الخميس 9 أيلول (سبتمبر) 2010
قال ان الخطة تتضمن حل الدولتين وتعطي السعوديين دوراً وتخرج «الإسرائيليين» من عزلتهم

فريدمان يدعو الملك عبدالله لاستقبال نتنياهو في الرياض كي يسلمه شخصياً مبادرته للتسوية

الخميس 9 أيلول (سبتمبر) 2010

دعا الكاتب الصحافي توماس فريدمان، العاهل السعودي الملك عبدالله لدعوة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو للرياض وتسليمه شخصياً، خطته المعروفة عندما كان ولياً للعهد، وطالب السعوديين بالتوقف عن مبادرات الفاكسات.

واكد فريدمان ان خطوة كهذه كفيلة بتبديد مخاوف «الإسرائيليين» وستترك اثرها النفسي عليهم وتفك عزلتهم وتحشدهم وراء نتنياهو الذي سيرون انه يستقبل من قبل اهم زعيم دولة مسلمة في قلب اهم دولة مسلمة.

واشار في مقال له في «نيويورك تايمز» ان السعوديين المعروفين بقدراتهم على نصح الآخرين يجب ان يدخلوا الميدان ويقدموا النصح للطرفين في واشنطن، هذا اذا ارادت السعودية تحقيق حل الدولتين الذي تضمنته خطة الأمير عبدالله التي اقرتها الجامعة العربية عام 2002 بتعديلات في قمة بيروت، وظلت كما يقول تعوم في هواء المناقشات الدبلوماسية. وقال انه آن الأوان لاخراجها من الهواء. وسهل فريدمان المهمة على العاهل السعودي بقوله انه لا يحتاج لزيارة القدس كما فعل الرئيس المصري انور السادات او حتى الاعتراف بـ «إسرائيل» على حد قول فريدمان، بل انه بدعوة نتنياهو الى قلب العاصمة الرياض سيحقق الكثير من الاهداف منها كسر الحاجز النفسي بين العرب و«إسرائيل»، ذلك ان العاهل السعودي بتقديمه الخطة شخصياً الى نتنياهو الذي يرى فريدمان انه الزعيم «الإسرائيلي» الاقدر اليوم على عقد صفقة مع العرب، سيعطي السعوديين دفعاً قوياً واثراً على المفاوضات.

[**

مقالة فريدمان في «نيويورك تايمز»

*] ويقول الكاتب انه لا يستطيع التفكير بأية طريقة تجعل من المحادثات المباشرة في واشنطن تسير سيراً حسناً وتحقق اهدافها. ولكنه يشعر ان نتنياهو صادق في نواياه للتوصل لسلام، ولكن لدى رئيس الحكومة «الإسرائيلي» مخاوف وهو غير متيقن من كيفية تحقيقها. ومن هنا فدعوة نتنياهو لزيارة الرياض وتقديم الخطة له كفيل بتبديد شكوكه، وستترك اثرها الكبير على طبيعة النقاش حول السلام في «إسرائيل». والأهم من ذلك فزيارة نتنياهو الرياض ستصعب الطريق امام رئيس الحكومة لمواصلة البناء الاستيطاني. وستعمل المبادرة السعودية على تحشيد الرأي العام «الإسرائيلي» الخائف من مخاطر السلام وراء نتنياهو.

وعلل فريدمان تجاهل «الإسرائيليين» لمبادرات الفاكسات من السعوديين قائلاً ان المبادرات هذه لا تترك أي اثر معنوي وعاطفي على «الإسرائيليين». فمبادرة عبر الفاكس تعني ان السعوديين «خائفون من مواجهتنا وجها لوجه» وعليه ما الذي يدفعنا «نحن الاسرائيليين» للاهتمام بالمبادرة حسب قول فريدمان.

ويرى الكاتب ان زيارة لمسؤول «إسرائيلي» تعني فك عزلة «الإسرائيليين»، فمن خلال استقبال زعيم اهم دولة مسلمة وملكها وفي قلب الدولة ـ الرياض - سيترك اثره الكبير.

واضاف فريدمان ان كلاً من الفلسطينيين و«الإسرائيليين» بحاجة لعمل كبير وشاق من اجل التوصل لحل دولتين. واضاف ان السعوديين معروفون في واشنطن بقدراتهم على تقديم النصح لأي طرف حول الأمور الشائكة وهذه هي فرصتهم ـ لحظتهم للقيام بعمل يصعب على الكثيرين القيام به.

ولا يعرف ان كان مقال فريدمان بالون اختبار حيث ذكر قارئه بكيفية ولادة خطة الأمير عبدالله عندما اجتمع به في مزرعته خارج الرياض في شباط (فبراير) عام 2002 وعرض عليه - أي فريدمان - مقاله في نفس الصحيفة الذي دعا فيه الجامعة العربية لتقديم خطة شاملة للحل تتضمن انسحاباً «إسرائيلياً» من الضفة والقطاع والقدس الشرقية.

ويتذكر فريدمان ان العاهل السعودي عندما اطلع على المقال علق مستغرباً قائلاً : هل فتحت درجي؟ لأن العاهل السعودي كانت لديه الرؤية نفسها حيث كانت خطته التي اقرتها القمة العربية تدعو الى انسحاب «إسرائيلي» شامل من الأراضي المحتلة وتطبيق قرارات الأمم المتحدة مقابل التطبيع الشامل بين العرب و«إسرائيل».

وقال الملك عبدالله في حينه انه اراد من هذه الخطة «التأكيد للشعب «الإسرائيلي» ان العرب لا يرفضونهم ولا يكرهونهم». وبعد المقال بشهرين ولدت مبادرة ولي العهد السعودي واقرتها الجامعة العربية.

ودعوة فريدمان السعودية للتدخل تنبع من ان المحادثات الحالية تحمل الكثير من المخاطر للطرفين، «الإسرائيلي» و«الفلسطيني»، وأي اتفاق بينهما قد يؤدي الى حرب اهلية صغيرة - بين الجيش «الإسرائيلي» والمستوطنين او الذين سيرفضون مغادرة المستوطنات حالة توصل نتنياهو لصفقة تبادل اراض مع الفلسطينيين مقابل الأمن. وفي الجانب الفلسطيني يقول فريدمان انه حتى لو توصل «الرئيس» الفلسطيني محمود عبّاس الى اتفاق يعطيه السيطرة على كامل الضفة والقدس الشرقية او ما يعادلهما، فان «حماس» التي تسيطر على غزة وبدعم من ايران ستعمل كل ما بوسعها للتشويش على الاتفاق.

وقال فريدمان ان مجرد عدم انهيار المحادثات بعد اسبوع من بدئها لا يعني انها تسير نحو نتائج جيدة فاستمرارها مرتبط بخوف الطرفين المشاركين - «الإسرائيلي» و«الفلسطيني» - ان يكون الملام بانهيارها وبالتالي تعرضه لغضب الراعي الأمريكي. ومع ذلك لا يتوقع ان تؤدي المحادثات الى أي شيء عملي. ولكن الكاتب يرى ان مشكلة المحادثات الحالية في تداعيات فشلها، فهذا الفشل سيترك في الضفة الغربية 300 الف مستوطن، و«حماس» في غزة مما يجعل من حل الدولتين مجرد «فانتازيا».

ويعترف الكاتب ان استمرار المحادثات حتى الآن دون مشاكل علنية لم يرفق كالعادة بحس من الدراما والتوقعات وحتى الإثارة. وسبب غياب الإثارة يعيده فريدمان الى العنف الذي تبع توقيع «اتفاقية اوسلو»، ولأن كلاً من رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو و«الرئيس» الفلسطيني، محمود عبّاس يعرفان انه من اجل تحقيق سلام فهذا قد يؤدي الى حروب اهلية صغيرة، بين «الإسرائيليين» من جهة وبين «الفلسطينيين» من جهة اخرى. كل هذه الظروف تفسر الحس الكئيب الذي يخيم على المفاوضين. ومع انه يرى ان اي تسوية تحمل «للإسرائيليين» الكثير من المخاطر والمنافع وان نهاية الطريق قد تؤدي الى حرب اهلية بين اليهود، ومن اجل تجنيبهم الحرب هذه فدعوة العاهل السعودي كفيلة بمنعها واخراجهم من عزلتهم الدولية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2166019

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2166019 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010