الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

باراك يرعب العالم العربي

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

قد يدهش الأمر القراء، لكنني أعتقد ان ايهود باراك هو الرجل الصحيح لرئاسة الحكومة وقيادة مسيرة السلام. صحيح، له شقة فخمة تساوي ملايين وليس زعيما عماليا تقليديا، بل هو خريج كيبوتس ورجل عسكري يؤمن بالقوة وصاحب أموال اليوم، ومع ذلك فانه يستحق ويستحق أن يكون زعيما.

شبعنا زعماء بسّامين، وودودين وانسانيين. اذا كان يوجد شخص ما يتابع تركة رابين بالمعنى السياسي، وهذا هو المهم، فانه ايهود باراك. ففي يد نصل السيف ذي الحدين، وفي اليد الثانية المسودة المستقبلية لاتفاقات السلام. لا يوجد ما نفعل. هذا هو اسم اللعبة في «الشرق الاوسط» العنيف الدامي، الكتاب والسيف. كان رئيس أركان ممتازا وهو وزير دفاع منقطع النظير بحسب جميع الاعتبارات. إن أكثر الجمهور إما لا يحتمله ويلقي عليه التهم جزافا، وإما يطالب بالاحتفاظ به في المجال الضيق لسيد الأمن. وأنا أنتمي الى تلك القلة ممن يتعجب كل من يتحدث اليهم، اولئك الذين يزعمون أنه حان الوقت لمنحه فرصة أخرى لقيادتنا. إن بيبي قد حصل الآن بعد كل شيء على فرصة الجولة الثانية، ولست أكره والعياذ بالله رئيس حكومتنا، لكن باراك أكثر موهبة.

هلم نعد انجازاته. رغم أن زملاءه يزعمون أنه يصعب العمل معه في عمل جماعي، يبرهن الواقع على أنه زعيم يساري براغماتي جدا : فهو جندي وقائد لامع أخرجنا من غزة وأريحا عندما كان رئيس أركان، وشارك في صياغة اتفاق السلام مع الأردن، ولم يهرب قط من تسالم (أؤمل أن تكونوا الآن أقل تصديقا لخطابة تساحي هنغبي الفارغة)، ومنح يونتان بولارد الجنسية «الاسرائيلية»، واعتذر حقا عن المس بالطوائف الشرقية، وتبين أن قضية الروابط باطلة، ومنح عرفات كل فرص العالم للتوصل الى انجاز سياسي، وحاول أن يقود ثورة في مجال الثورة المدنية وحرية الفرد، وشجع السياحة الى البلاد الدينية والعلمانية معا، وفي عهده نمت صناعة الهايتك (يبدو أن باراك رجل أعمال جيد أيضا)، وأخرجنا من لبنان، ولا يخاف السوريين ويقدم محادثات سلام معهم ( لم يعقه هذا عن مهاجمة مفاعلهم الذري)، وهو الأشد فهما لتفكير الايرانيين، وعالج عصيان عرب «اسرائيل» (أما ليبرمان بالقياس اليه فانه يتحدث فقط)، وهو صديق للمؤرخ بني موريس ودافع عنا الرأي العام في العالم، وأدار على نحو لامع عملية الشتاء الساخن وعملية «الرصاص المصبوب».

افترض أنه يمكن على الفور معارضة كل مادة هنا وأن يقال : «أجل، صحيح، لكن هذا ليس على هذا النحو بالضبط لأنه...». من فضلكم، اصنعوا ذلك بقائمة الردود الطويلة التي ستطول عندما ينشر هذا الرأي في الانترنت.

أنا صلب في رأيي أنه كي تتحرك الأمور في هذه الدولة مرة واحدة والى الابد ينبغي أن تعاد السلطة الى مباي. فقد حركوا الأمور. لم يكن عندهم ركود وفسادهم يشحب إزاء الفساد اليوم. عندما أقول مباي فانني اقصد العقلية لا الحزب بالضرورة. نحن نحتاج الى زعيم قوي يقود مسارا إما الى هنا أو الى هناك. بن غوريون أو اريك شارون أو شخص ما يفعل ثم يتحدث بعد ذلك. باراك هو كذلك بالضبط. فهو يعرف كيف يرعب العالم العربي لأنه سيد حرب داهية، لكنه سيحرص حرصا شديدا أيضا على اتفاقات السلام. هذا الرجل ببساطة يسبق عصره اما ما سواه فماء في ماء.

- [**ران يغيل | «معاريف» | 28 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165306

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

2165306 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010