الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2010

ليبرمان قال ما يفكر فيه نتنياهو

الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2010

لنفترض ان وزيرة خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، وقفت امس على منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة واعلنت ان هدف الرئيس الامريكي تحقيق اتفاق دائم بين «اسرائيل» والفلسطينيين في السنوات القريبة القادمة هباء منثور، فكم من الوقت كان سيستغرق الرئيس باراك اوباما لإرسال كتاب وداع لها؟ ماذا كنا سنفكر عن الادارة الامريكية، لو كان البيت الابيض عقب على الصفعة الرنانة هذه ببيان للصحافة بان موقف وزير الخارجية الدبلوماسي رقم واحد للديمقراطية الوحيدة في «الشرق الاوسط» - هو بالاجمال صفعة فظة لسياسة الحكومة؟

ماذا يفكر مئات ملايين مشاهدي التلفزيون الذين شاهدوا أمس افيغدور ليبرمان وسمعوا نفي بنيامين نتنياهو؟ امكانية اولى : ليبرمان يقول ما يفكر به نتنياهو ولهذا فانه يواصل تمثيل حكومة «اسرائيل». امكانية ثانية : ليبرمان لا يقول ما يفكر به نتنياهو. إذن لماذا يواصل تمثيل الحكومة؟ مهما يكن من أمر فان كل ظهور لليبرمان يخفض مستوى الثقة بـ «اسرائيل».

الخطاب المحرج لليبرمان ينضم الى المعطيات عن خدعة التجميد وعن رفض حكومة «اسرائيل» تمديد هذه الخدعة. صحافيون نشطاء سيذكرون على أي حال قراءهم في ارجاء العالم بان ليبرمان نفسه مستوطن. من سمع عن وزير خارجية لا تطأ قدم أي سياسي او دبلوماسي في العالم عتبة بيته؟

القلائل بين الوزراء ممن يكبدون أنفسهم عناء التعمق في مواقف الفلسطينيين، يعرفون ان الشريك الوحيد لـ «التسوية الانتقالية بعيدة المدى» لليبرمان هو «حماس». لدى خالد مشعل ورفاقه في غزة يسمون هذا «هدنة». هناك أيضا، «بعيد المدى» هذا هو موضوع للاجيال. المشكلة هي أن الزمن والديمغرافيا والرأي العام العالمي تعمل كلها في صالح رجال «حماس». بالمناسبة، في ملفات وزارة الخارجية يمكن لليبرمان أن يجد عددا لا يحصى من قرارات وبيانات القيادة الفلسطينية في رام الله التي ترفض خيار الدولة الفلسطينية في حدود مؤقتة. على مدى 43 سنة احتلال تعلموا بان لدينا لا يوجد شيء اكثر ديمومة من المؤقت.

من الصعب ان نقرر ما هو اكثر هذيانا خطة التسوية الانتقالية، ام خطة تبادل الاراضي الخاصة بليبرمان. لمنح شرعية صهيونية مناسبة لفكرة نزع الجنسية عن المواطنين «الاسرائيليين»، يتعين عليه أن يعدل البند في اعلان الاستقلال الذي يقول ان «دولة «اسرائيل» ستقيم مساواة تامة في الحقوق الاجتماعية والسياسية لكل مواطنيها دون فرق في الدين، العرق او الجنس». كما أن ليبرمان سيتعين عليه أيضا أن يعدل قائمة الدول التي تبدي الاستعداد لمنحه تأشيرة دخول. وليس هو فقط.

ينبغي الافتراض بان نتنياهو لم يتصل أمس بنيويورك كي يقول لوزير الخارجية : «يا ايفات، كنت كبيرا». عندما يصرخ وزراء اليمين والمستوطنون بقوة محتجين على التجميد المزعوم، فان بيبي يحتاج الى الهدوء اكثر من أي شيء آخر. صحيح ان رئيس الوزراء لا يؤمن ايضا بانه بعد سنة «في اقصى الاحوال» ـ سيوقع على اتفاق لتقسيم الضفة والقدس. صحيح أن معظم الوزراء غير مستعدين للمراهنة بمئة شيكل في أنه في عيد العرش القادم سيدعو شمعون بيريس رئيس فلسطين الى عريشته. ولكن الوزراء، ولا سيما وزراء الخارجية، لا يتلقون الرواتب كي يعلنوا على الملأ بان لا معنى للمواقف الرسمية والعلنية لحكومته. في الدول الطبيعية، مثل هؤلاء الوزراء يرسلون الى مكتب التشغيل.

- [**عكيفا الدار | «هآرتس» | 29 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178565

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2178565 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 22


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40