الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010

لماذا التشكيك بالهيئة؟

الأحد 19 أيلول (سبتمبر) 2010 par حلمي البلبيسي

كتب قبل أيام د. إيراهيم علوش مقالاً اطلعنا عليه منشوراً في صحيفة الموقف بعنوان «هيئة الدفاع عن الثوابت أم عن التعايش؟!» وذلك بتاريخ 16/9/2010، وبالقطع نحن نحترم وجهة نظر الدكتور ابراهيم علوش الوارد في مقاله المذكور فيما يخص الهيئة، بل ونرى بشكل عام أن الدكتور علوش واحداً ممن يمثل سياج حماية أخلاقي وفكري ضد التلويث الفكري والسياسي الجاري تسويقه هذه الايام. سواء في الساحة السياسية أو الساحة الثقافية في فلسطين والمنطقة العربية، ولكن لا بأس من بعض الأضواء التي قد تسهم في إعادة قراءة لبعض ما جاء في المقالة التي نراها قد حفلت ببعض التوتر المجاني، والذي لم يكن له من داع.

كما علمت فقد تم التواصل مع دكتور علوش في بداية المشاورات لتأسيس الهيئة ولكنه امتنع عن المشاركة لأسباب منها :

• وجود اشخاص لا يرضى عنهم او له مآخذ عليهم من وجهة نظره.

• ان برنامج الهيئة قاصر عن ما يرى هو انه الصواب المتوجب لا غير.

وعليه فموقفه من الهيئة ليس جديداً هذه المرة، غير اننا كنا نتمنا ان ينشر رأيه في الصحافة كنصائح وتوجيهات للتعديل والاصلاح في الصياغات والمواقف بدلاً من صيغ التشكيك والتشويه.

على أي حال، بعض اللذين دعوا للمشاركة في اللجنة التحضيرية للهيئة، كان لهم ايضاً بعض التحفظات، إلا ان من اتخذ قرارا بالمشاركة، كانت موافقته مبنية كما نظن على اعتبار ان للهيئة مهمة رئيسية أساسية، ألا وهي نقل صوت معارض لمجموعة «اسلو»، في الوقت الذي خفتت بل غابت فيه اصوات الفصائل والاحزاب امام صولة وجولة مافيات الفساد السياسي والمالي، خاصة وان العالم والعرب والفلسطينيين بدؤا يشكون بوجود معارضة فلسطينية حقيقية لعبّاس ومجموعات السلطة الفاسدة.

توافق الجميع على أن مهمة الهيئة هي التاكيد على حق الشعب الفلسطيني بتحرير ارضه المحتلة، وعودة شعبنا الى ارضه ووطنه والذي لا نعتقد بامكانية تحقيقه الا بازالة الاحتلال وتفكيك الكيان الغاصب، وهذه مشتركات لدى جميع الوطنيين الفلسطينيين والعرب بغض النظر عن انتماءاتهم الفكرية.

لو كنا تشددنا بوضع شروطنا وفرض رؤانا الفكرية على بقية اعضاء اللجنة التحضيرية لفشل المشروع، فلكل منا قناعاته السياسية وآراءه الخاصة للحل..فنحن كما تعلم اما مستقلون او اعضاء سابقون اوحاليون في فصائل المقاومة، وكل منا يشارك في برنامج عمل في اطار جبهوي. وعليه فالهيئة ليست حزباً ولا فصيلاً، انما هي تجمع لوطنيين عرب وفلسطينين اتفقوا على القيام بواجب النضال من خلال برنامج سياسي واعلامي جماهيري، لتعزيز رفض شرعية التيار المتصهين ورفض اي اتفاق اذعان يعقده مع العدو الصهيوني.

لعل المشاركة العربية الواسعة في الهيئة، ترمي فيما ترمي إليه من رزمة أهداف الى اعادة قضية فلسطين الى وضعها الطبيعي، باعتبارها قضية العرب الأولى التي لا يجوز الانفراد بتقرير مصيرها، وكأنها مزرعة خاصة لمافيات السلطة، تحت شعار لم يكن صادقاً توظيفه بما يخدم فلسطين والأمة العربية في إطار تكاملي، بل استخدم لعكس ذلك تماماً وهو شعار «القرار الوطني المستقل».

ان نضال الشعوب ومقاومتها من اجل التحرر والاستقلال ودحر العدوان وكنس الاحتلال،عادة ما يأخذ عدة اوجه، اعلاها واولاها واوجبها، الكفاح المسلح، وحرب التحرير الشعبية، غير ان هذا لا يعني حرمان من لا يطيق حمل السلاح ان ينال شرف المشاركة في العمل الوطني من خلال العمل السياسي والاعلامي والاجتماعي، وتشكيل رديف للثورة المسلحة يحماية ظهرها وتعبئة الجماهير لاحتضانها، فهو يقدم الغطاء والشرعية لهذه الثورة، وهو.يفضح المتآمرين عليها، ويحمي اهدافها ومنطلقاتها داخلياً وعالمياً بكل الوسائل المتاحة.

على هذا التقينا في الهيئة، وضمن هذا الفهم تجري حركتنا ونشاطنا السياسي.

ما عدا ذلك .. فهناك ما يمكن ان نختلف او نتفق بشانه، الا ان مساحة الاتفاق اوسع، ولا يجوز تعطيل العمل حتى يبعث الله اناساً جرى تفصيلهم على قياسنا السياسي والعقائدي.

اما الاشارة بشكل سلبي لبعض قيادات العمل الوطني الفلسطيني في الداخل، ففيه تجن كبير وظلم لنضالات شعبنا في فلسطين المحتلة، لا يمكن تفسيره الا بالنزق السياسي، والتشدد غير المحمود. فشعبنا الذي عاش عقوداً من الزمن ينتظر نصرة الأهل والعمومة، فلا يرى الا هزائم تتلو هزائم، وتخلياً عنهم بل احياناً التشكيك بوطنيتهم، وانشغال قيادة ما تبقى من «م.ت.ف» حالياً بتسويات مخزية، لا تاخدهم بعين الاعتبار وكأنهم لم يعودوا جزء من شعبنا، وهم واهلنا في مخيمات الشتات الذين حموا القضية من الضياع بصمودهم البطولي امام محاولات العدو تذويبهم او اجبارهم على اللجوء.

ان مجرد صمود شعبنا على ارضه بالرغم من استفراد الصهياينة به، يجعله اقدر على تحديد وسائل نضاله واتباع الاجدى منها خاصة اذا التزم بالثوابت الوطنية. وطالما بقي شعبنا على ارضه ضارباً جذوره في الارض فليس لنا الا دعمه وهو يقوم بالمستطاع من اساليب النضال امام عجز او تآمر المحيط.

أخونا الدكتور عزمي بشارة مناضل ومفكر عربي فلسطيني ساهم وما زال، في رفع الوعي الجماهيري في الداخل المحتل وفي الساحة العربية وبغض النظر عن بعض الاجتهادات العملياتية التي قد نوافق عليها او نختلف معه حولها، إلا أنه لا يجوز الحكم على تجربته ورفاقه في الوطن المحتل بشكل قطعي تحت مظلة الاتهام النهائي.

لا بد من التأكيد على الاحترام الفائق والتقدير الصادق الذي نكنه للدكتور ابراهيم علوش الذي يقوم بدور مشكور ومحل تقدير في فضح المتآمرين المتخاذلين وفي حماية الثوابت العربية والفلسطينية، ونؤكد أن الخلاف معه لا يفسد للود قضية، لكن لا بد من هذه الإضاءة حيث نخشى أن تنقلب الأمور إلى ضدها إن زادت عن حدها، ولأن للحقيقة واجب الإظهار أيضاً.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 54 / 2165621

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2165621 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010