الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

صحف : ايران عامل يجمع الاعداء لتحقيق اتفاق والاستيطان كفيل بتدمير كل الجهود.. الفلسطينيون الحلقة الاضعف واوباما يضغط عليهم ونتنياهو يقدم نفسه كرجل سلام

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

يرى الكثير من التعليقات في الصحف البريطانية والامريكية على اجتماع الرئيس الامريكي باراك اوباما واستقباله محمود عبّاس «الرئيس الفلسطيني» ورئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو والرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله ان نجاحها يعتمد على جهود الرئيس الامريكي نفسه.

وكان اوباما قد استقبل القادة على حفل عشاء يوم الاربعاء من اجل اطلاق المحادثات المباشرة التي بدأت بين الطرفين يوم الخميس في مقر الخارجية الامريكية.

وقارنت افتتاحيات الصحف بين المزاج العام الذي رافق اجتماعات اوسلو التي تمت وسط اجواء من التفاؤل والامل بالمستقبل واجتماعات اليوم التي تظللها غيوم اليأس، والارهاق والملل والضجر كما جاء في افتتاحية صحيفة «الغارديان» التي حملت عنوانا مشككا «العودة للمستقبل» والذي يمكن ان يفسر على انه عودة الى الوراء من اجل البحث عن مستقبل وهو امر ميؤوس منه وحددت مع تحليلات اخرى معالم يمكن ان تؤدي لفشل المحادثات او لان تكون عبثية او واحدا من «الامتحانات» الفاشلة التي خاضها الطرفان لان كل واحد منهما جاء بمشاكله، فـ «الرئيس الفلسطيني» محمود عبّاس جاء لطاولة المفاوضات وجعبته خاوية بعد ان خسر غزة لـ «حماس» التي تعارض المحادثات والتي تظل قوة يحسب لها في الضفة الغربية على الرغم من الاجراءات القمعية التي تتعرض لها.

[**عبّاس الحلقة الأضعف*]

وترى ان تغير الاوضاع في الضفة وانتشار الامن وتحسن الاقتصاد في الضفة مقارنة مع غزة لا يمكن اعتبارها عامل دعم لعبّاس الذي جاء للمحادثات مكرها ودون غطاء شعبي لها، والصحيفة لا تعرف ما يمكن ان يقدمه عبّاس من هذه المحادثات لشعبه في ضوء هذه الاوضاع. ومقارنة بخواء يد وعدم وضوح ما سيحمله عبّاس معه في طريق العودة ترى ان بنيامين نتنياهو الذي يقود سياسات قائمة على دعم الاستيطان ويريد كل شيء دون ابداء استعداد للتنازل يحضر للمحادثات ولديه مفهوم انه قادر على التوصل لسلام مع الفلسطينيين في الوقت الذي فشل فيه القادة السابقون لـ «اسرائيل».

ويظل امله يراوح بين المخاوف القديمة من الفلسطينيين وضغوط المستوطنين اضافة للقلق من عزل امريكا، مما يعني تكرارا لدرس كامب ديفيد عام 2000 .وفي ضوء هذا الوضع ترى ان نجاح المفاوضات يعتمد في النهاية على اوباما واستعداده لدفع الاطراف للتوصل لاتفاق وتوفير الغطاء السياسي للمحادثات، وتتساءل ان كان الرئيس مستعدا للدفع باتجاه اتفاق عادل للفلسطينيين او على الاقل يمكن النظر اليه على انه عادل لهم وترى ان اوباما يميل نحو الضغط على الطرف الاضعف مما يعني ان اي اتفاق سينجم عن المحادثات لن يطول.

وتقرأ صحيفة «نيويورك تايمز» في طموحات نتنياهو تحقيق السلام عبر اجندة صقورية واعتقاده بأنه المؤهل وتنقل عن مصور صحافي قوله انه قرر التصويت لصالح اليمين العام الماضي لان اليسار «الاسرائيلي» يطمح لتحقيق السلام لكنه يعجز عندما يعطى الفرصة.

وتؤكد الصحيفة ايمان نتنياهو بنفسه وقدرته على تحقيق صفقة مع الفلسطينيين وبناء على ارشاداته. وتقول ان رئيس الوزراء «الاسرائيلي» لا يريد مفاوضات عبر لجان ولكن لقاءات مباشرة كل اسبوعين مع «الرئيس الفلسطيني» محمود عبّاس.

وتنقل عن المصور الصحافي قوله ان نتنياهو متفائل اكثر من بقية «الاسرائيليين» وانه قام بجرد الحسابات وقرر ان الوقت حان للتوصل لاتفاق. وما يعزز هذه النظرة تصريحات وزير الدفاع ايهود باراك التي نقلتها عنه صحيفة «هآرتس» التي قال فيها انه حالة قيادة نتنياهو المحادثات فالعديد من الوزراء اليمينيين سيقفون معه. ولكن الصحيفة لا تستبعد محاولات نتنياهو الظهور بمظهر «رجل السلام» كي يبقي ذراع اوباما مفتوحة له في اي حالة تقوم فيها «اسرائيل» بضرب ايران.

وتظل المحادثات محفوفة بالمخاطر وهي وان اعتمدت على استعداد الرئيس الا انها تظل رهن نواياه والظروف، والعوامل التي قد تنجحها او تفشلها منذ البداية، فالحديث يدور منذ ان جرت التسريبات قبل العشاء «الاخير» عن محادثات فاشلة منذ البداية لان الاستيطان لم يتوقف وفي ضوء العملية الجديدة فلن يتوقف، كما ان النوايا الامريكية وراء الدفع لاتفاق يقف وراءه ما يتحدث عنه محللون امريكيون «العامل الايراني».

ومن هنا يتعامل المحللون الامريكيون على الاقل ما ورد في الصحف بالمحادثات المباشرة بانها فرصة لتحقيق اتفاق نظرا لان ما يجمع الاطراف فيها هو الخوف من التهديد الايراني - «اسرائيل» تخاف من ايران نووية، والفلسطينيون - «السلطة» يخافون من «حماس» مدعومة من ايران.

ولكن التحليلات الامريكية ترى ان التهديد الايراني ليس كفيلا بتوفير الوصفة السحرية لاتفاق ترى انه بعيد عن التحقق، نظرا للفرقة بين الفلسطينيين، وحكومة «اسرائيلية» يدعمها رأي عام يميني اضافة الى الحركات المتطرفة لدى الطرفين.

[**العامل الايراني*]

وعلى الرغم من هذا فالطموحات الايرانية التي تظلل «الشرق الاوسط» قد تخدم كرابطة مشتركة للابقاء على اتفاق سلام قد يكون ضعيفا. وتشير صحيفة «واشنطن بوست» الى ان مشاريع ايران النووية ومحاولتها لنشر تأثيرها السياسي على مناطق واسعة من المنطقة قد اخافت ملوك المنطقة والرؤساء الذين يحكمون منذ اماد. وتعتقد الصحيفة انه مع دقات عقارب الساعة التي ستعلن قرب ولادة القنبلة النووية الايرانية بات من المحتوم على «اسرائيل» وجيرانها العرب تحقيق اتفاق سلام ومعا «مواجهة التهديد لامنهم واستقرارهم السياسي».

وتشير الصحيفة الى ان المعادلة المعروفة «عدو عدوي» تظلل المحادثات في المنطقة وتضع الانظمة العربية التي تصفها بالسنية في تحالف مشترك لمواجهة التهديد الايراني. وتقول ان كلا من الاردن ومصر ـ الدولتين اللتين تلعبان دور الوصيفة- لديهما مصلحة بالاتفاق نظرا لانهما مهددتان من ايران عبر جماعات وكيلة عن الاخيرة. واشارت لتصريحات جورج ميتشل، مبعوث اوباما للشرق الاوسط هذا الاسبوع الذي قال للصحافيين ان ايران تظل عاملا مهما فيما يتعلق بالنزاع هذا.

ويقول ميتشل الذي قاد عام 2001 لجنة لدراسة ظروف الانتفاضة والنزاع بناء على طلب من الرئيس جورج بوش وقدم تقريرا حول الوضع انه قرأ عندما عين كمبعوث خاص للمنطقة تقريره السابق ودهش ان ايران لم تذكر ولو مرة في التقرير. ويقول حسبما تنقل عنه انه في زيارته الاولى واللاحقة والتي قابل فيها قادة ما بين 14- 15 دولة كان اسم ايران حاضرا في كل النقاشات.

وفي كل النقاشات «كان الموضوع الايراني النقطة الاولى اوالثانية على اجندة النقاش»، مما يعني ان ايران تظل موضوعا مهما ومؤثرا في العملية السلمية. وبناء عليه ترى الصحيفة ان نتنياهو قد يدير ظهره لحلفائه ويمدد تجميد الاستيطان لما بعد 26 ايلول (سبتمبر) الحالي ويقدم بعض التنازلات حول القدس الشرقية. وما يدفع نتنياهو الى هذه التنازلات ان اي عملية عسكرية «اسرائيلية» ضد ايران تحتاج الى دعم امريكي، كما انها اي التنازلات قد تؤدي لتغيير صورته لدى الادارة خاصة ان العلاقة مع اوباما اتسمت بالتوتر والبرودة. اما فيما يتعلق بعبّاس فلديه هو الاخر اسبابه لخشية التأثير الايراني على «حماس»، فيما لا توجد اية اشارة حول قرب التوصل لمصالحة وطنية بين «حماس» و«فتح».

وترى في تحقيق اتفاق ان يد عبّاس ستطول وتقوى في كل من الضفة وغزة. وبالنسبة لمصر والاردن فلكل من الرئيس والملك اسبابه، فالعاهل الاردني يخشى ما تذكر به توسع «الهلال الشيعي».

وتقول ان كون الاردن محصورا بين العراق والضفة الغربية فهناك مخاوف من تحركات ايرانية كي تؤكد على تحول الشيعة الى غالبية في البلد وتقوده كما تزعم ، مستفيدة من فوضى ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق. وبالنسبة لمبارك فجارته في غزة اصبحت «حماس» المدعومة من ايران، كما انها اي «حماس» تشارك حركة الاخوان المسلمين القوية في مصر المبادئ وهي الحركة التي تواجه قمعا يوميا من النظام المصري فـ «حماس قوية» تعني مشاكل لمبارك.

[**صانع سلام ام مجرد تمثيل؟*]

وبعيدا عن العامل الايراني وطموحات نتنياهو فالاخير لديه ثلاثة مطالب طالما اكد عليها كشروط للمفاوضات: التأكد من منع تهريب الاسلحة لاي دولة فلسطينية ستقوم، واعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة واي اتفاق سيوقع عليه يجب ان يكون نهائيا. وهي شروط لا يوافق عليها الفلسطينيون مما يعني ان هناك قدرا مشتركا من التشاؤم وغياب ارضية تجمع الطرفين، ولان نتنياهو يعتمد على حكومة من اليمين فانه لن يكون قادرا على منح الفلسطينيين تنازلات في وقت يحفظ فيه ائتلافه. وهناك قلة من المحللين ممن يرون ان نتنياهو مستعد للتخلي عن موقعه كزعيم لليمين مقابل حكومة ائتلاف تجمع يسار الوسط واحزابا اخرى صغيرة. ويرى محللون «اسرائيليون» ان نتنياهو لن يتخلى عن سلطته التي هي في ذروتها ويضحي بها فهو اقوى شخص في «اسرائيل» يستطيع ان يفعل ما يشاء.

[**كلمة السر الاستيطان*]

وايا كان الوضع فالاستيطان سيظل القنبلة الموقوتة التي تهدد المفاوضات حسب صحيفة «الفايننشال تايمز» والتي قالت في افتتاحية خصصتها ان هذه القنبلة بتدمير المفاوضات في أقل من شهر، أي بحلول السادس والعشرين من الشهر الجاري الذي ينتهي فيه الوقف «الإسرائيلي» المؤقت للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة. وتقرأ الصحيفة مشكلة نتنياهو من وجهين، فمن ناحية تقول انه لو مدد التجميد المؤقت فسيعرض ائتلافه الحكومي لخطر الانهيار ويؤجج عليه الجماعات المؤيدة للاستيطان وهي قوية، ثم إن الغالبية العظمى داخل ائتلافه. ومن جهة اخرى يقول الفلسطينيون انهم سينسحبون من المفاوضات اذا تواصل بناء المستوطنات.

ولخشية نتنياهو ان يتحمل مسؤولية الانهيار في المفاوضات فهو يميل حسب الصحيفة الى تسوية حول تجميد الاستيطان وتدور حول التمييز ما بين ما يطلق عليه الكتل الاستيطانية والتي تقع بالقرب من الخط الأخضر للحدود مع الضفة الغربية وبين المستوطنات الصغيرة المعزولة الواقعة في عمق المناطق المحتلة، وهذه الفكرة تحظى بدعم من الوزراء «الاسرائيليين». وهناك خيار آخر وهو انجاز المشاريع التي صدرت فيها تراخيص والتوقف لاحقا عن منح اية تراخيص جديدة وتجميد المشاريع الحكومية. وفي كلا الوضعين سيلقي موضوع الاستيطان بظله على المفاوضات. ومن هنا ستحاول ادارة اوباما تفادي الانهيار والاحراج بالضغط على نتنياهو كي يمدد التجميد من جهة والضغط اكثر على عبّاس كي يقبل صيغة التسوية المحتومة ولا ينسحب من المفاوضات. وايا كان فانهيار المحادثات سيكون قياسيا لو حدث، كما تقول الصحيفة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2165526

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2165526 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010