الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010

حول الثوابت الفلسطينية *

الثلاثاء 28 أيلول (سبتمبر) 2010 par منير شفيق

الثوابت هي ما يقررها الميثاقان وهي أساس مفهومنا للثوابت وتحديدها تتلخص في أن فلسطين كل فلسطين جزء من الوطن العربي وشعبها جزء من الأمّة العربية، وأن أساس القضيّة الفلسطينية هو ما تعرّضت له فلسطين تحت الإستعمار البريطاني من هجرات صهيونية ثم قيام كيان صهيوني اغتصب 78% من الأرض وشردّ ثلثيْ الشعب عام 1948.

ومن هنا فإن الثابت الأول من الثوابت يتمثل بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وتصفية دولة الكيان الصهيوني وهو شرط تأمين حق العودة.

ومن هنا فإن المقاومة المسلحة وكل أشكال المقاومة الشعبية والعسكرية النظامية حق للشعب الفلسطيني والأمّة العربية.

الأمر الذي يوجب عدم الإعتراف بأيّة شرعية لدولة الكيان الصهيوني وما أحدثه الإستعمار البريطاني وأحدثه الكيان من تغييرات ديمغرافية وجغرافية فوق الأرض الفلسطينية قبل العام 1967 وبعده.

إن ثابت عدم الإعتراف بأيّة شرعية لدولة الكيان الصهيوني يوجب رفض المفاوضات من حيث أتى وكذلك رفض الصلح والإعتراف الديبلوماسي تحت أي ظرف من الظروف.

فهذه المفاوضات الثنائية يجب أن تُرفض أصلاً من حيث المبدأ وبسبب تنازلاتها واعترافها المتضمن بالكيان الصهيوني. ولكن يجب أن تُرفض أيضاً باعتبارها مفاوضات تصفية القضيّة الفلسطينية التي تقوم على أساس «حلّ الدولتين» وهو الحل التصفوي بامتياز. ومن ثمّ يخطئ كل من يعارضها باعتبارها عقيمة أو فاشلة أو عبثية لأن هذه المعارضة عذر أسوأ من ذنب. لأن نجاحها هو الكارثة بعينها.

والآن، إن بحثنا في المحاور والآفاق والآليات في هذه الجلسة الأخيرة من لقائنا يمكن تلخيصه في هدفين الأول توقف الفلسطينيين عن فلسطنة القضيّة الفلسطينية والإستفراد في تقرير مصيرها. ومن ثم عودتهم إلى التعامل معها باعتباره قضيّة عربية بالدرجة الأولى وإسلامية وتحرريّة عالمية.

والهدف الثاني توقف العرب عن اعتبار أنفسهم داعمين للشعب الفلسطيني ومؤيّدين لقضيّته، ودعك من الأنظمة التي رفعت شعار «نرضى بما يرضى به الفلسطينيون»، و يُقصد المفاوض الفلسطيني بعد أن تأكدت من تدجينه وتطويعه واستسلامه.

أي على الحركات السياسية والإجتماعية والثقافية العربية أن تعود إلى اعتبار القضيّة الفلسطينية القضيّة المركزية في برامجها وخطها السياسي ونشاطاتها اليومية. ومن ثم تقوم بدور المشارك والشريك في القضيّة مثلها مثل الفلسطينيين سواء بسواء.

إذا كان هذا هو التوجّه العام بإعادة فلسطين في البرامج النضالية الفلسطينية والعربية باعتبارها قضيّة تحرير كل الأرض الفلسطينية فسوف نكون إزاء مشروع جديد يستحق أن يكرسّ الإنسان حياته من أجله ويخوض النضال والجهاد في سبيله ويقدّم التضحيات الغالية لجعله مناخ التنفس من المحيط إلى الخليج. فالمحاور هنا تبدأ بالإلتفاف القوي لدعم خط المقاومة والممانعة والمشاركة حيث أمكن ويمرّ بإحداث تغيير جوهري في البرامج وهو عودة الجميع إلى الثوابت والأصول ومن ثم الإجابة عن كيف يُترجَم كل ذلك إلى عملٍ وفعلٍ على الأرض.

وفي ذلك فليتناقس المتنافسون…

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[*** كلمة الأستاذ منير شفيق حول «الثوابت الفلسطينية» في اللقاء التشاوري العربي الذي انعقد في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي في فندق البريستول - بيروت، بدعوة من «الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني».*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2165797

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2165797 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010