الأحد 10 كانون الأول (ديسمبر) 2017

فلسطينيو الداخل: على السلطة الفلسطينية إعادة حساباتها

الأحد 10 كانون الأول (ديسمبر) 2017

يواصل فلسطينيو الداخل فعاليات احتجاجية بالمسيرات والتظاهرات نصرة لزهرة المدائن، واستمرت مسيرات محلية داخل أراضي 48 رفعت فيها لافتات منددة بترامب واليوم الأحد سيصل وفد كبير لكل قياداتهم السياسية والدينية إلى القدس للقاء مرجعياتها الوطنية والدينية والأهلية. ويحرص فلسطينيو الداخل على عدم إطلاق كل طاقاتهم دفعة واحدة، وهم يخططون لاستكمال برنامج طويل نصرة للقدس، منه مظاهرة شعبية قبالة السفارة الأمريكية في تل أبيب بعد غد الثلاثاء ومظاهرة بمشاركة عشرات الآلاف في مدينة سخنين يوم الجمعة القريب وغيره. منذ 1948 بقي فلسطينيو الداخل محاصرين عربيا وفلسطينيا على المستوى الرسمي على الأقل وبسبب خصوصيتهم اعتبروا خارج قضية شعبهم الوطنية. وفي 1993 ومن خلال اتفاق أوسلو جاهرت منظمة التحرير الفلسطينية بذلك، إذ اعتبرهم الاتفاق جزء من إسرائيل. لكن القدس قبل وبعد اتفاق أوسلو ظلت تلعب دورا في تجميع الفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر عاملا ناظما وسط فوضى خطيرة ومركز ثقل وطنيا وحضاريا ودينيا. وطيلة العقود الثلاثة الأخيرة عمل فلسطينيو الداخل وبقيادة الحركة الإسلامية، على نصرة القدس من خلال تسيير قوافل الرباط إليها، لصيانة وترميم الأماكن المقدسة في الحرم القدسي الشريف. وحتى حظرتها إسرائيل قبل عامين عملت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، ومن سجنه أمس أكد الشيخ رائد صلاح أن ترامب زائل والقدس باقية، وأن الصهيونية ستلقى مصير الحملات الصليبية عاجلا أم آجلا. في أحاديث لـ «القدس العربي» قال بعض قادة فلسطينيي الداخل إن بوسع الشعب الفلسطيني تعديل القرار الأمريكي وتنفيسه سياسيا، داعين العالمين العربي والإسلامي لسحب سفاراتهم من واشنطن حتى يتراجع ترامب عن اعترافه.
دور السعودية
ويوضح رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 محمد بركة، إن في خلفية القرار، محاور إقليمية، باتت أكثر انفضاحا، بإخراج القضية الفلسطينية من الأولوية، ورفع «الحرج» عن التعاون السافر بين حلفاء أمريكا والرجعية العربية، وعلى رأسها السعودية، التي أبرمت مع ترامب «صفقة القرن الحقيقية». ويدلل على ذلك بالقول إن الإعلام الرسمي السعودي مليء بإنكار فلسطين، والإشادة بإسرائيل، في ظل أكثر حكومات إسرائيل عنصرية.
ودعا بركة الدول العربية والإسلامية إلى سحب سفرائها من واشنطن وتجاوز البيانات الخجولة الصادرة عن أغلب العواصم العربية. ويعتبر رئيس القائمة العربية المشتركة النائب أيمن عودة إن القدس ستكون العاصمة الرسمية للشعب الفلسطيني، وأمريكا هي التي أخرجت نفسها من دور الراعي للعملية السلمية. ويتفق مع كثير من زملائه بأن واشنطن هي التي بات رأيها معزولا دوليًا، مؤكدا أنه دائمًا كان من الخطأ الاعتماد على أمريكا المنحازة بنيويا لإسرائيل حكما وحيدا في المفاوضات. وتابع عودة: «ترامب غير مهتم أبدا بمستقبل الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال ولا بمستقبل الإسرائيليين. ترامب يتبع مصالحه فقط ومصالح الامبراطورية الهرمة وحساباته ليست استراتيجية إنما انتخابية حمقاء». وردا على سؤال يرى عودة، أن الأمر الأساسي هو أن الخلاص لن يأتي إلا من الشعب الفلسطيني ولن يكون سلام إلا بالقدس عاصمة رسمية للشعب الفلسطيني.

القمة الإسلامية

ويدعو النائب أحمد الطيبي الدول العربية والإسلامية لاتخاذ إجراءات جديّة ضد إعلان ترامب، حتى لا تستمر الولايات المتحدة الأمريكية بهذا النهج والتبني الكامل للخطاب «الليكودي اليميني المتطرف» وحتى لا تحذو دول أخرى في العالم حذو الولايات المتحدة. وأضاف «القدس درّة التاج، بمساجدها وكنائسها، بأقصاها وقيامتها تمس في وجدان كل الشرفاء العرب والمسلمين، وعليه فان الخطوة التي أقدم عليها ترامب تعدّت كل الخطوط وهي مخالفة للقانون الدولي وللأعراف الدولية وفيها استهتار بكل الشعوب العربية والإسلامية وتلغي عمليا الدور الأمريكي في ما يسمى عملية السلام ويحسم مكانة البيت الأبيض كلاعب معادي يعمل على تكريس سياسة الاحتلال التي تشكل عقبة أمام تطبيق حل الدولتين وفقا لحدود العام 1967 التي لا يمكن لها أن تتم دون القدس الشريف».
موضحا أن قادة الدول العربية والإسلامية الآن أمام امتحان، لنصرة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وهذا يتطلب منهم موقفا لا يقتصر على بيانات الاستنكار والرفض فحسب، انما موقف رادع يمنع تهويد هوية القدس العربية وتطوير الآليات. كما يرى الطيبي أن على الشعوب العربية والإسلامية الخروج والتعبير عن رفضهم لهذا القرار وعلى الجميع وخاصة الدبلوماسية الفلسطينية ان تقود حمله دولية للاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين ابتداءً من قرار كهذا في اجتماع القمة الإسلامية في اسطنبول ومن بعدها سائر دول العالم.
وفي رأيه يترتب «على القيادة الفلسطينية، اتمام المصالحة الوطنية وتطوير أساليب النضال لمواجهة هذا الخطاب الأمريكي المنحاز والمحاولات الإسرائيلية لإنهاء إمكانية الحل السياسي والحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، طال الزمان أم قصر». معتبرا أن هذا المـوقـف يـحـتم على القـيـادة الفـلسطينية إعادة النظر في استراتيجيتها من عملية التفاوض وحل الدولتين والموقف من الإدارة الأمريكية.

«القدس أهم من واشنطن»

ويصف النائب جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة، إعلان ترامب بأنه «إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وعلى العرب عموما». ويقول زحالقة أيضا أن ترامب عبّر خلال تصريحه عن استهتاره بالعرب والمسلمين وبالقانون الدولي وحتى بمن سبقه من رؤساء أمريكيين امتنعوا عمّا أقدم عليه.
ويشير زحالقة إلى ان ترامب اعتمد في خطابه على تزييف التاريخ والواقع، وعبّر ليس فقط عن انحياز سياسي إلى جانب إسرائيل، بل عن تبنّي الايديولوجية الصهيونية وأساطيرها وخطابها وعدائها للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية الطبيعية والشرعية. ويؤكد زحالقة أن القدس بالنسبة للفلسطينيين أهم من واشنطن بالنسبة للأمريكان، وذلك بسبب مكانتها التاريخية والوطنية والحضارية والدينية، وكما أن ترامب ليس مستعدًا للتنازل عن واشنطن فإن الفلسطينيين أكثر تمسكًا منه بعاصمتهم القدس الشريف. وأضاف: «فلسطين بدون القدس هي كالجسد بلا روح، وشعبنا الفلسطيني سيحمي القدس من العدوان الأمريكي والإسرائيلي مهما كلف الأمر».

وقف التنسيق الأمني

وبما يتعلق المستقبل يدعو زحالقة إلى تنظيم المزيد من مظاهرات الغضب ضد القرار الأمريكي في القرى والأحياء العربية في الجليل والمثلث والنقب وإلى التظاهر أمام السفارة الأمريكية، حتى تقوم جماهيرنا العربية في الداخل بالاسهام بدورها في التصدي للقرار الأمريكي العدائي للشعب الفلسطيني وحقوقه الشرعية وفي مقدمتها حقه في كنس الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ويؤكد على «حق القيادة الفلسطينية، بل واجبها، الإعلان الرسمي عن تحوّل الولايات المتحدة إلى جزء من قوى الاحتلال، والإعلان عن انتهاء دورها كوسيط».
مشددا على أن من واجب الدول العربية والإسلامية فرض عقوبات على إسرائيل وأمريكا بعد إعلان ترامب الخطير، وأنّ الرد على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يجب أن يكون سحب السفارات العربية والإسلامية من إسرائيل وكذلك تجميد الاتفاقيات العسكرية بكافة أشكالها مع أمريكا حتى تتراجع عن قرارها. مؤكدا أن القدس هي خط أحمر، وحمايتها واجب على كل فلسطيني وعربي ومسلم ومناصر للحق والعدالة في العالم.
ويدعو زحالقة السلطة الفلسطينية إلى «الإعلان عن وقف التنسيق الأمني بالكامل، والعودة إلى الشعب وخياراته النضاليّة، المستندة إلى حقوقه التاريخيّة، وعلى الشرعية والقرارات الدوليّة، والإعلان عن أنه لا شريك للسلام، ولا خيار سوى تعزيز الهيئات الشعبية والتمثيلية للشعب الفلسطيني، التي هي وفقط هي تستطيع أن تحمل وتقود نضاله». كما دعا أيضا السلطة إلى «إتمام المصالحة دون مماطلة، واعتبار المصالحة الحقيقية مصدر القوة والحماية الأولى للشعب الفلسطيني، وخيارا استراتيجيا نضاليا، خارجا عن إملاءات بعض الأنظمة والترتيبات التي تريد تصفية القضية الفلسطينية، وإلى اتخاذ الخطوات الضرورية والملحة لأجل إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، بحيث تشمل كل القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفاعلة، وتثبيتها كهيئة تمثيلية نضالية تقود المرحلة الصعبة المقبلة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2165415

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع متابعات  متابعة نشاط الموقع في الأخبار  متابعة نشاط الموقع أخبار دولية   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

2165415 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010