الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

تجميد العمليات مقابل تجميد البناء

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

بعد سنوات طويلة من الهدوء الامني في المناطق وبالاساس داخل نطاق الخط الاخضر، عاد الارهاب الى المعادلة القديمة من خريطة الطريق. تجميد العمليات مقابل تجميد الاستيطان.

منذ عاد بنيامين نتنياهو الى السلطة فقد عنصر الامن في العلاقات مع الفلسطينيين وفي الاتصالات مع الامريكيين تأثيره. وحتى كبار رجالات جهاز الامن «الاسرائيلي» شهدوا أمام خبراء الامن الامريكيين والاوروبيين بأن مساعي الفلسطينيين في صد «حماس» وتعاون حكومة سلام فياض مع الجيش «الاسرائيلي» والمخابرات، جدير بالاوسمة. اقتراح عبّاس ادخال قوة دولية الى الدولة الفلسطينية سحب منذ الآن البساط الامني من تحت قدمي نتنياهو، والهدوء اخرج ايضا من يد المستوطنين العذر الامني. اما العملية قرب كريات أربع فقد أعادت دفعة واحدة رعب الارهاب الى الصفحات الاولى والى مركز الخطاب السياسي وشعارات مجلس «يشع».

عندما تصل هذه الاصوات من الداخل، من الصعب التوقع بان يلتزم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امام الامريكيين باستئناف أمر التجميد الذي سينفد مفعوله في 26 من هذا الشهر. ولكن، نتنياهو وقادة الادارة في واشنطن ايضا يعرفون من يسيطر في محور حركة السير الذي وقعت فيه العملية الارهابية أول أمس. عندما يكون الجيش «الاسرائيلي» منتشرا في الطرق الرئيسية ووكلاء المخابرات متناثرين في كل موقع في الضفة الغربية، من الصعب توجيه أصبع الاتهام نحو «السلطة الفلسطينية». عندما تعتقل أجهزة امن «السلطة» عشرات نشطاء «حماس»، من الصعب معاقبتهم بالذات باستئناف البناء (المجمد على أي حال بشكل جزئي فقط) في كل ارجاء الضفة وشرقي القدس.

وحتى دون المحاولة المكشوفة جدا من «حماس» لتخريب القمة، فان الرئيس اوباما ورجاله سعوا الى تركيز اللقاء على مواضيع «ثقيلة» اكثر من التجميد المؤقت الاضافي للبناء في المستوطنات. حتى موعد نفاد الوردية الاولى من التجميد، يأملون بان يقترح نتنياهو على محمود عبّاس (ابو مازن) انجازا في احد المواضيع الجوهرية.

فقط صيغة «اسرائيلية» ترسم خريطة «الكتل الاستيطانية» ستسمح بوضع صيغة حل وسط على نمط دان مريدور؛ ومن أجل مد خيط بين «الكتل الاستيطانية» التي يمكن فيها استئناف البناء، وبين المستوطنات المنعزلة فان على نتنياهو في وقت مبكر اكثر مما هو متأخر، ان يكشف عن الخطوط الهيكلية للضفة الغربية حسب مفهومه.

حتى في حينه، سيتعين على الرئيس اوباما أن يجند كل الارادة الطيبة للرئيس المصري حسني مبارك، وعبدالله ملك السعودية وعبدالله ملك الاردن ونفوذهم على محمود عبّاس. لن يكون هذا سهلا على الزعماء العرب الاكتفاء بخريطة تتجاوز شرقي القدس.

امس، في اعقاب نشر المقابلة مع وزير الدفاع ايهود باراك في «هآرتس» اضطر نتنياهو الى اطلاق تصريح بان القدس ستبقى «عاصمة «اسرائيل» الموحدة». في هذه المرحلة، حين يكون الجميع لا يزالون عالقين في مستوى التصريحات في وسائل الاعلام ونظرتهم موجهة الى الخصوم السياسيين من الداخل، اكثر منها الى محادثيهم الذين دعوا الى واشنطن، فان لصور القتلى في العمليتين الارهابيتين والمقابلات في الصحف توجد قوة اكبر من المباحثات الداخلية وحتى من المصالح الاستراتيجية. السؤال كان ولا يزال: هل المضيف باراك اوباما يختلف عنهم؟

- [**عكيفا الدار | «هآرتس» | 2 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2165549

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2165549 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010