الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

لا يوجد من نتحدث اليه

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

لا يصدق أن المقابلة الصحافية الاخيرة مع حنان عشراوي، التي نشرت في صحيفة «زمن القدس» في نهاية الاسبوع، تنير البصيرة خاصة. اذا تجاوزنا البرهان الثابت على أنه «لا شريك» حتى عند «المعتدلين» من الفلسطينيين تدل هذه المقابلة كثيرا على سلوك الجانب «الاسرائيلي». «لا يوجد فلسطيني واحد يتخلى عن حقوق اللاجئين» تزعم بصراحة. وتبين في فكرة السيطرة «الاسرائيلية» على جبل الهيكل، أن جبل الهيكل مثل القدس الشرقية سيكون تحت «السلطة الفلسطينية». وهي ترفض الاعتراف بأن «اسرائيل» (دولة يهودية) وترى أن (الدولة اليهودية) فكرة عنصرية.

عندما نرى ثباتهم الصلب على المصالح الفلسطينية، لا يمكن ألا نشعر بالشحوب «الاسرائيلي» والجهود الثابتة عندنا لاضعاف الموقف «الاسرائيلي» في التفاوض وفي الصراع كله. فمن اليسار، يصر «كاديما» على استمرار التجميد وبدل أن يعزز مصالحنا يطلب القيام بتنازلات أخرى. ومن اليمين، ثمة من يوافقون من جهة براغماتية على اجراءات مشابهة من أجل الكشف عن حقيقة أن الفلسطينيين رافضون. وتلائم الاتجاهات المختلفة سياسة الفورمالين. وهي سياسة بلغت ذروتها بابداع خطة الانفصال.

في مقابلة صحافية نشرت في صحيفة «هآرتس» في وقته، بين المحامي دوفي فايسغلاس المبدأ : «إن الانفصال هو في الحقيقة فورمالين... إن الانفصال يمكن «اسرائيل» من الرقود في راحة في وضع مرحلي يبعدنا قدر المستطاع عن الضغط السياسي. وهي تمنح زعمنا، انه لا يوجد تفاوض مع الفلسطينيين، الشرعية... وتفعل أدنى ما يحتاج اليه لتعزيز وضعنا السياسي»، أي سنقوم بتنازل صغير ما لنحط عنا الضغط الدولي ونبين أن الطرف الثاني لا يرغب في السلام.
أفضت سياسة الفورمالين آخر الأمر الى نتيجة واحدة هي اضعاف آخر للجانب «الاسرائيلي». إن تنازلا ذا شأن مثل الانفصال عزز المكانة زمنا قصيراً فقط، واحتجنا مرة أخرى الى مسيرة سياسية. وإن ما بدأ مثل منشور يبقي سائر المشكلات في علبة، أصبح مبدأ موجها. وقد رأينا فكرة مشابهة في اخفاق كامب ديفيد عندما كان انجاز باراك الوحيد أن كشف عن وجه عرفات الحقيقي. هذا في الحقيقة انجاز كبير صحبته انتفاضة أخرى، وأصبحت على الأيام جميع التفاهمات المؤقتة عن تلك المباحثات شروطا في خطة كلينتون.

اصبحت خطة نتساريم أولا اقتلاعا للمستوطنات من غزة كلها وشمالي السامرة بلا اتفاق، ويرغب «كاديما» واليسار القومي اليوم في اخلاء مشابه في «يهودا والسامرة» الى حد أن معادلة المناطق مقابل السلام أصبحت تبدو قديمة. وكذلك أصبح تجميد البناء المؤقت الذي كان ضريبة كلام ليبين أننا جديون والفلسطينيين ليسوا كذلك، أصبح نقطة انطلاق التفاوض والموضوع الأهم في نظر العالم الى الصراع. لماذا لا نستطيع اجراء التفاوض مع الحفاظ الذي لا هوادة فيه على مبادئنا؟ كم من الوقت سنظل نتمسك بمسارات نتيجتها الوحيدة هي الكشف عن الرفض الفلسطيني؟

حان وقت أن نتحول عن خطط الفورمالين التي أخفقت الى الثبات على المبادىء والى خطط سياسية حقيقية دون أجزاء من اتفاقات، ودون خطط من جانب واحد، ودون تفاهمات واقعية، ودون تنازلات أخرى قبل أن يوجد اتفاق سلام شامل نهائي. وهكذا ربما لا تكون نهاية المسيرة مثل بدايتها، ويكون الانجاز الوحيد هو «شهادة لا يوجد من يتحدث اليه» أخرى.

- [**ليمور سيميميان ـ دراش | «معاريف» | 28 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2181063

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181063 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40