الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

اللعبة المزدوجة للأسد

الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

الرئيس السوري، كما يتبين، يستطيب البقاء صديقاً للجميع. بعد يومين من لقائه المبعوث الأمريكي جورج ميتشل، بشار الأسد يصافح بحرارة صديقاً قديماً : محمود احمدي نجاد.

توقف الرئيس الإيراني أمس في دمشق للقاء الأسد وهو في طريقه الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وقال احمدي نجاد : «جئت لأظهر كم هي العلاقات بين سورية وايران قوية، مستقرة، ومفعمة بالتنسيق والإنسجام. علينا أن نحافظ كل الوقت على التنسيق مع سورية. نحن ننتصر لأننا نجحنا في القضاء على خطة العدو لتغيير خريطة «الشرق الأوسط»».

استعراض العضلات الإيراني يأتي بتزامن دقيق بعد لقاء طويل للرئيس السوري مع المبعوث الأمريكي يوم الخميس الماضي. وقد بحث الرجلان في مستقبل المفاوضات المباشرة بين «اسرائيل» و«الفلسطينيين»، وطلب ميتشل من الأسد «الحرص بشكل شخصي» على ألا تعرقل «حماس» المفاوضات وألا تنفذ عمليات «ارهابية».

احمدي نجاد تجاهل على نحو تظاهري مساعي فرنسا لإستئناف المفاوضات بين سوريا و«اسرائيل». وصرح الأسد على مسمع من المبعوث الفرنسي كوسران بأنه مستعد لإستئناف المحادثات فوراً شريطة أن يلبى شرطان : «اسرائيل» تتعهد مسبقاً بالإنسحاب من الجولان، وتركيا تعود لتتوسط في الإتصالات. وقبل أن يأتي الى دمشق وصف احمدي نجاد بدء المفاوضات بين «اسرائيل» و«الفلسطينيين» كفشل معروف مسبقاً وقال : «ليس لـ «اسرائيل» على الإطلاق مكان في منطقتنا».

بعد توقف انتقالي آخر في الجزائر من المتوقع للرئيس الإيراني أن يهبط في نيويورك في طريقه الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وبالتوازي تأتي الى الولايات المتحدة ايضاً سارة سورد، المواطنة الأمريكية التي افرج عنها من السجن في طهران بعد 14 شهراً بتهمة التجسس. ويظهر احمدي نجاد يوم الأربعاء في برنامج مقابلات لاري كينغ في الـ «سي.ان.ان».

في هذه الاثناء، وبالتوازي مع زيارة ميتشل الى دمشق، فان مسؤولين كباراً في الإدارة الأمريكية يشككون جداً بجدية السوريين واستعدادهم للدخول في محادثات مع «اسرائيل». وعلمت «يديعوت احرونوت» بانه داخل الإدارة يوجد خلاف حاد حول القناة السورية. ميتشل ونائبه فريد هوف يعتقدان بأنه يمكن استئناف المفاوضات ويؤمنان بأن القناتين ستداران بالتوازي السورية والفلسطينية ليس فقط لأنهما لا تتناقضان الواحدة مع الأخرى بل انهما ستعززان الواحدة الأخرى وستدفعان رؤيا اوباما للسلام الشامل في «الشرق الأوسط» الى الامام.

رجال ميتشل يؤمنون بأنه توجد امكانية لإخراج سورية من محور الشر ويشيرون الى أنه يوجد تضارب مصالح بين سورية وايران في موضوع العراق. السوريون يخافون ان يكون الإيرانيون يوشكون على السيطرة على العراق بعد الإنسحاب الأمريكي من خلال الشيعة، ولهذا فانهم يصعدون نشاطهم في تلك الدولة.

من جهة اخرى، فان مسؤولين كباراً في البيت الأبيض، في مجلس الأمن القومي وفي وزارة الخارجية الأمريكية يشككون بجدية السوريين ويعتقدون بانهم غير ناضجين للمفاوضات. وحسب اقوالهم، فان سورية غير معنية باستئناف المحادثات مع «اسرائيل»، ومصلحتها تتمثل الآن في العراق، في لبنان وفي التحقيق باغتيال الحريري.

رغم الشكوك، فان مسؤولين امريكيين كباراً قالوا انه حتى لو كانت الإحتمالات لإستئناف المحادثات مع «اسرائيل» قليلة، فثمة أهمية في مجرد الحوار مع سورية. «مهم اعطاؤهم مسار هرب كي لا يشعروا بانهم محبوسون في محور الشر. واضح للجميع بان السوريين هم الطفل الشرير، ولكن يجب اعطاؤهم الشعور بانهم ليسوا مع الظهر نحو الحائط، وان لديهم مخرجاً للعودة الى طريق الصواب».

- **«يديعوت»



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2176794

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2176794 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40