الأربعاء 5 أيار (مايو) 2010

فلسطيننا: مابين الأبيض والاسود

الأربعاء 5 أيار (مايو) 2010 par سميح خلف

بين الأبيض والاسود طريق طويل من المآسي واللآلام عاشت فيها فلسطيننا وشعبنا ازمنة مازالت تتوالى في تآمر صارخ على هذا الشعب وعلى هذه الأرض التاريخية التي تموج ذراتها بألاف الشهداء على مدار التاريخ والعصور المختلفة إلى عصرنا هذا الذي تزداد فيه المحن على هذا الشعب .

فلسطيننا ذات وجه واحد هو وجه الصفاء الذي تعبر عنه ارادة هذا الشعب الذي أبى أن يتنازل أو يتساوق مع مع أعد من برامج لنسيان أرضه ونسيان شهدائه.

أما اللون الأسود فهو لون الحداد الذي رفع رايته شعبنا على اسنة وفوهات البنادق في ثوراته المختلفة وفي انتفاضاته المختلفة .

أصبح اللون الأسود يذكرنا بل يمتثل أمام اعيننا أمام واقع رديئ على المستوى الاقليمي وعلى المستوى الذاتي ، فعلى المستوى الاقليمي هو التآمر ذاته وبعينه منذ بداية القرن العشرين وفي منتصف القرن العشرين والذي استمر إلى يومنا هذا ، لقد اقسم هؤلاء على أن يجهزوا على ما تبقى من أرض فلسطين ومسجدها الاقصى ومقدساتها في ضغوط متتالية ومبادرات متتالية تهدف فقط لتعزيز قرارهم الأول بتسهيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين ثم تكريسها ثم تعزيز مؤسساتها ثم حماية امنها وحدودها من خلال ما يسمى “حل الدولتين” او دولة المسخ الذي يبشر بها فياض في الضفة الغربية.

أبعاد مختلفة لفلسطين الحقيقة تختلف تماما ً عن ابعاد صناعة الفيديو كليب السياسي والأمني التي تنتجه بعض أنظمة المدرسة العربية التابعة للمنظور الأمريكي والصهيوني والتي خلقت زعامة فلسطينية تتمشى مع أهدافها وهروبها للأمام إذا لم أقل تآمرها للتخلص من القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المعطاء الذي له الفضل أن حول مجتمعاتهم من مجتمعات رعي إلى مجتمعات ناطحات السحاب والتعليم والعلم .

هكذا هو الجحود من بعض الأنظمة العربية التي لها جذور تاريخية في التآمر على الشعب الفلسطيني .

ابعاد لفلسطين الحقيقة والتاريخ تتمثل بأرضها وبتاريخها وبصمود أبنائها وبشهدائها وما أعد الشعب الفلسطيني للحاضر والمستقبل من أدوات الصمود في وجه الاحتلال وسلطة عميله تجاوزت الخطوط الحمر في تنازلاتها وفي تمثيلها للشعب الفلسطيني بتمثيل لا شرعي وفي وضع متطور عن سلطة لحد في جنوب لبنان التي قضى عليها رجال المقاومة اللبنانية وهاهم أصبحوا في مزبلة التاريخ تحت اذلال الاسرائيليين أو مشردين في باريس وباقي المدن الاوروبية .

فعلى أيدي المقاومة الفلسطينية والأجيال الفلسطينية مهمة صعبة بل هي مهمة الثوار الذين مازالوا يتذكرون كلام ابائهم واجدادهم سواء خارج الوطن أو داخله، مهمتهم هوالقضاء على سلطة انطوان لحد المطورة التي تمثلها رزمة الفساد الاخلاقي بكل تصنيفاته الوطنية .

فلسطيننا يعبر عنها كما عبر عنها آلاف الشهداء والقابضين على الجمر الحركة التعبوية الاعلامية التي تخوض معركتها امام قوى الباطل والعجلة الاعلامية للانتهازيين والمصفقين لمن تآمروا على قادة المقاومة والقيادة التاريخية لحركة فتح ، فهاهم في مواقعهم المشبوهة يروجون لزعاماتهم الزائفة المزيفة وكأنهم فاتحي التاريخ وفي الحقيقة هم من يروجون للعملاء ويلبسونهم ثوب المبررات الموضوعية لتصرفاتهم وسلوكهم ، بل يصل الحد إلى تمجيدهم لبيع 80% من فلسطين وذبح حركة فتح في أكثر من مذبح سواء خارج الوطن أو داخله.

احد تلك المواقع التي برزت مجددا ً وتحمل اسم فلسطيننا وتعتبر نفسها الناطق الرسمي لتمثيل حركة فتح في الساحة اللبنانية البطلة التي قدمت آلاف الشهداء وهي التي كانت المدد لحركة فتح والثورة الفلسطينية حين الشدة ، هذا الموقع الذي أتى منافسا ً لصحيفة فلسطيننا التي تصدرها مجموعة من المناضلين الفتحاويين الذين ابوا أن يتنازلوا عن اخلاقهم السلوكية والوطنية لصالح تيار أوسلو ومتتابعاته ، اتى ليروج اعلام لصالح برنامج المقاطعة وتوظيف حركة فتح لخدمة حكومة فياض ودولته المزعومة .

لا يمكن ان يعبر عن فلسطيننا كما قلت إلا الشهداء والمقاتلين في جميع مواقعهم ، فلا يمكن أن تكون فلسطيننا تدعو إلى الذل ونسيان التاريخ والجغرافيا،وفي وصف لهذا الموقع وفي واجهة هذا الموقع ترسم عين عليها علم فلسطين، عليها ضباب كثيف تنظر هذه العين إلى فلسطيننا وهذا يعبر عن واقعهم وبرنامجهم السياسي والامني حيث نسوا وتناسوا فلسطين الحقيقة ، فهناك ضباب كثيف بين برنامجهم وفلسطين ، انهم لا يستحون حتى في تصميم مواقعهم الاعلامية ، اما على الجانب الاخر من واجهة الموقع فتأتي صورة ياسر عرفات يحول بينها وبين القدس ضباب كثيف وكأن مصمم الموقع ومن يمثلون حركة فتح في لبنان يذكرون بالواقعة التي حدثت لهذا الرئيس وهذا المقاتل على ايدي برنامج فتح ومخترقيها،فلقد حال هذا البرنامج بين طموحات ياسر عرفات في الصلاة بالقدس وبين عملية اغتياله أيضا ً وسلوكهم التآمري عليه وعلى الثورة الفلسطينية وعلى فتح.وما الضباب الكثيف الذي وضع على المسجد الاقصى الا هو ضباب التآمر وبرامج التآمر التي مازالت تتناولها وتتناولها الطغمه المخترقه لحركة فتح والمخترقة للتمثيل الفلسطيني.

هذا هو واقعهم وهذا هو سلوكهم في كل مواقعهم ومؤسساتهم التي تمولها أمريكا والغرب والتي تؤزرها بعض الانظمة العربية التي لها باع طويل في صناعة الكيان الصهيوني سواء في عمليات دعم هذا الكيان بالمهاجرين اليهود العرب أو في خططهم الأمنية والاقتصادية والتي اصبحت لا تخفى على احد .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 67 / 2165400

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2165400 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010