الخميس 16 أيلول (سبتمبر) 2010

سوريا تالياً

الخميس 16 أيلول (سبتمبر) 2010 par حسام كنفاني

الحركة الفرنسية والأمريكية، وحتى الأردنية، واضحة في تحديد المرحلة المقبلة من المفاوضات، مرحلة عنوانها المسار السوري الذي بدأ يشهد بعض الحراك على أكثر من مستوى. حراك يذكّر بالفترة السابقة لمؤتمر أنابوليس في نهاية عام 2007 الذي شاركت فيه سوريا بمستوى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

في ذلك الحين ظهرت ممهدات كثيرة للمشاركة السورية، أبرزها التقارب الفرنسي مع دمشق، ومن ثم الزيارة المفاجئة التي قام بها الملك الأردني عبدالله الثاني إلى دمشق في الثامن عشر من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2007، قبل عشرة أيام من مؤتمر أنابوليس. اليوم يشبه الأمس كثيراً، فالملك الأردني أيضاً قام بزيارة مفاجئة إلى سوريا مطلع الأسبوع الماضي، مباشرة بعد مشاركته في إطلاق المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية» في واشنطن. رسالة عبدالله الثاني كانت واضحة، وتم تضمينها في بيان الديوان الملكي الأردني، وهي «طمأنة الرئيس السوري بشار الأسد إلى سعي أوباما إلى السلام الشامل».

الرسالة التي نقلها الملك الأردني بشكل مباشر إلى القيادة السورية، كان أعلن عنها ميتشل في المؤتمر الصحفي الذي تلا الجلسة الأولى من المفاوضات المباشرة. ميتشل قال إنّ «الولايات المتحدة تسعى دائماً لإطلاق مفاوضات سلام بين «إسرائيل» من جهة، وسوريا ولبنان من جهة أخرى».

وأضاف أنّ «الجهود مستمرة في محاولة لالتزام «إسرائيل» وسوريا بشكل ما في محادثات سلام بين البلدين، وكذلك بين «إسرائيل» ولبنان»، مكرراً رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في «التوصل إلى سلام في كل المنطقة، وليس بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين» فقط.

كلام ميتشل الذي من المرتقب أن يزور سوريا قريباً، والبيان الأردني، من دون أن ننسى زيارة فريدريك هوف مساعد ميتشل مرتين إلى دمشق الشهر الماضي، كلها عوامل تؤكّد أن الحراك آتٍ لا محالة على المسار السوري «الإسرائيلي». ويزيد على ذلك رسالة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الأسد التي نقلها جان كلود كوسران الذي سيسعى أيضاً إلى إشراك تركيا في المساعي السلمية، تلبية لرغبة الأسد الذي يثق بالدور التركي، بناء على تجربة المفاوضات غير المباشرة التي كانت قائمة بين دمشق و«تل أبيب» قبل محرقة غزة نهاية عام 2008.

الأرضية تتجهز، والقبول السوري أيضاً غير مستغرب، ولا سيما أن دمشق شاركت في أنابوليس، ودخلت في مفاوضات غير مباشرة، رغم تحالفها الاستراتيجي مع طهران، وقد أدى أنابوليس في تلك المرحلة إلى توتر بين العاصمتين شددت خلاله سوريا على استقلالية قرارها السياسي. لن يكون الأمر مختلفاً حالياً، والتفاوض لن يكون إلا مسألة وقت، في حال صدقت الأنباء عن عرض «إسرائيلي» بإعادة الجولان ضمن اتفاق إطاري ينفذ خلال عشر سنوات.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165962

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165962 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010