توجد دولة «اسرائيل» منذ زمن بعيد امام معضلة باتت الان واجبة القرار السريع : مهاجمة البنية التحتية النووية في ايران او التسليم بايران نووية.
حقيقة معروفة هي انه في السنة الاخيرة اجتازت ايران عدة خطوط اعتبرت حمراء (هكذا على الاقل تقررت قبل أن يتم اجتيازها).
وحسب ما هو معروف، فان ايران خصبت اليورانيوم بكميات تسمح ببناء قنبلتين نوويتين (وان لم يكن بمستوى التخصيب العسكري)، ونجحت في الوصول الى مستوى تخصيب بمعدل 20 في المئة. لدى ايران الاف اجهزة الطرد المركزي وكل سنة تضاف الاف اجهزة الطرد المركزي الجديدة. المفاعل في بوشهر تم تشغيله مؤخرا وايران لا تتردد في توسيع البنى التحتية النووية علنا، ويمكن التقدير بانها ربما ايضا في الاعمال الخفية. ويكمل الايرانيون ترسانة الوسائل القتالية للصواريخ الملائمة لحمل سلاح نووي (منظومات كهذه توجد قيد التطوير والانتاج).
ايا من هذه السياقات لا يعمل في صالحنا. المعركة الدبلوماسية التي اتبعت ضد ايران ليست ناجعة ولا يبدو أنها ستصبح ناجعة في المستقبل. العقوبات التي اقرت هي عمليا رمزية وليست حقيقية. ويبدو انه لن يكون اجماع حول انتهاج عقوبات فاعلة، ولا يبدو ان الولايات المتحدة ستفرض عقوبات تمنع وصول النفط المكرر الى ايران بحصار بحري او بوسيلة اخرى.
يواصل الايرانيون كسب الوقت ويخدعون العالم الغربي الساذج، وعلى رأسهم الرئيس الامريكي باراك اوباما. مواقف الغرب تتآكل كل الوقت ولا تؤثر على الحكم وعلى القرارات في ايران. الانسحاب من العراق يخلق في ارجاء العالم احساسا بان امريكا ضعفت وان تصميمها يتبدد. في هذه اللحظة يمكن التقدير بان في نهاية المطاف اوباما لن يهاجم البنية التحتية النووية الايرانية.
استنادا الى الحقائق والسياقات التي وصفتها آنفا، لا يمكن مواصلة التلبث بالقرار حول سبيلنا لمعالجة مسألة النووي الايراني. علينا أن نقرر اذا كنا سنهاجم ايران أم نقبل ايران النووية كحقيقة ناجزة.
غير أن في نظري، التسليم بايران نووية يشكل أمرا لا يطاق. لايران قدرة على مهاجمة «اسرائيل»، وقد صرحت برغبتها في ذلك. والتاريخ يدل على ان خليط القدرة والارادة هو صيغة لان يحصل الامر، أي اذا لم نعمل.
قلت ذلك في الماضي، كتبته، اما الان فيجب تأكيد الرسالة والقول بوضوح يجب الهجوم. ليس لان هذه مهمة سهلة بل لانه لا مفر.
من المهم التشديد الان على ان التوقيت الكامل هو شهر تشرين الاول (نوفمبر)، قبل الانتخابات للكونغرس في امريكا وذلك ايضا لان الخطوات العقابية المرتقبة ضد «اسرائيل»، عشية الانتخابات في الولايات المتحدة، ستكون محدودة، هذا اذا كانت اصلا.
بعد انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) سنحصل على ما يبدو (هذا ما آمل به) على كونغرس جمهوري كفيل بان يسندنا بل ومواصلة الهجوم في كل ما يتعلق بآثاره.
[**عوديد تيرا | «اسرائيل اليوم» | 20 ايلول (سبتمبر) 2010*]
[**♦ عميد احتياط*]