الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

«مقاطعة المال»

الخميس 2 أيلول (سبتمبر) 2010

ذكرتنا مبادرة مقاطعة المسرح في اريئيل أين نعيش ومع من. تذكرنا طابع المقاطعات ومبتدعيها، التي كانت ترى في البدء على أنها منشور حالم غير مضر يقاطع المستوطنين «فقط»، وقد تجعل دولة «اسرائيل» اليوم مقصية. لكن ذوبان مقاطعة الممثلين وانطواءهم نفسه يأتينا بإدراك مهم آخر وهو أن الدعوة الى المقاطعة تلاشت في واقع الأمر بسبب رد الساسة الشديد الذين بينوا أنه لا يوجد مال اذا وجدت مقاطعة.

بادر مديرو المسارح العامة الى الالتزام بأن يعرضوا في اريئيل، وكذلك عدد من موقعي رسالة المقاطعة. تبين مرة أخرى أن الأوراق النقدية ترسم حدود العقيدة في هذا الجانب من الخريطة السياسية. أما الجانب الثاني من قضية الاوراق المالية نفسها فقد يكون أهم: فنحن نخضع منذ سنين لتأثير كثيف، معلن وخفي، لحكومات ومنظمات أجنبية ومعادية. وهي تنفق على حملات دعائية وتبادر الى اجراءات قانونية واجراءات عامة، مع تقديم مصدر العيش لآلاف «الاسرائيليين» الاجلاء الذين يعملون بواسطة مالها.

إن هدف الحكومات الاجنبية ان تقوض وتغير بقوة المال النقد هو من المواقف الاساسية لأكثر الجمهور «الاسرائيلي»، ونمكنهم نحن لسبب ما من الاستمرار على ذلك. وهكذا، في هذه الايام، مع التمهيد للقمة في واشنطن، نجمت عندنا حملة عزيزة تقود تنظيما يسمى «مبادرة جنيف». إن «اسرائيليين» أجلاء مثل يوسي بيلين وغادي بلتيانسكي يقودون الحملة الدعائية الكاذبة الانتحارية هذه، التي تحاول اقناعنا بالاستغناء عن جميع ممتلكاتنا لانه «يوجد لنا شريك».

تناقض حملة غسل الدماغ الجديدة ـ القديمة هذه وجه الواقع المبرهن عليه، لكن الحقائق لا تهم يهودا خلاصيين مثل يوسي بيلين الذي لم يعد يهمه ذلك. ما يهم هو أن جوهر عمل شركة «ح. ل .تربية» التي تقود مبادرة جنيف، مثل جهات أخرى بقيادة يوسي بيلين، تنفق عليها حكومات الاتحاد الاوروبي وجهات أجنبية أخرى.

نشر الى جانب مبادرة جنيف في يوم الاربعاء اعلان كبير في الصفحة الاولى من صحيفة «هآرتس» يحاول أن يضغط على رئيس الحكومة. تسمى الجهة الموقعة على الاعلام «مجلس السلام والأمن»، ونجحت في الماضي في أن تؤثر كثيرا في مسارات عامة وقانونية مصيرية. تزعم هذه الجهة في نشراتها أنها تعمل بلا أية مصالح أجنبية، لكنها غادرت أخيرا فقط بغضب نقاشات في موضوع جدار الفصل في المحكمة اللوائية في تل أبيب، بعد أن أمرت بالكشف عن مصادر تمويلها.

فضّل المجلس ألا يكشف عن الدعم الكثيف الذي يتلقاه مباشرة أو غير مباشرة من حكومات ومنظمات أجنبية. بواسطة صندوق «اسرائيل» الجديد و ECF، بقيادة يوسي بيلين، يصل الى المجلس تمويل كثيف من حكومات ومنظمات أجنبية، مثل الاتحاد الاوروبي وصندوق فورد. ومثل مبادرة جنيف ومجلس السلام والأمن ما كانت عشرات المنظمات الاخرى التي تؤثر تأثيرا عظيما في حياتنا لتستطيع البقاء بغير هذا المال الاجنبي المنحاز. إن الاعلانات، وأجور المسؤولين الكبار، والاستئنافات الى محكمة العدل العليا، كل ذلك يكمن في أوراق النقد الاجنبية.
وكذلك ايضا جمعية حقوق المواطن، وبتسيلم، وسلام الآن، وصندوق «اسرائيل» الجديد، ونكسر الصمت، وعدالة وغيرها. رغم أنه ينشأ في المدة الاخيرة نقاش عام في هذا الموضوع، ما زلنا نمكن الأوراق المالية الاجنبية من النفقة بلا نهاية على النشاطات المعادية لـ «اسرائيل» التي تغير وجه الدولة وتعرض مستقبلها للخطر. لا توجد دولة في العالم كانت تمكن من استمرار وجود الدسيسة السياسية المنهجية هذه بلا تدخل. ولهذا، كما في قضية مقاطعة اريئيل، يكمن المفتاح في المال ويجب وقف هذا المال الاجنبي الحكومي والتنظيمي.

- [**نداف هعتسني | «معاريف» | 2 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 8 / 2166065

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

27 من الزوار الآن

2166065 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010