الأربعاء 5 أيار (مايو) 2010

الفلسطينيون وفلسطين معركة وجود وحدود

الأربعاء 5 أيار (مايو) 2010 par د. راضي الشعيبي

منذ اثنين وستين عاماً ونحن ننشد ونشجب وندين ونصدر البيان تلو البيان، لكننا لم نحصد إلا تمادي العدو في غطرسته واحتلاله وبنائه لعشرات المستوطنات واستيراده مئات الآلاف من بني صهيون لتوطينهم فيها، شاغراً للسهل والجبل من البحر والنهر، مستكملاً بناء دولته العنصرية اليهودية بما فيها القدس والمقدسات.

نحن لا نقل جرماً وذنباً عن السلطة المتسلطة، فهي ترتع وتمرح وتسرح وتعبث فساداً وتثرى وتتعامل وتتنازل عما لا تملكه، مستغلة الانقسام الفصائلي والصراع السياسي على الساحة الشعبية الفلسطينية من أجل النفوذ والوجاهة والحكم الفردي.

إن التسابق في إقامة المهرجانات والمؤتمرات وصرف الأموال الطائلة من أجل إبراز القوة هو تجسيد لسياسة فرّق تسد وتأصيل ثقافة الكره والحقد والتطرف الفصائلي بين أبناء شعبنا الصامد، وهذه هي غاية وأمنية العدو العنصري المحتل.

بعد استشهاد رب العائلة المناضل ياسر عرفات وأخيه الشيخ أحمد ياسين، بقيت على عاتق الأخوين الأكبيرين التوأمين المهمة المقدسة التي تكمن فقط في الحفاظ على لم العائلة ووحدتها وترابطها. وعليه نطالب حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية المناضلة الصامدة “حماس” بحكم حجمهما ومكانتهما وقدراتهما المالية أن يقوما بهذا الدور، لأنه أحد الركائز الأساسية في بناء النسيج الفلسطيني المتين للاستمرار في الصمود والنضال وتوجيه الضربة تلو الضربة إلى العدو وعملائه. (إن حزمة الحطب من الصعب كسرها، ولكن عوداً عوداً يسهل الإجهاز عليها).

في الظروف الحالية ولعزم السلطة على الدخول مرة أخرى في مفاوضات غير مباشرة، على حد تعبيرها، وفي رأينا أنها مباشرة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف في نفس الخندق الإسرائيلي الصهيوني، أصبحت الحاجة ماسة إلى تشكيل قيادة واحدة للصمود والمقاومة من أجل الدفاع اليوم عن الوجود الفلسطيني والسير بدأب والعمل من أجل تحرير الحدود، وكذلك قيادة سياسة محترفة لتبني العمل السياسي والإعلامي في الوطن المحتل والمحيط الإقليمي العربي والإسلامي، ثم الدولي وإعطائه الأولية والأهمية.

إن شعبنا في المخيمات والشتات كله مع الصمود والمقاومة، عدا فئات مأجورة محدودة، يسانده كافة المغتربين من البلاد العربية الشقيقة والمجموعات الكبيرة أو الصغيرة من المهاجرين المسلمين على اختلاف جنسياتهم وألوانهم. فلا حاجة لصرف الأموال الطائلة من أجل إقامة مهرجان أو حفل وتحمل نفقات السفر والإقامة للأكثرية منهم. إنما الأهمية البالغة والأولية والرعاية الكاملة يجب إعطائها للإعلام العصري الحديث لمناهضة الإعلام الصهيوني العنصري العملاق والتعامل والتقرب من قيادات الأحزاب السياسة الكبرى التي تتخذ القرار السياسي، وكذلك الأحزاب الصغرى التي ترجح ميزان القوى في البرلمانات.

فقط هكذا نستطيع تحقيق طموحات شعبنا المناضل العظيم، وهكذا نضع العالم أجمع أمام مسؤولياته لإرغام دولة العدوان العنصرية تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وهكذا يرتعب العدو وتقف الهجرة من قطعان المرتزقة اليهود إلى فلسطيننا التاريخية، وهكذا تبدأ وتنشط الهجرة العكسية للصهاينة من فلسطيننا إلى بلادهم التي قدموا منها بخداع الحركة الصهيونية العالمية.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 62 / 2177506

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2177506 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 11


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40