الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

يريد عبّاس ويستطيع

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

ما يزال محمود عبّاس، رغم العملية في جنوبي جبل الخليل ونتائجها المأساوية، شريكا في السلام. ستسمع الان مرة أخرى نفس الشعارات القديمة، التي أطلقت في الجو في الأيام الأخيرة: «لا يوجد شريك فلسطيني»، أو الصيغة التي هي أكثر شعبية: «كان عرفات يريد ولم يشأ، ويشك في أن أبا مازن يريد، ومن المحقق أنه لا يستطيع». لكن عمليات «حماس» تمت قبل وصول «السلطة الفلسطينية» الى منطقة الخليل. ويجب الاعتراف بأن الحديث عن احدى الفترات الأشد هدوءا في الضفة من ناحية أمنية منذ 1967، ان لم تكن هي الأهدأ.

إن العائبين على عبّاس أضاعوا عدة حقائق. فقد أظهر «الرئيس الفلسطيني» في العقد الاخير شجاعة سياسية تثير الحسد في كل «اسرائيلي»، لأن زعماءه تنقصهم شجاعة كهذه.

كان عبّاس منذ ايام الانتفاضة الثانية الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي قال علنا إنه يجب وقف العنف. في بدء 2005، في حملته الانتخابية، وجه عبّاس انتقادا الى اطلاق صواريخ القسام من غزة، بحجة أنه يضر بالمصالح الفلسطينية وكانت تلك خطوة يمكن أن تعتبر انتحارا سياسيا. لكنه فاز في الانتخابات.

تبينت زعامته للناظر أكثر من كل شيء في السنين الثلاث الاخيرة. صحيح، لا يسيطر عبّاس على قطاع غزة. لكن الكلمة الوحيدة التي تلائم وصف ما يحدث في الضفة هي الثورة. فبغير «قوة حضور» عرفات، ينجح عبّاس في هدوء واصرار في تغيير وجه الضفة.

وقد أحدث واقعا مختلفا غير معروف للفلسطينيين، مع رئيس الحكومة الذي عينه بعد سيطرة «حماس» على غزة، سلام فياض. اختفى المسلحون، ويسود المدن الفلسطينية لأول مرة القانون والنظام. لقد انخفض عدد العمليات على «الاسرائيليين» انخفاضا كبيرا.

في أيام «الرصاص المصبوب»، عندما ثارت الدول العربية كلها بمظاهرات على «اسرائيل»، كانت الضفة أهدأ مكان في «الشرق الاوسط» بل حتى قياسا بـ «اسرائيل». تنعكس هذه الأمور جيدا في استطلاعات الرأي العام، حيث تعلو شعبية عبّاس على الدوام (اذا استثنينا موضوع استنتاجات تقرير غولدستون). صحيح، قد لا يكون عبّاس ذا شعبية كعرفات، لكنّ «أبا عمار» رأى أن تأييد الجمهور هو الأساس، وسار خلف أهوائه، بدل أن يقود ويوجه. وضع عبّاس في «فتح» أفضل مما كان دائما، ومنيت المعارضة التي كانت له بهزيمة في كل معركة معه.

يمكن أن نسمع هذه المدائح لأداء عبّاس و«السلطة الفلسطينية» من قادة الشاباك والجيش «الاسرائيلي» أيضا وإن لم يقولوا ذلك الان علنا، على الفور بعد العملية، خوف رد اليمين. لا يكفي هذا أعضاء ائتلاف نتنياهو. فهم يتعلقون بكامل قوتهم بسلطة «حماس» في غزة، أو بعملية وحيدة في فترة هادئة نسبيا، من أجل تسويغ عدم وجود مسيرة سياسية، أو التعليل لفشل المحادثات في المستقبل. لا ينبغي لـ «اسرائيل» ان تصبح رهينة لـ «حماس» وأن تنتظر ان توافق المنظمة الاسلامية على التخلي عن سلطتها في القطاع او على وقف العمليات للتوصل الى اتفاق سلام.

يبرهن عبّاس بأفعاله وبكلامه على أنه يريد ويستطيع. لكنه لا يستطيع فعل ذلك بالشروط التي يريدها اليمين. يستطيع أن يزيد مرونته في شأن الحدود، وربما حتى في ما يتعلق بحق العودة. لكن لا بالقدس، كما رفض سلفه عرفات فعل ذلك حقا. يجب على حكومة نتنياهو أن تدرك الثمن. أتريدون السلام؟ أعطوا عبّاسا جبل الهيكل. فبغير سيادة اسلامية على «الحرم الشريف»، لن نتوصل الى اتفاق ولا حتى بعد عقد.

- [**أفي يسسخروف | «هآرتس» | 2 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2178248

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2178248 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40