الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

جنرالات أمريكا وراء حروبها

الثلاثاء 7 أيلول (سبتمبر) 2010

يرى الأكاديمي والمعلق السياسي مروان بشارة أن جنرالات أمريكا استطاعوا دفع الليبرالي باراك أوباما إلى مواصلة وتوسيع حروب جورج بوش في العالم الإسلامي، وقد عرض رؤيته في مقال عبر مدونته على موقع «الجزيرة»، ونقله موقع «زي نت». وجاء في المقال :

إذا كانت إدارة أوباما تواصل تأكيد نيتها سحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، فإن الوجود العسكري الأمريكي في العالم الإسلامي إنما يتوسع في الواقع، وهذا يفاقم التوترات ويلهب العداوات.

ووعد أوباما بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة، يبدو الآن فارغاً.

وأكثر ما يوضح ذلك هو سحب القوات الأمريكية المقاتلة في العراق بموازاة زيادة عديد القوات في أفغانستان - ما يشكل إعادة انتشار للقوات وليس سحبها.

ومع تعمق الهوة بين الأقوال والأفعال، والبيانات والسياسات، والدبلوماسية العلنية والاستراتيجية العسكرية، يزداد عمق الأزمة السياسية والاستراتيجية التي تواجهها إدارة أوباما.

[**وجود متواصل*]

يوجد الآن في أفغانستان أكثر من 140 ألف جندي أجنبي - بينهم 100 ألف جندي أمريكي - في نحو 400 قاعدة، ولكن بعد نحو عقد من غزو أفغانستان، وسنة من تبني استراتيجية أفغانستان - باكستان الجديدة، فإن تصعيد القتال هناك يؤكد بوضوح إخفاق الولايات المتحدة في تطبيق استراتيجية فعالة لمكافحة التمرد.

ومع ذلك، فإن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الادميرال مايك مولن، وقائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس، أكدوا جميعاً بوضوح لا لبس فيه أن أولويتهم هي «انجاز المهمة» - الأمر الذي يطرح علامة استفهام كبيرة على التعهدات الرئاسية السابقة بسحب القوات بنهاية العام المقبل.

ويظهر الجنرال الأمريكيون صلابة في موقفهم هذا، وهم يضغطون على حلفائهم في حلف شمال الأطلسي لكي يوسعوا وجودهم في أفغانستان.

وفي العراق، يشكك الجنرالات الأمريكيون والعراقيون في الحكمة من سحب القوات الأمريكية بحلول نهاية العام المقبل، حتى إن بعضهم، مثل رئيس الأركان العراقي الفريق أول بابكر زيباري، ذهب إلى التحدث عن بقاء القوات الأمريكية في البلد لمدة عقد آخر.

علاوة على ذلك، فإن وزارة الخارجية الأمريكية تواصل عسكرة وجودها الدبلوماسي في المنطقة بقرارها التعاقد مع، ونشر، جيش خاص من نحو 7 آلاف مرتزق إضافي في العراق - سيضافون إلى ما يقدر بنحو 200 ألف مقاول خاص يعملون لحساب الوزارة في العراق وافغانستان.

واعتباراً في بداية الشهر الحالي، لايزال نحو50 ألف جندي موجودين في أكثر من 100 قاعدة في العراق.

وكما قال الكولونيل الأمريكي المتقاعد اندرو باسيفيتش في كتابه الجديد نافذ البصيرة «قوانين واشنطن» : إذا كان الوجود الأمريكي في العراق يبدو مثل احتلال، فسيبقى كذلك تماماً.

وفي الواقع، فإن الشلل السياسي في البلد، وتصاعد العنف في الآونة الأخيرة، يزيدان الأمور تعقيداً.

[**النطاق الإقليمي*]

تظهر تقارير جديدة أن إدارة أوباما هي الآن بصدد تكثيف حربها السرية وعملياتها الخفية في العالم الإسلامي، بما في ذلك اغتيالات باستخدام طائرت بلا طيار.

ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» تضطلع بالجزء الأكبر من هذا النشاط، ما يحولها إلى «منظمة شبه عسكرية»، حسب وصف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».

وهناك عمليات سرية أخرى ينفذها متعاقدون خاصون غير مسؤولين قانونياً أمام أية جهة، ويعقدون مهمات الولايات المتحدة وقواعد الاشتباك التي حددتها.

ويدافع مسؤولون أمريكيون عن هذه العمليات السرية بالقول إنها أقل كلفة من حيث «الاضرار الجانبية» أي الخسائر البشرية - ولكنها تنفذ إضافة للعمليات السرية وليس بديلاً لها.

وحسب التقارير ذاتها، فإن عمليات الـ «سي آي ايه» توسعت في الجزائر، والمغرب، ولبنان، وبعض أنحاء الجزيرة العربية، بما فيها اليمن، والصومال، والسودان، وكينيا، وإيران، وباكستان، وطاجيكستان.

والهجمات العسكرية الأمريكية في باكستان واليمن حملت البعض على التحذير من أن أوباما قد يقع في شرك هذين البلدين المعقدين، تماماً كما غرق جورج بوش في مستنقعي أفغانستان والعراق.

[**منعطف*]

على الرغم من الإخفاقات العسكرية المتواصلة والمكلفة، فإن الولايات المتحدة تصد - للأسف - على استخدام قوتها العسكرية من أجل فرض إرادتها السياسية، الأمر الذي يؤدي إلى خسائر بشرية وسياسية رهيبة.

والاخفاق التام للولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، كشف عن حدود القدرة العسكرية لهذه القوة العظمى على كسب الحروب - ناهيك بكسب العقول والقلوب في بلدان بعيدة. وحروب الغرب في بلدان شرقية نشرت الفوضى وكشفت عن ضعفه. ومع ذلك، فإن الجيش الأمريكي يواصل نشر قواته في أكثر من 700 قاعدة يواصل نشر قواته في أكثر من 700 قاعدة في ما يزيد على 100 بلد عبر العالم - عدا قواعده في العراق وأفغانستان.

وفي الواقع، فإن الولايات المتحدة كانت على مدى عقود تعيد نشر، وليس سحب، قواتها في العالم. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وعلى مدى العقود الستة الأخيرة، خاضت الولايات المتحدة ثلاث حروب كبرى، حتى كوريا وفيتنام والعراق.

يعتقد البعض أن أوباما، وهو ليبرالي لم يؤد أبداً الخدمة العسكرية، قلق من انتشار صورة عنه كقائد ضعيف.

وهناك آخرون يتحسرون لأن قوى نافذة في واشنطن بما فيها البنتاغون وجنرالاته، قد تفوقوا عليه في الحنكة والمناورة.

وهناك أيضاً آخرون لايزالون يأملون بأن يفوز، ويتمكن في النهاية من تحجيم الوجود العسكري الأمريكي في الخارج.

وبالنسبة لي، اعتبروني واقعياً، ولكنني أشك في إمكانية تحجيم الإمبراطورية في أي وقت قريب.

غير أن الأنباء الطيبة هي أن أغلبية من الأمريكيين اليوم - مثلهم مثل الأغلبية العظمى في «الشرق الأوسط الكبير» - يودون رؤية الولايات المتحدة وهي تنشغل بأمورها الخاصة وتتوقف عن التدخل عسكرياً عبر العالم.

واعتبروني مثالياً، ولكنني أعتقد أنه في ديمقراطية، الكلمة الأخيرة هي للشعب وممثليه السياسيين، وليس للجنرالات.

- **المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 18 / 2181888

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2181888 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40