الاثنين 27 أيلول (سبتمبر) 2010

حكومة دمى

الاثنين 27 أيلول (سبتمبر) 2010

تخيلوا ناس «كاخ» يستأجرون طيارة من أجل جولة فوق «يهودا والسامرة»، ويسمي بدرمان أو بن ـ جبير القرى العربية «طفيليات تعلقت بالمستوطنات» و «أوراما سرطانية». أثمة شك في أن طواحين «سلطة القانون» في «الشاباك» و«وزارة العدل» كانت تطلق على الفور تهما جنائية مثل العنصرية والتحريض واثارة التمرد؟ بيد أن اليهودي «السرطان» في «اسرائيل» المتنورة والعربي «السرطان» ليسا هما الشيء نفسه.

يوجد لرحلة الشتيمة فوق المستوطنات اليهودية وجه شاعري تاريخي أيضا. حظي أناس «سلام الآن» بنظرة من الطائرة. يبغض كلاهما «أن يسكن الشعب وحده ولا يقيم اعتبارا للأغيار»، وأنه «غطى عين الأرض»، ومن ورائهما قوى أجنبية، وملك موآب ورئيس الولايات المتحدة. بيد أن مستوطني «اسرائيل»، بخلاف أسباط «اسرائيل»، لا يحظون بمساعدة من السماء. وقعت عليهم لعنة التجميد التي كان يفترض أن تزول أمس، وأضرت بهم كثيرا.

ليس تجديد البناء في الأراضي اليهودية القديمة تخفيفاً شخصياً لأصحاب الميادين وشركات البناء التي ظلمت حقوقهم الامتلاكية بخطوة معادية للديمقراطية. يحسن ها هنا السؤال المبدئي : هل الممتلكات اليهودية في الوطن اليهودي محمية بقوانين «الدولة اليهودية»، أم لا يستطيع مستوطن يهودي وأرضه أن يكونا موضوعي حقوق لأنهما «ورقتا مساومة» لا أكثر. يعتقد ملايين اليهود أن «الدولة اليهودية» التي تتنكر لهذه الحقوق لن تدوم طويلا.

توضع في كفة الميزان أيضا سيادة الدولة. لأنه إذا كان الالتزام الامريكي لـ «اسرائيل» ـ مثل التجميد 10 أشهر فقط ـ لا يساوي الورق، فان «اسرائيل» تتهاوى من دولة تابعة لأمريكا الى حكومة دمى. وهذا هو الهدف الذي يسعى اليه العرب فنانو اللعبة الدبلوماسية، حقا.

سيخطىء مواطنو «اسرائيل» اذا اعتقدوا أن هذا التنكيل يضر بالمستوطنين فقط. إن تجميداً آخر، (يشمل تذويباً للتجميد بغمز وخداع) كبطاقة دخول في التفاوض، يعني «لعبة مبيعة» قبل ان تبدأ. يزعمون أن أبا مازن ليس شريكا؟ أي صلف! نحن لسنا شريكا. شريكه موجود في واشنطن. ربما لن تشعر الفقاعة في تل أبيب لكنها ستفرغ أيضا من بقايا الاستقلال.

في الأمد البعيد، اصرار الحكومة على كلمتها وعلى حقوقنا في البلاد التي تزعم أننا «عدنا» اليها سيحدد مصيرنا ها هنا. إذا لم تكن لـ «اسرائيل» حقوق في القلب التاريخي من أرض «اسرائيل»، فقد نسب اليها أبو مازن وبحق في خطبته في الأمم المتحدة «نشاطا غير قانوني» و «عقلية توسع وسيطرة». إنه هو ومجمدي الاستيطان ومن يرونهم «أوراما سرطانية»، ليسوا بعيدين بعضهم عن بعض.

رأى بلعام «الشعب الذي يسكن وحده» وما يزال الشعب مختلفا حتى اليوم في سؤال أهذا الأمر بركة أم لعنة. لكن من يستطيع انكار أن اليهودية الأكثر عزلة قد كان هو ذلك الذي لم تكن تحت قدميه أرض البتة؟ وحتى هنا، في أرضنا، تزداد عزلتنا في العالم من الانفصال الى سيطرة «حماس» الى صواريخ القسام الى «الرصاص المصبوب» والى تقرير غولدستون والقافلة البحرية.

سيوحي تجديد البناء للعالم أن «اسرائيل» ملك لنا وليست عبئا، واننا على استعداد لدفع ثمن عوض الملك. والأساس أن عودة اليهود الى بيت لحم، ومرتفعات جبل الجرزيم، والى مغارة المكفيلا ومدينة داود، ليست ظاهرة عابرة بل هي ثورة تاريخية. اذا واصلنا فقط فسينتهي ساسة العالم الى النظر في كل ما رآه يهوشع سوبول من الجو القرى اليهودية والقرى العربية، بعضها الى جانب بعض كالنظر الى مساكن للبشر، لا طفيليات ولا أورام، وسيضطرون الى قبولها على أنها حقائق بحتة لا يمكن أي «حل» من غيرها.

- [**اليكيم هعتسني | «يديعوت» | 27 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2181066

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2181066 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40