الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

من جورج بوش الى نتنياهو

الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

مرت تسع سنين لكن الألم لم يضعف. كان يمكن أن نراه على وجوه آلاف الامريكيين الذين شاركوا يوم السبت في مراسم الذكرى لأحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر). إن الحادثة الارهابية الكبرى في التاريخ التي قتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص أصابت الولايات المتحدة بالدهشة. لقد نجح الارهابيون في اصابة رمزين مركزيين للأمة: المركز المالي الكبير في البرجين التوأمين والمركز الأمني العظيم في وزارة الدفاع.وقد أبلغت شبكة «فوكس»، هذا الاسبوع أن الاستخبارات الامريكية تحاول منع نشر كتاب يكشف عن حقيقة أن الاستخبارات كشفت قبل سنة من العمليات عن تهديدات زعيم جماعة المخربين، محمد عطا، بتنفيذ عمليات ضخمة في الولايات المتحدة.يدل التقرير الجديد على قوة «قانون الكارثة». يقول القانون إن السياسي لن يعمل لمنع كارثة في المستقبل توشك أن تحل، لن يفعل ذلك لا لأنه شرير. لن يفعل لأنه من أجل منع كارثة في المستقبل يجب عليه أن يبادر الى أزمة صغيرة في الحاضر، أي اتخاذ قرارات صعبة، وأن يتخلى تخليات مؤلمة وأن يخرج في عملية وأن يقتطع من الشروط وأن يضر بالناس.لكن في اللحظة التي يقوم فيها بأحد هذه الأعمال يتهمه الجمهور بالأزمة الصغيرة التي دبرها ويضطر الى دفع كرسيه ثمنا لذلك. ولن ينجح أبدا في البرهان على أن عمله الشجاع منع كارثة في المستقبل لان الكارثة لم تقع. فقد منعها.هذا ما حدث أيضا في قضية العمليات في البرجين التوأمين وفي وزارة الدفاع الامريكية. تبين أن جورج بوش تلقى تقارير من أذرع الاستخبارات الامريكية عن أن اسامة بن لادن، زعيم القاعدة، ينوي تنفيذ عمليات انتحارية في الولايات المتحدة. وتلقى بوش قبل شهر ونصف شهر من العملية وثيقة خاصة أعدتها السي آي ايه وفيها معلومات استخبارية دقيقة عن أن «منظمة القاعدة» تنوي ارسال مخربين الى الولايات المتحدة بل انها تبحث عن طرائق كيف تختطف طائرات.لكن بوش قرأ جميع الوثائق وسمع جميع التقديرات ولم يفعل شيئا. فقد علم أنه اذا عمل بكامل قوته في مواجهة منظمات اسلامية في الولايات المتحدة فسيمنع الناس تعلم الطيران، ولن يمكن من ركوب الطائرات دون فحص أمني شديد، بل سيخرج لحرب في افغانستان للمسّ بالقاعدة ولن ينجح أبدا في اقناع الجمهور الامريكي بأن عمليته منعت الكارثة. لن يصدقه أحد. وسيعلن أنه قوميّ متطرف يكره المسلمين وربما يخسر كرسيه. لهذا استقر رأي بوش على الجلوس بهدوء وألا يفعل شيئا. انتظر في صبر يثير القشعريرة حتى وقعت الكارثة حقا. وبدأ ،عندما سُفك الدم فقط، يعمل بصرامة بجميع الوسائل المفرطة في اجراءات لم يجرؤ قبل على اتخاذها. ينطبق قانون الكارثة علينا أيضا. فقد وقع اتفاق السلام مع مصر بعد حرب يوم الغفران فقط، رغم أن انور السادات اقترح على غولدا مئير اتفاقا مشابها قبل ثمانية أشهر من تشرين الاول (أكتوبر) 1973. وافق اسحاق رابين على مصافحة ياسر عرفات وتوقيع اتفاق اوسلو بعد الانتفاضة الاولى فقط. وأتى الانسحاب من غزة على أثر الانتفاضة الثانية، وصواريخ القسام على سديروت.لهذا ليس احتمال أن يتوصل بنيامين نتنياهو الى اتفاق على «دولتين للشعبين» مع محمود عبّاس عاليا، لأنه من أجل انهاء النزاع سيضطر نتنياهو الى القيام بـ «أزمة صغيرة». سيضطر الى ازالة المستوطنات، والانسحاب من أكثر المناطق والمصالحة على القدس. لكن نتنياهو لن يفعل كل ذلك لأنه يعرف جيدا قانون الكارثة. يعلم أنه لن يستطيع أن يبرهن لأكثر شعب «إسرائيل» أن أعماله منعت كارثة في المستقبل. لهذا سيتلقى هجمات من كل صوب حتى يتعرض كرسيه للخطر.اذا كان الأمر كذلك، فمتى سنستطيع مع ذلك التوصل الى اتفاق؟بعد أن تحل الكارثة فقط. بعد «عملية استراتيجية» او حرب أخرى فقط. آنذاك فقط سيستطيع الساسة من الجانبين الجلوس والتوقيع على تنازلات مؤلمة. وآنذاك فقط سيتفهم الشعب ويقبل.

- [**نحاميا شترسلر | «هآرتس» | 14 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165601

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165601 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010