الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010

ثلاث قضايا عربية تحدد مصيرنا

الثلاثاء 21 أيلول (سبتمبر) 2010 par د. محمد صالح المسفر

[**(1)*]

في الواقع العربي هناك أكثر من القضايا الثلاث التي سأتناولها اليوم تهدد مصير امتنا العربية ومستقبل الكثير من الأنظمة العربية. الأولى هي نذر الحرب التي تتجمع سحبها في أجواء الخليج العربي. دول مجلس التعاون الخليجي من المقرر ان تنفق هذا العام على التسلح ما يقدر بـ 100 مليار دولار مستوردة من الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية، قواعد عسكرية أجنبية تملأ الأرض العربية من مصر مروراً بالعراق وانتهاء بسلطنة عُمَان، إيران هي الأخرى تتسلح تصنيعاً واستيراداً، إيران عبر التاريخ تعمل لتمد مجالها الحيوي شرقاً لتصل إلى حدود الصين وتعمل بكل جهودها مستخدمة كل السبل لوصول مجالها الحيوي إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط (انظر الغزوات الفارسية على اليونان في القرن 6 ق. م)، يقابلها في ذلك النفوذ الصهيوني الذي يقول بان حدوده شرقاً تتمدد إلى جنوب الباكستان وغرباً إلى موريتانيا وتتقمص «إسرائيل» اليوم مواقف لاسكندر الأكبر. يقول الاسكندر : «لن يكون بوسعي الاطمئنان على امن جيشي في مصر والبحر الأبيض المتوسط طالما مد الفرس سيطرتهم على مياه الخليج» ويأتي تصريح الإمبراطور المقدوني إشارة إلى بدء الصراع الدولي من اجل السيطرة على هذه المنطقة، وهذا الصراع ما برح مستمراً حتى يومنا هذا. ما أردت قوله أن كل الدول من حولنا لها مشاريع استراتيجية تسعى لتحقيقها رغم كل الصعاب إلا نحن العرب وخاصة في الحاضر. لقد أصبحنا بلا أهداف ونجد لاسترضاء الآخـرين ولا ادري ما هو مستقبل أجيال امتنا القادمة.

الخليج العربي اليوم تعتصره أزمات معلنة كما هو الحال في الكويت، والبحرين وما يخفى في الدول الأخرى أعظم واخطر. نائب رئيس أركان الحرب الإيرانية أعلن : أن إيران على أبواب حرب وأنهم مستعدون لها. في ذات الوقت تقول «إسرائيل» بأنها لن تسمح لإيران بان تمسك بناصية السلاح النووي، وإيران مصرة على ذلك، إيران عملياً تتمدد نحو سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر. أريد القول إيران لها مشروع توسعي في «الشرق الأوسط» و«إسرائيل» كذلك فما هو مشروعنا العربي في المنطقة غير دبلوماسية الاسترضاء؟!!

[**( 2 )*]

القضية الثانية «إسرائيل» والمفاوضات المباشرة برعاية أمريكية بين «مفاوض فلسطيني» مسلوب الإرادة مهموم بالمحافظة على مكتسباته الذاتية وعصبته، وصهيوني له مشروع يريد تحقيقه ولو عن طرق القوة. «المفاوض الفلسطيني» بكل أسف قفز في تفاوضه عن كل مقدمات فن التفاوض، كان حرياً به أن يبدأ من المقدمات ومطالبة «الإسرائيليين» بالإعتراف الواضح والعلني أولاً أن الضفة الغربية والقدس وغزة أراض عربية محتلة بالقوة المسلحة في حرب معلنة، وان كل ما تم من إجراءات نتيجة للاحتلال عمل باطل بموجب الشرائع الدولية ويجب إزالته. إن «إسرائيل» في تفاوضها مع «السلطة» العبّاسية تنطلق بان «يهودا والسامرة» أراض يهودية محررة وان عاصمتها الأبدية هي مدينة القدس، وإنها تعترف بوجود سكان فلسطينيين على هذه الأرض لهم حق الإقامة الدائمة طبقاً لقانون «إسرائيلي»، وان أعلى ما يمكن إعطاؤهم هو حكم ذاتي ضمن كنتونات متفرقة وبموجب القوانين والنظم «الإسرائيلية» وليس غير ذلك. «إسرائيل» رفعت مطالبها من الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة تمهيداً لطرد من تبقى من الفلسطينيين على ارض فلسطين، مقابل ذلك كان على «سلطة» عبّاس أن تبادر بالعودة إلى غزة كاسرة بذلك الحصار والاعتراف بما ارتكبت من أخطاء وجرائم في حق أهل غزة طيلة الاربعة أعوام الماضية وإطلاق سراح كل المعتقلين من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» من قبل «سلطة» عبّاس، والعودة الى ميثاق منظمة التحرير. إن البحث عن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بعقلية «مفاوض السلطة» هو هدر للزمن الفلسطيني وضياع للأرض وكامل الحقوق الوطنية ولن يتغير الحال إلا بانتفاضة شعبية فلسطينية تقلب موازين التفاوض وتجعل العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والسياسية كما فعل شعب جنوب إفريقيا، وفيتنام ومن قبلهم الجزائر.

[**( 3 )*]

الأمر الثالث والمخيف ما يجري في السودان من إعمال ومشاريع لتمزيق وحدته وإنشاء دول جديدة سيمتد سرطان هذا التمزيق للسودان إلى دول عربية أخرى مرشحة لذلك طبقاً لمشروع صهيوني مبرمج ومعد منذ أكثر من مئة سنة. مطلوب موقف عربي واضح لا لبس فيه بالتعاون مع مجموعة من الدول الإفريقية برفض قيام كيانات جديدة على حساب وحدة التراب السوداني ونناشد النظام السياسي القائم في الخرطوم أن يدرك أن المرونة في زمن العواصف السياسية تحافظ على بقاء الأغصان على الشجرة ولو تساقط بعض أوراقها. يجب أن يكون الهم السوداني اليوم هو الحفاظ على وحدة التراب السوداني رغم الصعاب وعلى كل العرب أن يرموا بكل ثقلهم لتحقيق ذلك الهدف، وإلا فان الحبل على الجرار.

آخر القول : سيندم القادة العرب على ما يفعلون بأنفسهم وأوطانهم واسترضاء الطامعين في أرضهم وثرواتهم ما لم يغيروا مواقفهم المتخاذلة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2177229

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2177229 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40