سمع الصحافي الأردني ناصر شديد عبارة غريبة جداً عندما حاول متابعة إحدى حالات سحب الجنسية لسيدة كانت أردنية وعلقت في فلسطين بعد شطب رقمها الوطني.
وعندما توجه الصحافي شديد وهو مراسل (بي .بي.سي) العربي إلى الدائرة الرسمية المختصة للإستفسار عن المسوغ القانوني لسحب الجنسية في الحالة التي يتابعها تبين له بأن المسألة ليست مرتبطة بتعليمات فك الإرتباط بقدر ما هي مرتبطة بالسجل الأمني والشخصي لوالدها الذي يعتبر رسمياً من رموز التمرد عام 1970.
بمعنى آخر تدفع السيدة التي حملت الجنسية الأردنية منذ ولادتها عام 67 ثمن تصرفلات وسلوكيات والدها رغم ان قادة إنقلابات عسكرية وجنرالات حصلوا على العفو وأصبحوا وزراء في الأردن كما يلاحظ الصحافي شديد.
بكل الأحوال لم يكن ذلك هو المهم بالنسبة لشديد بل العبارة التي سمعها عندما خطاب المسئول الرسمي قائلاً (لا تزر وازرة وزر أخرى) في محاولة للفت النظر إلى ان المرأة الضحية لا علاقة لها بما فعله والدها قبل أربعة عقود.
الرد كان واضحاً ومباشراً كما قالت إحدى الصحف الإلكترونية فقد قال المسؤول : بالنسبة لنا العود الأعوج يعني الفرع الأعوج.
المعنى هنا واضح فقد سحبت جنسية المعنية لأن والدها أساء السلوك او تآمر على الحكومة الأردنية في أحداث عمرها يزيد عن اربعة عقود واللافت ان قصة العود والضلع الأعوج ليست واردة إطلاقاً في أدبيات ونصوص تعليمات فك الإرتباط المثيرة للجدل ولا حتى في الملحقات السرية لهذه التعليمات كما يلاحظ مرجع قانوني.
النتيجة واضحة هنا وتدلل على ان الحالة التي تحدث عنها شديد على الأقل لا علاقة لها بالذرائع العلنية القانونية التي تعلنها الحكومة الأردنية عندما يتعلق الأمر بسحب الجنسيات مما يدلل على وجود الكثير من الحالات التي تسحب جنسياتها خارج إطار التعليمات والقانون وهو امر سبق ان سجله رسمياً المركز الوطني لحقوق الإنسان في تقرير شهير حول المسألة برمتها كما تحدث عنه علناً وزير الداخلية الأسبق رجائي الدجاني مهندس تعليمات فك الإرتباط عام 1987.
[**المصدر : صحيفة «القدس العربي» اللندنية*]
RLS
