الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

هل يمكن لأبو مازن ان يصبح السادات؟

الجمعة 3 أيلول (سبتمبر) 2010

قبل فجر يوم أمس، بعد الساعة الثانية ليلا بقليل حسب التوقيت «الاسرائيلي»، فتحت بوابات خشبية عالية ومن رواق طويل في البيت الابيض سار الواحد تلو الاخر نحو قاعة مليئة بالكاميرات: اوباما، نتنياهو، ابو مازن، عبدالله ومبارك. وجوه الزعماء تبث تصدّياً للمشاكل ولآخر الانباء عن عملية اخرى في يهودا والسامرة.

بذات المكانة، برز عضوان آخران في نادي السلام مع «اسرائيل»، في مكان الشرف. احدهما كان الملك الاردني الذي قال، «بعد كل هذا القدر من محاولات صنع السلام، فان ثمن الفشل هذه المرة سيكون باهظا جدا». اما الزعيم الثاني، الرئيس المصري، فكشف بان «نتنياهو قال لي انه يريد أن يدخل صفحات التاريخ»، وهو تلميح عن استعداده للسير نحو اتفاق.

اوباما ونتنياهو وابو مازن تحدثوا بشكل عام عن محور الزمن. واوضحوا انه لا يمكن شطب الماضي. صرحوا ان وجهتهم نحو المستقبل. ذكروا بالواقع: العمليتين قبل الخليل وقرب رام الله. «ما حصل يجب شجبه»، قال ابو مازن وفقا لما هو متوقع منه، «نحن لا نريد ان يسفك الدم، هيا نوقع على اتفاق». اما نتنياهو فأوضح: «نحن لسنا غرباء في بلاد «اسرائيل»، ولكننا نفهم بان شعبا آخر يتقاسم هذه الارض معنا».

في أحاديث مغلقة يتمنى رئيس الوزراء ان يبدي ابو مازن المزايا التي اظهرها انور السادات، الزعيم المصري الذي وقع مع مناحيم بيغن على اتفاق السلام التاريخي. كيف يمكن لأبو مازن أن يصبح السادات؟ حسب نتنياهو، فان عليه أن يواصل المحادثات دون توقف، الى أن نصل الى الجسر بين المطلب الفلسطيني بالاستقلال وبين النهج «الاسرائيلي» للامن والاعتراف.

سر النجاح، حسب نتنياهو، هو الحديث في كل المواضيع دون توقفات الحرد. وقال: «ليس في كل مرة تبرز فيها الخلافات في الرأي يجب التهديد بإغلاق البسطة»، قال. بل انه يسدي الى شريكه نصيحة واحدة: تعال للمحادثات وانت مستعد لماراثون، وليس الى شوط.

في الوقت الذي يتحدث فيه نتنياهو عن السادات، ثمة بين سامعي رئيس الوزراء من يسأل هل يدور الحديث عن زعيم اجتاز تحولا؟ هل هو الذي سيقود الى اخلاء المستوطنات؟

ولكن رئيس الوزراء يشرح بأن حلوله مختلفة. حسب اقواله «سيتعين علينا أن نفكر بتعابير جديدة. النماذج التي عملنا بها حتى الان، في مواضيع الامن والسكان، لم تثبت نفسها. مطلوب مراجعة فكرية، الزعماء ملزمون بالتفكير الابداعي»، يشرح نتنياهو.

[**الجليد تحطم*]

رئيس الوزراء يشعر بان الجليد الذي كان بينه وبين الرئيس الامريكي تحطم وان اوباما يصدقه ويصدق رغبته في الوصول في غضون سنة الى اتفاق دائم. التغيير الذي حصل في واشنطن لم يحصل بعد في اوروبا ولا في بعض المحافل في «اسرائيل» التي بالنسبة لها نتنياهو لا يزال نفس الزعيم الذي لا يريد السلام وذات الشخصية المتزمتة، المتجمدة فكريا.

اتفاق اطار يتفق فيه الزعيمان على حل المسائل الجوهرية ويعرض على الشعب وعلى العالم، سيغير الوضع، وهذا يوشك على ان يحصل. فقط اذا ما اراد ابو مازن ـ في غضون سنة، كما يؤمن نتنياهو. «في الاتفاق ستكون امور غير بسيطة لنا، ولكن ايضا امور غير بسيطة للفلسطينيين»، يؤمن نتنياهو.

ولكن عندما يسألونه اذا كان معنى الامر هو تجميد البناء او ازالة البؤر الاستيطانية فانه يشرح بأنه ينبغي الكف عن الانشغال في الامور التافهة والتركيز على الامر الاساسي. كفى تبديد الطاقة والوقوع في كل الحفر الممكنة منذ بداية الطريق، هذه كفاءة قائمة في «الشرق الاوسط» ولا سيما لدى الفلسطينيين، كما يعتقد نتنياهو.

[**ذات الاحساس المعروف*]

للمفاوضات مع الفلسطينيين يوجد تاريخ يترافق والعمليات. بعيدا عن الوطن يوجد قتل وحِداد، وخلف البحار جهد للوصول الى مستقبل افضل. الخطاب المتصالح الذي اطلقه نتنياهو في وليمة العشاء في البيت الابيض، جاء بعد لقاء استغرق ساعتين مع اوباما.

رئيس الوزراء يتحدث عن حل وسط تاريخي. العيش المشترك. عن مستقبل جديد للشعبين. العملية القاسية في جنوب جبل الخليل أمسكت برئيس الوزراء قبل ساعتين من هبوطه في واشنطن. بعد عدة ساعات من ذلك ارتدى التقرير الجاف وجها. الزوجان اسحق وتاليا آيمس، افيشاي شندلر، كوخافا ابن حاييم. سبعة يتامى.

في اليوم التالي، عندما كان رئيس الوزراء في طريقه الى البيت الابيض، الى وليمة العشاء التي دعا اليها الرئيس باراك اوباما، جاء التقرير عن عملية اخرى. محاولة لأخذ حياة يهوديين آخرين انتهت بإصابات فقط.

هاتان العمليتان، بالذات في الوقت الذي يحاولون فيه رسم مستقبل جديد، منحتا الكثيرين احساسا بتكرار الوضع. «الناس يسألون اذا كان التاريخ الطويل للمفاوضات بين «اسرائيل» والفلسطينيين مُجدياً أم ضاراً»، تساءل هذا الاسبوع من يرافق المفاوضات الحالية، المبعوث الامريكي جورج ميتشل.

كما أنه طرح الاجوبة: التاريخ الطويل مُجد ٍ في أن الطرفين بحثا مرات عديدة ولدى المنشغلين بالمهمة حلهم لكل مسألة. من جهة اخرى، «فان الكثيرين المنشغلين في الموضوع يعيشون احساسا بان هذه مسيرة ستستمر الى الابد. وعليه فمن المهم جدا تحديد موعد واضح للانتهاء»، شرح.

ميتشل، لبناني الاصل، روى انه يكثر من التشاور مع شبلي تلحمي، المحاضر في جامعة ميريلاند ويجري استطلاعات في ست دول عربية - مصر، السعودية، الاردن، المغرب، لبنان واتحاد الامارات العربية ـ ظهر أن 80 في المئة من المستطلعين في تلك الدول يؤيدون فكرة الدولتين. 39 في المئة يؤمنون بأن هذا تطلع يمكن الوصول اليه بالحوار، مقابل 16 في المئة يؤمنون بأن هذا سيأتي من خلال الحرب. ميتشل ذكر المعطيات كدليل على أن نافذة الفرص مفتوحة وهذه فرصة لن تتكرر.

في ساعة الدراما «الشرق اوسطية» الكبرى في البيت الابيض، النشرات الاخبارية في الولايات المتحدة تعنى بإعصار ألن الذي يقترب من واشنطن ويهدد بشل الحياة في نهاية الاسبوع.

بعد ذلك يبحثون مرة تلو الاخرى بخطاب الرئيس اوباما في موضوع خروج القوات من العراق. اضافة الى ذلك توجد الولايات المتحدة امام معالجة معمقة للمشاكل الداخلية، ترميم الاقتصاد وقبل شهر من الانتخابات للكونغرس. رغم ذلك، يشدد الامريكيون، يضع الرئيس في اولوية عليا تحقيق السلام في «الشرق الاوسط». الان يجب فقط الانتظار لرؤية ما اذا كان لـ «لشرق الاوسط» قواعد خاصة به.

- [**شلومو تسزنا | «إسرائيل اليوم» | 3 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 9 / 2165381

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2165381 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010