الاثنين 27 أيلول (سبتمبر) 2010

عالقون في الماضي

الاثنين 27 أيلول (سبتمبر) 2010

يوجد عند المبعوث الخاص الى «الشرق الاوسط»، جورج ميتشل، جواب ثابت يلمح فيه دائما الى انه لم يحقق نجاحا كبيرا. إنه يتحدث في هدوء وأدب، كمن قاد توجهات من هذا النوع أكثر من مرة، وكمن تعلم ونسي ما لم يبدأ فهمه أكثر المشاركين في حل صراعات من نوع صراعنا.

إن ميتشل رجل نجاح مبرهن عليه. فهو الرجل الذي نجح في تنظيم اتفاق سلام في ايرلندا الشمالية. وكما يذكر في تلك التوجهات كان في ذلك التفاوض أيضا «700 يوم فشل ويوم نجاح واحد». وهناك ايضا، في ايرلندا الشمالية، كما يذكر ميتشل «ربما سئلت مئات المرات، متى أترك لأن الجهد قد فشل».

إن ميتشل على حق من جهة الحقائق. فقد أصر ونجح حقا. وتغلب في الحقيقة على المتشككين وعلى الثرثارين وعلى الكتاب وعلى من يسارعون الى الاقالة والابعاد والاعلان بالاخفاق. انه «رجل طيب»، هذا ما يقوله الجميع. كل من اتصلت به أطلب منه تلخيص مدة ولايته قال : «رجل طيب لكن».

كانت «لكن» هذه هناك دائما. يبدو أنه يجب أن ينصرف ميتشل. فبعد سنة ونصف سنة من الوقت الضائع، وبعد أن أصبح من الممكن أن نعد له صفرا من الانجازات، وفي اليوم الذي يجدد فيه البناء في المستوطنات لكن لا على نحو حقيقي، وأصبحت المحادثات مرة أخرى في أزمة متوقعة سيخرجون منها بعد ذلك، بعد كل ذلك يجب أن نقول في صراحة إن فريق سلام أوباما، والحديث في الأساس عن ميتشل وجماعة مساعديه، ليس فريقا ناجحا.

بالمناسبة، هذا أحد الموضوعات المفردة التي يتفق عليها «اسرائيليون» و«فلسطينيون» كبار أيضا، لا لأن ميتشل لم ينجح في التغلب على الأزمات التي أحدثتها «اسرائيل» و«الفلسطينيون»، ولا لأنه لم يقنع «اسرائيل» و«الفلسطينيين»، ولا لأنه لم يقرب بين وجهات النظر بين «اسرائيل» و«الفلسطينيين» ـ ففعل كل ذلك صعب جدا وقد يكون مستحيلا. إن المشكلة مع فريق ميتشل أشد : فهو الذي سبب أكثر الأزمات، وهو الذي عوق كل امكان للتقدم، وهو الذي تسلق الاشجار غير الصحيحة ونزل عن الاشجار غير الصحيحة، وفعل كل ما يمكن في التوقيت غير الصحيح.

وربما تكون المشكلة حقا ايرلندا الشمالية. أو في مستوى أعم، الميل الواضح عند أناس ادارة اوباما الذين يشغلون أنفسهم بالشأن «الاسرائيلي» الى أن يكونوا عالقين في الماضي بدل تناول الحاضر كما هو.

هذا ما كان مع المستشار القريب للرئيس، ورئيس هيئة عمل البيت الابيض، رام عمانوئيل، الذي انقضى على العمل وعلى حكومة «اسرائيل» وكأنه يواصل ولايته في البيت الابيض عند كلينتون في التسعينيات، وكأن نتنياهو أيضا يواصل ولايته الاولى لرئاسة الحكومة في التسعينيات، وكأن مسيرة السلام يمكن ان تستمر من المكان الذي علقت فيه آنذاك.

ويقال الشيء نفسه في ميتشل، بيد أن الحديث في حالته عن استمرار ولايته من ايرلندا الشمالية. إن المتشككين هم نفس المتشككين، والرافضين هم نفس الرافضين، والمخصصين هم نفس المخصصين. وبقي أمام ميتشل، على حسب حسابه هو 300 يوم تقريبا من الفشل حتى يبلغ ذلك اليوم الواحد من النجاح الذي يحشد من أجله رسائل في تذكرة سفره الدائمة. إذا لم يكن يهمكم التذرع بالصبر.

ليس عند ادارة اوباما صبر ولا وقت أيضا. تجري عليها في هذه الأيام رجة قد بدأت. وقد ترك مستشارون اقتصاديون مركزيون. وكذلك مستشارون سياسيون مهمون، منهم عمانوئيل في طريقهم الى البيت. فالاعمال تسحق، والضغط كبير، والاجور في الخارج مغرية. إن تبديل الأشخاص في منتصف الولاية أمر روتيني في كل إدارة أمريكية، وكلما تبين أن الادارة في أزمة سياسية ضمن أن يكون عدد التاركين أكبر.

إن الحزب الديمقراطي يقضم أظفاره متوقعاً هزيمة في الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر)، وبعدها سيضغط متخذو القرارات في ادارة اوباما، وعلى رأسهم الرئيس زر البدء من جديد. في تلك الفرصة، يحسن تبديل فريق السلام أيضا. ربما يحتاج الى أن يترأسه شخص لم ينجح قط.

- [**شموئيل روزنر | «معاريف» | 27 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165543

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2165543 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010