الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

قدر أقل من الاتهامات المتبادلة

الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

الاسرائيليون والفلسطينيون يعيشون النزاع بينهما لزمن طويل جداً لدرجة أنه عندما تبدأ مسيرة كفيلة، ربما، بأن تؤدي الى نهايته، يخيل وكأنهم يخرجون الى الحرب وليس الى مفاوضات للسلام. ومع أنه من الصحيح القول ان السلام يصنع بين الاعداء وليس بين الاصدقاء، الا ان السبيل الى الاتفاق يجب أن يمر ايضا في تغيير خطاب العداء.

رغم الخطابات في قمة واشنطن، يجب أن نتذكر انه قبيل استئناف المفاوضات المباشرة انطلقت تصريحات من جهة «رئيس السلطة الفلسطينية» في أنه يخصص للمفاوضات شهراً واحداً فقط لانه لا يؤمن بأن هذه ستنجح. عدم الثقة التي يكنها ابو مازن لـ «اسرائيل» مفهومة والشك معروف ولكن اذا كانت هذه هي الرسائل التي تنطلق من مكتبه، فمن الصعب الافتراض بأن شيئا خيرا سينشأ هنا.

تصريحات رئيس حكومة «اسرائيل»، بالمقابل، كانت أكثر ايجابية بكثير. وذكر أنه مستعد للتنازلات، وانه اذا وجدت الظروف اللازمة فانه يمكن الوصول الى اتفاق. غير أن الوزراء حوله يعيدون على الفور النقاش الى الخطاب الكفاحي : سيلفان شالوم اشار الى ان تجميد البناء لن يستمر، يوفال شتاينتس اوضح انه غير متفائل بالنسبة لفرص نجاح المفاوضات. دانييل هيرشكوفتس ساهم بنصيبه في تعكير الاجواء بقوله ان الفلسطينيين في الماضي ردوا بقدم فظة كل محاولة لمد يد السلام، وغيره وغيره.

على الطرفين أن يغيرا القرص. صحيح أن قلائل هم الاشخاص في «اسرائيل»، في «السلطة» وفي العالم ممن يؤمنون بان المفاوضات الحالية، بتركيبة القيادتين الحاليتين، ستولد اتفاق سلام، ولكن لا معنى للشروع في مثل هذه المفاوضات اذا لم تجرِ على الاقل محاولة نقلها الى المكان المنشود. والسبيل الى ذلك يمر في تغيير الخطاب : على «الاسرائيليين» و«الفلسطينيين» أن يتعاملوا الواحد مع الاخر كطرفين ذوي مصالح مشتركة يريدان انهاء النزاع، في ظل الحفاظ على خطوطهما الحمراء. بمعنى، أقل قدر من الاتهامات المتبادلة، اقل قدر من التهديدات، أقل قدر من الاستفزازات وأكثر ما يكون من محاولات ايجاد القاسم المشترك في كل واحدة من المسائل الاساسية القائمة بينهما.

يوجد الكثير من السبل لعمل ذلك، ولكن على سبيل البداية، ها هي خطوة واحدة يمكن ان يتخذها رئيس وزراء «اسرائيل» : يمكن لنتنياهو أن يعلن عن استمرار تجميد الاستيطان حتى نهاية السنة الميلادية. فقد سبق أن اعلن بان الاعلان عن التجميد العملي لم ينفد مفعوله سياسياً وان كل اعضاء الائتلاف سلموا به. ثلاثة اشهر اضافية لن تغير ذلك.

بالمقابل، تجاه العالم سيثبت استعداده للقيام بالمزيد فالمزيد من الخطوات نحو الاتفاق. كما أن مثل هذه الخطوة ستعطل تصريح ابو مازن بان على المفاوضات ان تستمر لشهر. اذ أنه اذا لم ينتهِ التجميد في نهاية ايلول (سبتمبر)، فلا منطق في تخصيص 30 يوماً فقط للمفاوضات. وفضلاً عن ذلك، لا ينبغي تجاهل حقيقة ان هناك لاستمرار التجميد ايضاً منطقاً داخلياً : اذا كانوا سيتفاوضون على اتفاق دائم، فليس معقولاً ان تجري مفاوضات في الصباح على اخلاء مستوطنات وفي المساء سيبنى فيها وسيتم توسيعها.

صحيح ان من الواضح للجميع ان ليس كل المناطق التي توجد ضمن تجميد البناء ستنتقل في اطار الاتفاق الدائم الى السلطة، ولكن الطلب الفلسطيني لمواصلة التجميد في اثناء المباحثات مفهوم.

هكذا ربما يكون بوسع خطوة واحدة من رئيس الوزراء لا تضره بشكل حقيقي، وبالتأكيد لا تمس بالخطوط الحمراء لـ «اسرائيل»، ان تخلق خطاباً مثمراً يتجاوز الخطابات.

- [**يوفال بنزيمان | «إسرائيل اليوم» | 7 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4 / 2177817

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2177817 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40