الجمعة 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017

وعد المقاومة...

الجمعة 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 par رئيس التحرير

تمر مئوية القرار الرسمي الحكومي الإنجليزي والذي قدمه اللورد بلفور باسم حكومة صاحب الجلالة الانجليزي للحركة الصهيونية بخلق وطن سياسي للحركة الصهيونية في قلب فلسطين العربية التي احتلتها هذه الحكومة، وهو ما أطلقت عليه الأدبيات السياسية لا حقا وعرف فيها باسم وعد بلفور، وتحاول اليوم عصابة الحركة الصهيونية اليوم في فلسطين المحتلة أن تنتقل بهذا الوعد ومفاعيله التي رسختها الكولونيالية الانجليزية الآفلة، وحمتها الامبريالية الامريكية وتحالف الانجلو ساكسون مع الرجعية المنبطحة العربية إلى وطن ديني يهودي يكمل صيغة وطن قومي سياسي للشعب اليهودي.

سجلت الردود العربية والاسلامية والمشرقية عموما فشلا ذريعا في مواجهة استحقاق هذا الظلم التاريخي والعدوان المستمر في فصله الأول، وبقيت قاصرة عن تحرير الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني من براثن هذا الاحتلال والاستيطان المجرم، وانتهت المئوية بمشهد ما تبقى من النظام الرسمي العربي على أبواب الأنبطاح السياسي والقبول بواقع هذا الزرع الغريب في الإقليم، ومعايشة معظم النظام السياسي في الدول الإسلامية بواقع التخلي الذي قاده النظام الرسمي العربي مستغلا دكتاتورية الجغرافيا لفرض تطويع الحركة الوطنية الفلسطينية لواقع هزيمة النظام العربي أمام هذه العصابة الصهيونية.

مع هذه الصورة السوداء فإن بقعة النور التي تمثل المقاومة الفلسطينية والعربية بل وحتى الاسلامية لا زالت تستحث شعوب هذا الإقليم على النهوض إلى واجب إسناد النضال الذي يقوده الشعب الفلسطيني بما يمثله من طليعة لهذه الشعوب ضد الكيان الصهيوني وضد حلف الأنجلو ساكسون الذي يصر على رعاية أجهزة الإنعاش الموصولة بهذا الزرع الخبيث والذي تلاحقه المقاومة المستمرة أيضا منذ مائة عام بموجات ودورات متصلة من المقاومة والعنفوان الثوري الذي لم ينضب قط في أي مرحلة من مراحل الصراع الوجودي الإنساني الذي حاول المهزومون تسويقه على أنه صراع حدود في خضوع تام لحلقة المؤامرة في جزئها الأول.

تخوض المقاومة الشعبية اليوم صراعها وحربها المعلنة ضد الكيان الصهيوني ووعد بلفور الإجرامي وهي مدركة تمام الإدراك أنها تحارب الحلقتين فيه، حلقة الزرع والتكوين وحلقة الهوية التي أعلنت عصابة الكيان أخيرا عنها ووافقتها عليه الإمبريالية الأمريكية بالوعد الذي انتزعته من الدمية ترامب في البيت الأبيض الإمبريالي، وإذا كانت المقاومة الفلسطينية قد اصطيدت طيلة العشرية الماضية بالحصار رغم نجاحها بصد العدوان المثلث على قاعدتها في قطاع غزة، إلا أن المقاومة الشعبية التي تتواصل في الضفة المحتلة وتجد لها التلاقثي في باقي فلسطين التاريخية أحيانا والتي استطاعت عبر الانتفاضة وحشدها الشبابي والشعبي أن تجبر كيان العصابة على التراجع مؤخرا في الأقصى، تمثل جسر تطوير الموقف لكسر الوعد المشؤوم ومواجهة الوعد المجرم الجديد.

لتحتفل حكومة الإنجليز المجرمة بوعدها الهولوكستي لطحن شعب فلسطين وتغييب الأرض الفلسطينية، وهو إمعان في الجريمة وفي ذات الوقت هو إثبات ملموس على الدور المشارك في هذه الجريمة التاريخية، لكن الجماهير العربية والاسلامية وفي طليعتها جماهير شعبنا المناضل سستجد دوما طريقها لمواجهة هؤلاء المجرمين وإجبارهم على دفع ثمن جرائهم، وهذا هو وعد المقاومة.....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 243 / 2165752

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2165752 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010