الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

حضور ملكي في القدس

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

القيادتان، «الاسرائيلية والفلسطينية»، لا تريدان ولا تستطيعان الوصول الى تسوية. الشك وجودي للغاية، القيادات ضعيفة للغاية، العداء عال للغاية، واوباما هش للغاية. الكل يفهم ان قوته ستقتطع في غضون نحو شهر، مع الانتخابات للمجلسين التشريعيين في واشنطن.

وبالاجمال يدور الحديث عن لعبة من يبقى اخيرا، بمعنى من يحرج ويتهم بافشال المفاوضات الغريبة هذه، التي ليس لها ماض وليس لها مستقبل. نتنياهو اخطأ فوافق على تجميد مؤقت دون مقابل.

هذا غريب، إذ انه هو الذي ثبت الشعار في سنوات التسعين : اذا اعطوا فسيأخذون؛ وان لم يعطوا فلن يأخذوا. حينها أعطى ولكنه لم يأخذ شيئا.

زعماء في العالم وفي وسائل الاعلام العالمية و«الاسرائيلية» يسخرون : نتنياهو علق الان في ضائعة، وهو بقي الاخير، وهو سيتهم، ظاهرا بافشال المحادثات. غير أنه سهل جدا الخروج من هذه الضائقة المؤقتة، إذ ان نتنياهو هو الذي أعلن في ولايته الاولى عن الصيغة.

كل ما ينبغي قوله هو أن «اسرائيل» تطالب ببادرة طيبة موازية لبادرتها من «السلطة الفلسطينية»، وفي واقع الامر من الدول العربية كلها، التي تقف خلف ابو مازن وتناور معه.

اذا ما جاءت بادرة عربية، فسينفـَّذ تجميد ٌمؤقت آخر، واذا لم تأت، فلن يمددَّ التجميد. للبادرة العربية يجب أن يكون بعد رمزي عربي، مثلما كان للتجميد بعد رمزي «اسرائيلي»، وعلى كليهما ان يكونا ذوي بُعد آنيّ.

بادرة محتملة هي لقاء احتفالي لعبد الله الاردني، مبارك المصري وعبد الله السعودي في القدس. لماذا لا؟ فالحديث يدور عن مسيرة سلمية. الجامعة العربية حاضرة جدا في هذه المفاوضات، وبالاساس السعودية فكيف لا يمكن اللقاء؟ وما الضير في القدس؟ فقد سبق ان التقوا في مصر، في الاردن وفي واشنطن. أفليست «اسرائيل» مكانا يمكن للزعماء العرب ان يطأوه ايضا؟

وهي يمكنها أن تكون عناصر من التطبيع العلني، او أي اعتراف رمزي بـ «القومية اليهودية». مثلا، دعوة الجامعة العربية في القاهرة رئيس وزراء «اسرائيل» للخطاب امامها. لماذا لا؟ فهذه مسيرة سلام. وماذا عن مسلسلات التلفزيون اللاسامية من شهر رمضان الماضي، فهل هي جزء من «المسيرة السلمية»؟ وماذا عن اقتراحات عربية مناهضة لـ «اسرائيل» في المؤسسات الدولية، أفلم يحن الوقت لالغائها؟ وزارتنا الخارجية يمكنها أن توفر قائمة طويلة كهذه من الاقتراحات العربية، التي خلفها تقف، بالطبع، «السلطة الفلسطينية».

بادرة اخرى يمكن أن تكون اقرار مشروع القانون الموضوع امام البرلمان اللبناني لمنح الفلسطينيين هناك حقوقاً مدنية. لا الجنسية، لا سمح الله، بل الحق الانساني في السكن وفي العمل. الدولة الاكثر شرا تجاه الفلسطينيين هي لبنان، التي لا تمنح هؤلاء البؤساء حتى الحق في شراء شقة او في العمل، والعالم العربي يصمت، بالطبع.

وضع الفلسطينيين في غزة افضل بكثير من وضع اخوانهم «المكشوفين» في لبنان.

يوجد طيف واسع جدا من البادرات الرمزية التي ينبغي للدول العربية او حتى الجامعة العربية أن تتخذها وهي لن تتبنى شيئا من هذا كله، إذ ليس السلام مع «اسرائيل» هو ما تبحث عنه، بل اضعافها واحراجها. اذا لم يفعلوا ذلك، فان الذنب يقع عليهم. بسلوكها ستؤكد الاطراف العربية ان السلام ليس وجهتها هي.

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2180642

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2180642 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40