الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

هكذا تساعد «اسرائيل» ايران

الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

«هالدور توبسيه» هو اتحاد دانماركي دولي كبير، ذو صلات متشعبة بايران، ينشىء فيها مصنعين كبيرين لتكرير غاز الميثانول من أجل حقل الغاز الضخم الذي يبنى فيها. ليس عجبا أن ظهرت الشركة الدانماركية في قوائم الادارة الامريكية بصفتها جهة تساعد الاقتصاد الايراني عامة ولا سيما صناعات الغاز والنفط التي هي مصدر ايرادها الرئيسي. من المفهوم ان الاتحاد الدانماركي ليس وحده. توجد مئات اخرى من الشركات في عشرات الدول، تتاجر مع ايران في مختلف المجالات. ومع ذلك كله لا يخفف هذا من خطورة الفعل.

لهذا، مما يثير الغضب كثيراً حقيقة أن شركة الكهرباء «الاسرائيلية» تبذل كل جهد كما كشف عن ذلك يهودا شاروني في صحيفة «معاريف» قبل نحو اسبوعين كي تمنح «هالدور توبسيه» (التي تعرف من ناحية العقد بأنها مقاولة ثانوية لشركة المانية) عقداً بنحو نصف مليار شيكل لبناء مصاف للهواء من أجل محطتي توليد الطاقة الفحمية في عسقلان والخضيرة. إن «هالدور توبسيه» واحدة من شركتين بلغتا المرحلة النهائية في مناقصة شركة الكهرباء. والشركة الثانية هي «هيتاتشي» اليابانية.

إن اقتراح سعر الشركة الدانماركية أقل كثيرا من اقتراح الشركة اليابانية حقا. لكن هل التقدير المالي هو التقدير الوحيد الذي يجب أن يحرك «اسرائيل» في هذه الحال؟ ماذا عن تقديرات سياسية وأخلاقية؟

إن حكومة «اسرائيل» تدعو جميع دول العالم منذ سنين الى تشديد العقوبات على ايران لتثنيها عن الاستمرار على برنامجها الذري. وتجري وزارة الخارجية، على نحو مباشر وبمساعدات منظمات يهودية نضالا صارما يشمل العالم، ويشتمل على مظاهرات وعرائض، وتجميد أعضاء برلمان ووسائل اعلامية في مواجهة حكومات وشركات تتاجر مع ايران. لكن يبدو أن حكومة «اسرائيل» لا تنفذ ما تطلبه من الآخرين وفي هذا تلون بل وقاحة. كشف في صحيفة «هآرتس» قبل نحو سنة عن وجود صفقة مقدارها 150 مليون شيكل بين سلطة المطارات وشركة «سيمنز»، التي هي أكبر شريكة تجارية لايران في المانيا. وعللت السلطة قرارها بالسعر الجذاب للشركة التي فازت بالمناقصة.

في «اسرائيل» قانون يقرر بصراحة أنه لا يحل استثمار أكثر من 20 مليون دولار في اتحادات تتاجر مع ايران، لكن القانون لا يطبق. وأشد من ذلك أنه لا يوجد عنوان مركزي لتناول هذا الموضوع المهم. لم تحظ التوجهات في الماضي في هذا الشأن الى مكتب رئيس الحكومة والى عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي، بأذن صاغية. إن أراد الذي يذكر في كل فرصة بالتهديد الوجودي القائم من ايران، زعم في الحقيقة أن الموضوع مهم لكنه لم يفعل شيئا. فاذا لم يكن هذا يهمه فما الذي يهمه؟

قررت شركة مناقصات شركة الكهرباء أن توقع على العقد مع «هالدور توبسيه»، بحجة أن الحديث عن شركة لها شركة ثانوية في الولايات المتحدة. هذا صحيح بيد أنه يصاغ في الولايات المتحدة قانون يمنع الشركات الامريكية او الشركات الاجنبية التي تعمل في الولايات المتحدة، من أن تستثمر في صناعة الطاقة في ايران.

على أثر توجه في اللحظة الأخيرة من المنافسة اليابانية قررت شركة الكهرباء أن تنقل قرار الحسم الى وزير الصناعات الوطنية عوزي لاندو. قال متحدث الوزير رداً على ذلك إن «الوزير ينظر في الموضوع بجدية».

ليس هذا كافيا. يجب على «اسرائيل» أن تفصح بمقالة واضحة غير متهربة. عليها أن تكون رأس حربة النضال لا أن تتخلف في الخلف. إن الشركات والاتحادات، ولا يهم تحت أي غطاء، التي تساعد اقتصاد ايران، تقوي بذلك نظام محمود أحمدي نجاد الذي يهدد بالقضاء على «اسرائيل». يجب على «اسرائيل» أن تبين أن من يقوم بأعمال مع ايران لن يستطيع التمتع بأعمال مع «اسرائيل».

- [**يوسي ملمان | «هآرتس» | 21 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2180966

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

10 من الزوار الآن

2180966 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40