات المتحدة «إسرائيل» على أنها دولة عادية، وبطريقة مماثلة إلى حد بعيد لمعاملتها ديمقراطيات أخرى مثل بريطانيا، وألمانيا، والهند واليابان.

ولنفكر في بعض من الاستنتاجات الرئيسية للدراسة :

«خلافاً للموقف الرسمي الأمريكي المعتمد منذ وقت طويل فإن أقل من نصف الأمريكيين يظهر استعداداً للدفاع عن «إسرائيل» بمواجهة هجوم قد تشنه دولة مجاورة من دون استفزاز، ولدى سؤالهم عما إذا كانوا سيؤيدون استخدام قوات أمريكية في حال تعرضت «إسرائيل» لهجوم من قبل دولة مجاورة، قال 47% فقط إنهم سيؤيدون ذلك، بينما قال 50% إنهم سيعارضونه. وهذا السؤال طرح بصيغة مختلفة بصورة طفيفة في استطلاعات للرأي اجريت بين 1990 و2004 (في حال قامت قوات عربية بغزو «إسرائيل»). ولم يجد أي من تلك الاستطلاعات تأييد أكثرية من الأمريكيين لاستخدام قوات أمريكية».

وجاء في مقطع آخر من الدراسة :

«الأمريكيون يبدون أيضاً حذرين جداً من الإنجرار إلى نزاع يفجره هجوم «إسرائيلي» على المنشآت النووية لإيران، وفي هذا الاستطلاع، الذي أجري في يونيو/ حزيران 2010، قالت أغلبية واضحة من الأمريكيين (56%) إنه إذا حدث أن قصفت «إسرائيل» منشآت إيران النووية، ثم ردت إيران على «إسرائيل»، واندلعت حرب بين الطرفين، فينبغي ألا تقحم الولايات المتحدة قواتها العسكرية في الحرب إلى جانب «إسرائيل» وضد إيران».

وقال مقطع آخر :

«في حين أن الأمريكيين لديهم مشاعر سلبية قوية تجاه «السلطة الفلسطينية» .. فإن أغلبية كبيرة من الأمريكيين (66%) تفضل عدم الانحياز إلى أحد الطرفين في حال نشوب نزاع».

وقال مقطع آخر : «هناك قدر من القلق الملموس في ما يتعلق باتجاه العلاقات مع «إسرائيل» فمع أن 44% يقولون إن العلاقات مع «إسرائيل» تبقى على حالها عموماً، فإن نسبة كبيرة جداً تبلغ 38% تعتقد أن العلاقات «تسوء» بينما نسبة الذين يعتقدون أن العلاقات «تتحسن» لا تزيد على 12%».

وجاء في مقطع آخر : «الأمريكيون لا يؤيدون المستوطنات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية علماً أن هذه مسألة شائكة في النزاع حيث يقول 62% إنه ينبغي على «إسرائيل» ألا تبني هذه المستوطنات».

وأخيراً، أظهرت الدراسة! 33% فقط من الذين استطلعوا يعتقدون أن «إسرائيل» مهمة جداً للولايات المتحدة، في حين قال 41% إنها «مهمة إلى حد ما» وتجدر الملاحظة أيضاً أن قائمة البلدان التي قال المستطلعون إنها «مهمة جداً» للولايات المتحدة، تظهر أن «إسرائيل» احتلت المرتبة الخامسة بعد الصين، وبريطانيا، وكندا، واليابان، وطبعاً جميع هذه البلدان لديها علاقات عادية مع الولايات المتحدة، وليس علاقة خاصة مثل تلك القائمة بين واشنطن و«إسرائيل». ومعطيات دراسة مجلس شيكاغو تنسجم مع المعطيات التي عرضناها، ستيف وأنا، في كتابنا وخلال أحاديث عامة لا تحصى، والوضع الآن لا يزال على حاله.

إن النقطة الأساسية هي أن اللوبي هو المسؤول إلى حد بعيد عن العلاقة الخاصة مع «إسرائيل»، وهي علاقة تضر كلا الطرفين، وقد أصاب آلان درشوفيتز [*(**)*] حين قال : «إن جيلي من اليهود .. أصبح جزءاً مما هو ربما مجهود اللوبي وجمع التبرعات الأكثر فعالية في تاريخ الديمقراطية».

[*(*)*] [**محام وحقوقي ومعلق سياسي أمريكي، وأستاذ للقانون في جامعة هارفارد.*]

[*(**)*] [**شريك الكاتب في وضع كتاب «اللوبي الإسرائيلي» والسياسة الخارجية الأمريكية.*]

- *المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2181598

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2181598 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40