الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

ضجيج سلام

الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

في أحيان كثيرة، يخفي ساتر الدخان الذي يحرص الساسة على أن يلفوا به اجراءاتهم السياسية، طريقاً مسدوداً. توجد حالات لم تكن فيها المقابلات المتفائلة لوزراء الخارجية ترمي سوى الى سكب قليل من الصبغ الوردي على هذا الدخان. إن هذه الحال، كما يزعم لاسلي غلب، الرئيس الشرفي لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك، هي التفاوض المباشر الذي افتتحه الرئيس اوباما في واشنطن. إن من كان مساعدا لوزير الخارجية الامريكي ومحللا كبيرا في صحيفة «نيويورك تايمز» يحذر من أن هذا الدخان قد ينتهي الى النار.

في مقالة نشرها في الاسبوع الماضي في موقع الانترنت «ديلي بيست»، يتساءل غلب من أين استمدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ايمانها بأن «الطرفين جديان في نيتهما في التوصل الى اتفاق». يقول إن موظفي إدارة كثيرين قالوا له، إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو و«الرئيس» محمود عبّاس في محادثات مع الرئيس اوباما لم يقترحا أي أساس للتصالح (وحصلت على بلاغ مشابه من مصادري المتواضعة في واشنطن). على حسب ما يقول الموظفون، لم يعط الاثنان أكثر من كلام غامض، كان يرمي الى اعجاب المضيف. الفجوة التي تفصل بينهما، في الطريق الى التسوية الدائمة بقيت عميقة كما كانت دائما.

يوجد من يوصون، مثل المستشار السياسي المستعاد، دينيس روس، بتجاوز الهاوية بقفزات صغيرة. وهم يرون أن الأساس أن يكون «دلالة» و«خطوات تبني الثقة». يزعم غلب أن الجمود في التفاوض أفضل من جولة عقيمة أخرى. اذا تبين في اثناء السنة أنه لا غطاء للتفاؤل كما يعتقد غلب فسيفقد الفلسطينيون ما بقي من أمل رؤية نهاية الاحتلال. لن تستطيع السلطة اجتياز اخفاق في التفاوض، وستنهار الاجهزة الامنية والمدنية ويعود «الارهاب» لضرب «اسرائيل».

وثمة آخرون مثل يوسي بيلين، يوصون بطريق ثالثة. أخرج أبو «مبادرة جنيف»، وهو وثيقة تقترح خطة مفصلة للاتفاق الدائم، من النفتالين توجه التسوية الجزئية. كتب في هذه الصفحات في السادس من أيلول (سبتمبر) أن «التسوية المرحلية أكثر عملية من محادثات باطلة في الأمن والبيئة والمياه وطابع دولة «اسرائيل» اليهودي». إن رجوع بيلين من جانب واحد عن شعار «نعم للاتفاق»، (الدائم، بطبيعة الامر) يثير غضب غير قليل من الاصدقاء الذين تشرف توقيعاتهم المبادرة التي صيغت في جهد كبير مع «قادة» جمهور فلسطينيين.

يمكن أن نجد في قائمة خائبي الأمل المدير العام لـ «مركز بيريس للسلام»، رون بونداك، والدكتور مناحيم كلاين من «جامعة بار ايلان»، وتاليا ساسون صاحبة تقرير البؤر الاستيطانية والبروفسور يوسي يونا من «جامعة بن غوريون». في رسالة الكترونية نشرها أول من أمس بين النشطاء، طلب هذا الأخير اجراء مباحثة في أسرع وقت في مجلس الحركة فيما سماه «تنافر أصوات فكريا». «يبدو أن «مبادرة جنيف» دفعت الى أزمة هوية شديدة»، كتب، «فمن جهة توجد حملة دعائية مدهشة مخلصة لبرنامجنا القيمي والسياسي، الذي يقرر أنه يمكن التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين وأنه ينبغي أن يمنح كل من يعمل في تقديم هذا الهدف الدعم. ومن جهة ثانية، نسمع تصريحات مكرورة، ولا سيما من يوسي بيلين في توقيت بائس بأنه لا يوجد اليوم شريك في السلام، وبأنه ينبغي الطموح الى تسويات مرحلية فحسب». وينهي يونا كلامه بسؤال لاذع : «هل تتآمر مبادرة جنيف على نفسها».

غاب يونا وبعض رفاقه في الحركة أول من أمس عمداً عن مؤتمر «مبادرة جنيف»، احتجاجا على دعوة المتهم ايهود اولمرت ليخطب الخطبة المركزية. قالت زهافا غلئون عضو «الكنيست» السابقة من «ميرتس» إنها انشقت غيظا لرؤية صورة اولمرت، والد حرب لبنان الثانية وعملية «الرصاص المصبوب» بين ذراعي رئيس «ميرتس» حاييم اورون والرئيس السابق يوسي بيلين. وأضاع الغائبون فرصة سماع اولمرت يدعو نتنياهو الى الاعتراف الان بحدود 67 على أنها أساس الاتفاق الدائم.

«ليست الدعوة شيئا مفهوما من تلقاء نفسه، مثل حضور رئيس حكومة سابق عندنا»، كتب المدير العام لـ «مبادرة جنيف» غادي بلتيانسكي في سجلّ الزوّار عشية اللقاء، وأضاف «لن يكون من الصحيح اذا استثنينا أصل البراءة الذي يملكه، التخلي عن الاهتمام الذي سيثيره حضوره (وقد أثاره) والى ذلك قد يخدم كلامه رسائل المبادرة المركزية التي نعمل على نشرها». أية رسائل؟ أرسالة «نعم للاتفاق» كما قال أولمرت أم رسالة «نعم للاتفاق المرحلي» لبيلين؟

- [**عكيفا الدار | «هآرتس» | 21 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2177280

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2177280 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40