الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

«رحلة» بلير في مذكراته ... (الحلقة الثانية)

الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

[**تبرير كامل للعدوان الصهيوني*]

يحقق بلير من خلال مذكراته رقماً قياسياً غير معهود، حيث كان كتابه (رحلة) هو الرقم واحد في مكتبات لندن ونيويورك. ويقول الناشرون إن الكتاب أصبح أكثر الكتب سرعة في المبيعات وخاصة بالنسبة للمذكرات.

كما احتل الكتاب المقدمة في مبيعات «أمازون» للكتب على شبكة الإنترنت، وحقق نجاحاً خاصاً في الولايات المتحدة عموماً، حيث يحتل الرقم 12 من بين مجموعة الكتب الأكثر رواجاً.

ولكن الكتاب لم يحقق النجاح نفسه في أوروبا، حيث إن مبيعاته بطيئة وتعكس عدم شعبية بلير في القارة العجوز.

وتقول مجموعة «وترستون» للكتب إن مذكرات بلير حققت نجاحاً منقطع النظير بالمقارنة مع كتب مماثلة . وتهدد المذكرات بإشعال الحرب الأهلية داخل حزب «العمال» بسبب اعتراض مؤيدي غوردون براون على هجومه اللاذع عليه. كما انتقد المرشحون لتولي زعامة «العمال» كلام بلير عن «العمال الجدد» وأهمية المحافظة على خط الحزب في هذا المجال. وقالت السيدة ديان أبوت مرشحة اليسار لزعامة الحزب إن بلير يشبه رجلاً يتكلم من «المقبرة السياسية»، حيث كان من الأفضل بالنسبة له وللعمال لو التزم الصمت ولم يحدد المعارك داخل الحزب الذي لا يزال يترنح من آثار هزيمته في الانتخابات العامة الأخيرة.

بلير كان يتمنى هزيمة «حزب الله» وتدميره خلال حرب عام 2006 بلير يشرح موقعه الشاذ من الحرب.

يسلط توني بلير الأضواء للمرة الأولى وبصراحة كبيرة على موقفه من العدوان «الاسرائيلي» على لبنان في عام 2006، وذلك في أحد فصول كتابه «رحلة»، فيقر بأنه كان يتوقع أن تتمكن «تل أبيب» من تدمير «حزب الله» خلال حملتها العسكرية الواسعة على لبنان.

وكان رئيس الوزراء العمالي السابق قد عارض بشدة خلال هذه الحرب وقف إطلاق النار، وأصر بذلك على إعطاء «إسرائيل» الضوء الأخضر لكي تستمر في هجومها على لبنان، مما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة في الأرواح ودمار واسع النطاق في البلاد.

يومها اتخذ بلير الخط نفسه الذي أصر عليه صديقه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن من حيث رفض المطالبات الدولية الواسعة بضرورة حمل «إسرائيل» على وقف اطلاق النار وإنهاء عدوانها على لبنان. وقد أدى ذلك الإصرار إلى أزمة كبيرة داخل حزب «العمال»، حيث أثار ذلك صدمة بالغة لدى قطاع واسع من النواب العماليين الذين أعربوا عن سخطهم على بلير وطالبوه بالانضمام إلى النداءات الدولية المطالبة بوقف اطلاق النار. ومن المؤكد أن هذه الحرب قد عجلت برحيل بلير، حيث فاض الكيل بالجناح اليساري في حزب «العمال» وشنوا حملة على رئيس الوزراء العمالي لإرغامه على الاستقالة المبكرة.

بلير كان يسبح فعلاً ضد تيار الرأي العام البريطاني العارم ضد هذه الحرب، وخاصة ان مدتها طالت على نحو مدمر. وشنت صحف بريطانية وعالمية حملات واسعة هاجمت فيها بلير بعدما كان موقفه مثيراً للدهشة.

وكان محرر هذه السطور قد وجه إليه سؤالاً في مؤتمر صحافي في «عشر داوننغ ستريت» عن تعليقه على الاتهامات التي توجه اليه في العالم العربي بأنه أكثر رؤساء الوزارات في بريطانيا الموالين لـ «اسرائيل»، وجاء رده قصيراً ولافتاً أيضاً، حيث قال «إن هذا الاتهام يوجه دائماً إلى الزعماء البريطانيين». ولجأ أيضاً، في معرض إجابته، إلى اطلاق ابتسامته العريضة التي تقوم بتحييدك على الفور، وتذكرك بأنك أمام زعيم ساحر بوسعه أن يكسب ودك مهما اختلفت معه أو عارضت سياساته.

ويقول بلير في معرض سرده لهذه الأحداث، في «رحلة»، إن هذا التطور المثير للتوتر في «الشرق الأوسط» قد جاء بعد فترة قصيرة من قيامه بإجراء تعديل وزاري يصفه في كتابه بأنه كان يتسم بالاضطراب وعدم الدقة السياسية. ويقر بأن هدف التعديل كان إحداث تأثير فعال يساعده على تخطي أزمات داخلية عديدة. وأبرز ملامح التغييرات الوزارية تعيين مرغريت بيكيت وزيرة للخارجية رغم جهلها التام في هذا المجال البالغ الحساسية. فقد كان تاريخها السياسي مركزاً على شؤون داخلية مثل البيئة والزراعة وغيرهما.

ويوضح بلير في عرضه الصريح لهذه الأحداث أن بيكيت التي ثبت في ما بعد، وخاصة بعد أزمة العدوان «الإسرائيلي» على لبنان، مدى إخفاقها التام كوزيرة للخارجية يوضح أنها أصيبت بالدهشة ولم تكن فعلاً سعيدة بتوليها هذا المنصب الرفيع وترقيتها على هذا النحو. والأمر الأكثر إثارة في هذا الشأن أن جاك سترو الذي كان وزيراً للخارجية عندئذ قد ثار غضبه لإقصائه عن هذا المنصب الرفيع.

ويحاول بلير أن يبرر أسباب اتخاذه هذه الخطوة فيقول إن أسباباً عديدة كانت تتطلب احتفاظ سترو بهذا المنصب من أهمها أنه كان يلقى الإعجاب الكبير من جانب زملائه وزراء الخارجية الآخرين، وكذلك فإن بلير كان معجباً بأدائه وخاصة خلال غزو العراق كما هو معروف.

ولذلك لم يكن هناك أي مبرر قوي يتطلب إبعاده عن هذا المنصب كما يعترف، سوى أنه كان قد عمل وزيراً للخارجية لخمسة أعوام . ويعترف بلير هنا بأن اتخاذه لهذا القرار «كان أمراً يتسم بالغباء». ويقول إنه فكر عندئذ في إمكان تعيين ديفيد ميليباند «تلميذه النجيب» ومدير شؤون السياسات في عشر «داوننغ ستريت» لفترة من الوقت في منصب وزير الخارجية ولكنه توصل إلى قناعة بأنه من الأفضل أن يستمر ميليباند منخرطاً في الشؤون الداخلية من أجل مصلحته الشخصية، حيث إن ذلك سيعطيه ثقلاً داخل حزب العمال.

وفي مجمل الأمر ينتقد بلير نفسه بشدة ويقول «إنه اختار الوقت السيئ والأشخاص غير المناسبين لتولي مناصب مهمة في هذه التغييرات الوزارية»، وهنا وقعت أزمة العدوان «الاسرائيلي» على لبنان كما يروي لنا بلير، وذلك في صيف عام 2006. وبصراحة لافتة وغير مسبوقة يقول بلير إن رد فعله على هذه الحرب «قد ألحق دماراً كبيراً بمكانته رئيساً للوزراء على نحو أكثر ضرراً وخطورة منذ غزو العراق».

ويقول «أوضح رد فعل مدى انحرافي عن الاتجاه التقليدي الوسطي الذي تتخذه وسائل الإعلام الغربية وكذلك عن الشعب البريطاني»، وهذه هي عبارات بلير بدقة بالغة، وهي تؤكد إقراره اليوم بمدى الضرر الذي لحق به بسبب هذا الموقف السلبي والمناهض للأماني العربية وللعدالة والقانون الدولي.

ويمضي رئيس الوزراء السابق في هذا السيل من الاعترافات فيقول إن رد فعله كان يعكس مدى تصلب أفكاره ومواقفه. وفي مجال آخر، يوضح بلير يوضح في ثنايا مذكراته أنه كان قد تولى منصب رئيس الوزراء ولديه أفكار ومنطلقات تعكس مواقف العمال والاشتراكية الديمقراطية، ولكنه في نهاية فترة حكمه أصبح زعيماً من طراز آخر حيث إن أيديولوجياته قد تغيرت. ومن الإنصاف القول إن بلير بعد غزو العراق كان قد أصبح زعيماً مختلفاً جداً، ويعتنق أفكاراً مغايرة تماماً للخط العام لحزبه وللرأي العام على نطاق أوسع، وأصبح بالتالي مغروراً يتشبث برأيه.

ومرة أخرى يروي لنا بلير بهذه اللغة الأخاذة أن هذه الأحداث في مجملها (يقصد العدوان «الاسرائيلي» على لبنان) قد «أبرزت مدى صعوبة شن الحروب الحديثة، فقد قام «حزب الله» بشن هجوم على «إسرائيل» ولكنه لم يكن هجوماً واسع النطاق، وقامت بعض عناصر «حزب الله» بقتل عدة جنود «إسرائيليين». وكانت غزة عندئذ تعتبر منطقة مغلقة بعد استيلاء حركة «حماس» على الحكم هناك وطرد «السلطة الوطنية الفلسطينية» من هناك» ولا يزال الكلام لبلير بالحرف الواحد. يقول : «ومع تصعيد «إسرائيل» لحصارها لغزة وانهيار عملية السلام فإن «حماس» أطلقت صواريخ من القطاع على المدن «الإسرائيلية»، وبعد ذلك فتحت عناصر «حزب الله» جبهة أخرى في لبنان».

ويصف بلير ما جرى بأنه كان عبارة عن استفزاز متعمد فقد كانت «إسرائيل» قد انسحبت من لبنان في عام 2000، إلا أن «إسرائيل» واصلت احتلالها لمزارع شبعا في عام 1980 ولا تزال تقوم بذلك حتى اليوم كما يقول رئيس الوزراء السابق، وكان السبب النظري لتمسك «حزب الله» بسلاحه «لا يزال معضلة تحتاج إلى الحل».

وهنا يقوم بلير بمحاولة لتحليل الموقف الداخلي في لبنان فيقول «إن التحدي الحقيقي داخل البلاد كان يكمن في زيادة سيطرة «حزب الله» على فعالية الأمور هناك سياسياً أو عسكرياً».

ويتحدث بلير عن الأجواء الديمقراطية في لبنان، وكيف قام رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري بإعادة إعمار بيروت بعد الحرب الأهلية. ولكن التوترات كانت مستمرة في المنطقة كلها بسبب «النزاع» العربي «الإسرائيلي» الذي كان ولا يزال قائماً حتى اليوم كما يلاحظ بلير. وكان لبنان ينعم بالسلام «ولكن أوضاعه كانت هشة» وكان رجال السياسة الذين يؤمنون بالديمقراطية فيها «يتعرضون للتهديد وتم اغتيال بعضهم مثلما حدث لرفيق الحريري». ويشير بلير أيضاً إلى استمرار النفوذ السوري عندئذ ويصفه بأنه كان نفوذاً يثير القلاقل والاضطرابات في البلاد.

وفي لغة شاعرية يقول بلير «إنه في بلد ينعم بالجمال وبعبق التاريخ ويبشر أيضاً بالأماني الواعدة، فإنه كان هناك أيضاً بعض السموم التي تحيط بها من منطقة كانت في قلبها الداخلي تعاني من الاضمحلال والتدهور» وهذا يعكس تقييمه لـ «الشرق الأوسط» عموماً.

ويمضي بلير في روايته للأحداث الدامية في لبنان، فيقول إن «إسرائيل» قامت بالرد على هذا الاستفزاز بطريقتها المعهودة، ويوضح فحوى ما يعنيه هنا فيذكر أن «إسرائيل» كانت تؤمن بالنظرية القائلة إنه «إذا ما تعرضت للاستفزاز فإنه لا يتعين عليك أن تدير خدك الآخر ولكن عليك أن تقوم بضرب عدوك بقوة»، «وإذا ما انتزعت عيناً واحدة لي فإنني سأقوم بنزع عينيك الاثنتين».

ويحاول تبرير هذه السياسة العدوانية «الإسرائيلية» فيزغم أنهم «يؤمنون بأنهم إذا ما أظهروا أي علامات على الضعف فإن تاريخهم «القصير»، الذي لا يتعدى ستين عاماً منذ قيام دولتهم سيكون محكوماً عليه بالانتهاء» على حد عباراته الكاملة في هذا الشأن.

ويوضح رئيس الوزراء السابق أن ما جرى كان أمراً شائعاً ويتمثل في أن رد فعل «إسرائيل» كان مألوفاً هنا، فإنها قامت بإلحاق الضربات بـ «حزب الله». ويتحدث عن علاقة «حزب الله» بإيران وكذلك علاقة «حماس» بطهران. ويرى بلير أنه «من وراء الستار كان هناك الكثيرون بما في ذلك داخل منطقة «الشرق الأوسط» الذين كانوا يتوقون ويحرضون على نحو غير معلن بأن تقوم «إسرائيل» بتدمير «حزب الله». ويكشف عن سر خطير فيقول إن الزعماء الغربيين الذين كانوا يراقبون ما يجري قد وقفوا معاً في البداية لكي يقدموا المشورة لـ «إسرائيل» عن ضرورة الوقوف بحزم ضد «حزب الله» وأن يوسعوا الحزب بضربات موجعة».

[**بوش وبلير*]

ويستعرض بلير في هذا المجال الأجواء التي كانت سائدة داخل قمة الدول الثماني الكبرى التي كانت منعقدة، بينما كانت المعارك تدور على الجبهة اللبنانية بين «حزب الله» و«إسرائيل». ويقول إنه كانت هناك «لحظة خاصة بالرئيس جورج بوش عندما خاطبه بطريقة أهل تكساس «أنت يا بلير»». وجرى بعد ذلك حديث قصير بينهما كان قد أصبح مادة تاريخية للأجيال القادمة، حيث كانت الميكروفونات مفتوحة على نحو لم يكن معروفاً لكل من بلير وبوش، وذلك داخل قاعة الاجتماعات في مدينة بيسبيرغ الروسية. ويصف بلير الحوار الذي دار بينه وبين بوش بأنه كان يتسم بالمرح وروح الدعابة وكان من الممكن أن يكون وقعه أسوأ بكثير، خاصة أن العالم كان بوسعه أن يصغي إلى كلماتهما المتبادلة، ويقول إن رد الفعل في بريطانيا كان يتسم بالجنون حيث اعتبروا أن كلمات بوش كانت مهينة بالنسبة لبريطانيا.

ويدافع بشدة عن بوش وعن كلماته «الحميمة» التي لم يكن يقصد من ورائها شيئاً سوى الدعابة والمودة. وينخرط بلير في دفاع مستميت عن صديقه الحميم بوش، فيقول إن الرئيس الأمريكي السابق كان هو الوحيد من بين معارفه من الزعماء الكبار الذي كان لا يتسم بالغطرسة أو الوقاحة في التصرفات أو الروح العدوانية، فقد كان بوش يعامل مساعدي بلير بطريقة تنم عن الألفة وبعيداً عن الأجواء الرسمية على عكس معظم الزعماء الآخرين، وكان بوش، كما يلاحظ بلير، يميل إلى هذه الأجواء الحميمة وعدم التكلف داخل إطار الرسميات.

ويروي بلير كيف أن مجموعة من أصدقائه قاموا بزيارة للبيت الأبيض وكان نجله الصغير ليو معهم، ولم تكن زوجته شيري ضمن هذه المجموعة، ويقول إن بوش كان موجوداً داخل البيت الأبيض عندئذ وعرف بوجود أصدقائه هناك، وتعمد الزعيم الأمريكي الخروج من مكتبه ورافقهم في جولة داخل البيت الأبيض، والتقط الصور التذكارية معهم، وكان «ساحراً في حفاوته بهؤلاء الأصدقاء على نحو تلقائي».

والأمر الآخر الذي يشير إليه بلير حول حديثه العفوي مع بوش خلال تلك القمة كان يتعلق بالأزمة اللبنانية، ويقول إنه بعيداً عن المؤتمرات الصحافية والبيانات التي أصدرتها القمة عن لبنان، فإنه كان هناك اعتقاد مشترك أن «حزب الله» كان عليه أن يتوقع مثل هذا الرد «الإسرائيلي» القوي، ويمضي قائلاً في لهجة استفزازية إنه كان هناك اتفاق في أروقة القمة على أنه «إذا ما تمكنت «إسرائيل» من إلحاق الهزيمة بـ «حزب الله» والتخلص منه، فإن ذلك سيكون أفضل».

ويصف بعد ذلك رد «إسرائيل» عسكرياً بأنه كان قوياً وقامت عناصر «حزب الله» من جانبها بإطلاق الصواريخ، وأبرزت المعارك مدى تفوق السلاح الغربي الذي كان في حوزة «إسرائيل» مما ألحق دماراً كبيراً بلبنان، وبعد أيام قليلة أصبحت «إسرائيل» تبدو معتدية من وجهة نظر المجتمع الدولي، ويعترف بلير بأن الدمار الذي لحق بلبنان كان «مصيباً للصدمة حقاً»، إلا أنه يستدرك قائلاً إن القوة التي تستخدم على هذا النحو تكون دائماً مدمرة، وبذلك يبدو لنا بلير كأنه يقدم الاعتذار أو الأعذار، ويسعى إلى تبرير وحشية «إسرائيل» وكان رد الفعل الغربي والعالمي على «إسرائيل» قد شجب الدمار الذي ألحقته بلبنان ولكن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تمثل الاستثناء الوحيد في هذا الشأن. ويتهم بلير «حزب الله» بأنه استهدف المدنيين على نحو متعمد وكانت أسلحته فقيرة، وبذلك فإن النتيجة كانت مقتل عدد قليل من «الإسرائيليين» نسبياً. ويحاول تبرير موقف «إسرائيل»، فيقول إنها تمثل حكومة في مقابل حركة تعتمد على حرب العصابات، وكذلك فإن الجيش «الإسرائيلي» لديه قوات برية وجوية بالغة التدريب والمهارات، برغم أن «إسرائيل» لا تستهدف المدنيين وذلك على عكس ما هو معروف في لبنان أو غزة وغيرهما.

ويصف ما تقوم به «إسرائيل» بأنه «عمل يقوم على الردع داخل نطاق ومناطق قد يوجد فيها المدنيون».

ويقول إن «إسرائيل» تستخدم السلاح والقوة من أجل ردع العدو من شن هجمات جديدة وبلغة تثير الاشمئزاز، ويبرر أفعال «إسرائيل» بالقول «إنه لأمر محتوم عندئذ أن أعداداً كبيرة من المدنيين يلقون مصرعهم، وبالتالي ينظر الناس إلى «إسرائيل» معتدية».

[**انحياز أعمى ومطلق لـ «إسرائيل» من جانب زعيم غربي سابق هو مبعوث اللجنة الرباعية في المنطقة*]

ويقول إن الرأي العام العالمي أصبح ساخطاً على تصرفات «إسرائيل» ومصرع المدنيين الأبرياء من الشعب اللبناني. وتحول السخط من جانب العالم بعد ذلك إلى شجب لـ «إسرائيل» كما يوضح بلير. وبعد ذلك فإن الرأي العام الأوروبي أصبح مطالباً بضرورة وقف «إسرائيل» إطلاق النار من جانب واحد حتى إذا ما استمر «حزب الله» في اطلاق صواريخه، إلا أن الرأي العام الأمريكي كان مختلفاً تماماً، حيث إن نسبة 60 في المئة من الأمريكيين كانت تؤيد تصرفات «إسرائيل». ويقول بلير إنه كان يرى أن هذه المطالبات خاطئة لأنه كان يعترض على وقف «إسرائيل» للنار من جانب واحد، حيث ينبغي أن يكون متبادلاً وانه ليس من المتوقع أن توقف «إسرائيل» عملياتها العسكرية إلا إذا أوقف «حزب الله» إطلاق صواريخه. وبطبيعة الحال فإن بلير يحاول ليّ عنق الحقائق لهذا الكلام، إذ إن «حزب الله» كان موافقاً على وقف إطلاق النار.

وستعرض «الخليج» في الفصل التالي المزيد من التفاصيل عن موقف بلير إزاء المساعي لوقف إطلاق النار وزيارته بعد ذلك إلى لبنان، بعدما سكتت المدافع.

- **المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية


titre documents joints

«رحلة» بلير في مذكراته ... (الحلقة الأولى)

4 أيلول (سبتمبر) 2010
info document : HTML
54.4 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2165688

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

15 من الزوار الآن

2165688 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010