الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

كهرباء ذرية بأسلوب هندي

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

«اسرائيل» معنية منذ منتصف السبعينيات ببناء مفاعل ذري لانتاج الكهرباء، بل إن لجنة الطاقة الذرية وشركة الكهرباء حددتا موقعا مناسبا من جهة جيولوجية (منطقة يقل فيها خطر الزلازل) ـ حلوتسا في النقب. على حسب استعراض الاحتمال ذلك، يمكن أن ينشأ في حالوتسا أربعة مفاعلات ذرية بطاقة انتاجية تبلغ الف ميغا واط لكل واحد. تكلفة كل مفاعل أكثر من مليار دولار.

زادت الرغبة في بناء هذه المفاعلات في المدة الأخيرة، على خلفية الطلب الزائد للطاقة الذرية النظيفة على أن تكون بديلا من احتياطيات النفط والغاز المتضائلة في العالم (رغم الكشوف في سواحل «اسرائيل»).

المشكلة أن «اسرائيل» لا تملك القدرة، والعلم، والتقنية، والتجهيز والنفقة لبناء المفاعل بقواها الذاتية. ولما كانت لم توقع على الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح الذري، فلا يحل للدول التي تملك التقنية والعلم، وفيها الولايات المتحدة، أن تبيعها مفاعلا او تساعدها على انشائه.

لكنهم في القدس يؤملون أن تعاملها الولايات المتحدة على حسب «المخطط الهندي». فالحديث عن اتفاق وقع في الماضي بين ادارة الرئيس جورج بوش وحكومة الهند، عن دوافع استراتيجية، جعلت فيه الولايات المتحدة الهند «شاذة» وباعتها تقنية وعلما ذريا رغم أنها موقعة على ميثاق منع نشر السلاح الذري. وافقت نيودلهي عوض ذلك على اخضاع منشآتها الذرية المدنية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ما تزال المنشآت العسكرية خارج مجال الرقابة. تؤمل «اسرائيل» أن تجعل الولايات المتحدة «اسرائيل» «شاذة» في أعقاب السابقة الهندية، وأن تظل ديمونا منشأة سرية بلا رقابة.

قال عوزي عيليم، الذي كان المدير العام للجنة الطاقة الذرية في المدة الاخيرة في مقابلة صحافية مع اليكس دورون من موقع الانترنت «اخبار الطاقة»، أنه بحسب أقصى علمه «توجد موافقة بل حتى اتفاق ما مع اوباما، فحواه ان الولايات المتحدة هي التي ستزود المحطة او المحطات بالمفاعلات على حسب المخطط الذي استعملوه مع الهند».

وقال عيليم إن «الولايات المتحدة عبرت عن استعداد لبذل جهد لاقناع منظمة الدول التي تزود المفاعلات الذرية لانتاج الكهرباء بالتقنيات، بأن تنطبق السابقة المتميزة الهندية على وجه الدقة، على «اسرائيل» في كل ما يتعلق بالكهرباء، أي لن تكون حاجة الى التوقيع على نفس الميثاق الاشكالي الذي موضوعه عدم نشر السلاح الذري. وسيكون تحدي الامريكيين اقناع تلك المنظمة الدولية، من المزودات بالتقنيات الذرية، بالموافقة على أن تطبق على «اسرائيل» الاتفاق الذي عقد مع الهند.

في مدى علمي وفهمي، يميل اوباما اليوم الى تطبيق هذه الحالة الشاذة على «اسرائيل» ايضا، وهو يباحث نتنياهو في ذلك».

رغم كلام عيليم هذا يمكن أن نفترض ألا يوقع اتفاق كهذا بين الولايات المتحدة و«اسرائيل» سريعا بسببين على الأقل :

الاول، لان ذلك سيمس بالجهد الامريكي لتشديد العقوبات التي ترمي الى وقف برنامج ايران الذري، والثاني لان الادارة ستقرن كل افضال مفرط كهذا على «اسرائيل» بأن توافق هذه على نقض المستوطنات والتوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

- [**يوسي ميلمان (سري) | «هآرتس» | 2 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2178900

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2178900 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40