الجمعة 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2017

المصالحة والحرب الصهيونية

الجمعة 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2017 par علي قباجة

ربما يكون من الصواب رد اعتداءات قطعان المستوطنين الذين انتشروا بالآلاف في القدس والخليل ومناطق الضفة الغربية لأداء طقوسهم المزعومة عنوة في مقدسات المسلمين، هو الالتزام بالمصالحة التي رتبت الآن فصولها الأخيرة في القاهرة للخروج من هذا النفق المظلم الذي دام عقداً، فلا بد أن يؤسس التوقيع على الاتفاق الوحدوي برنامجاً شاملاً مقاوماً، ووحدة صف تصد الكيان وحكومته اليمينية التي ما فتئت تعلن وتنفذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية، وكان آخرها الإعلان عن بناء 3700 وحدة استيطانية، فضلاً عن تسليحها لرعاع المستوطنين وتركهم يرتعون ويعيثون الخراب والفساد في فلسطين.
الهدف الصهيوني من هذه الهجمة المتزامنة التي يخوضها المستوطنون المترافقة مع هجمة نتنياهو الاستيطانية هو محاولة لضرب وحدة الصف الفلسطيني، وتوجيه طعنة نجلاء لدولة يطمح الشعب الفلسطيني بها منذ ما يقرب القرن. وما عيد «العرش» المزعوم إلا فرصة للولوج إلى أراضي الضفة ومدينة القدس ومسجدها الأقصى لفرض سطوتهم الدينية والأمنية عليهما.
الحرب الصهيونية لم تتوقف يوماً، ولن تتوقف حتى تقتلع الفلسطينيين من أرضهم وإحلالهم بشذاذ آفاق، وهذا بالطبع لن يكون، فالقرارات التهويدية زادت في حدتها، والمقدسات أمست في مهب الريح، وأوصال الضفة مقطعة، والخنق في القدس وغزة هو سيد الموقف، بينما فلسطينيو ال48 يعانون عنصرية مقيتة تستهدفهم في حياتهم، والتهميش لا يمارس إلا عليهم.
توقيت المصالحة والتوحد خلف حكومة واحدة، أمر في غاية الأهمية في هذه الظروف الراهنة، في ظل ضبابية تحاصر مصير الفلسطينيين ومستقبلهم، والقبول بالفشل فإن ذلك ستكون البداية لسقوط فلسطين في قاع عميق لا يسهل الخروج منه، في ظل التآمر الدولي على القضية لإنهائها لصالح الكيان، وما صفقة القرن التي تنادي بها إدارة ترامب إلا الضربة القاضية لفلسطين، فلا بد من وحدة حقيقية يتم بها تجاوز الأحقاد والصراعات الجانبية لصالح مصير قضية على وشك الموت.
فلسطين في حرب وجودية، فإما أن تكون أو لا تكون، وهكذا أرادها الاحتلال، ولا بد من التعاطي مع الموضوع بناء على هذا الأمر، وحشد كل الإمكانات للمقاومة والصد، للحفاظ على كينونة الشعب، وحمايته من تغولات «إسرائيل» الإجرامية الإحلالية. القضية تحتاج إلى سواعد مشدودة وأكتاف متراصة تقف صفاً واحداً ضد الصهاينة ومخططاتهم، ورفض كل الحلول المنقوصة التي يطرحها الغرب وخصوصا الولايات المتحدة.
ما أضاع فلسطين على مدى تاريخ الاحتلال الحديث هو الصراعات الداخلية التي ابتدأت بالعشائرية التي أذكاها الاستعمار البريطاني، ثم بإنشاء أحزاب متضادة صراعاتها فتتت القضية وأرجعتها للوراء، وسمحت للعصابات الصهيونية آنذاك بالتسلل إلى الأرض واستعمارها، لذا على الفصائل اليوم الرجوع للتاريخ والاستفادة منه، والمضي بشكل حقيقي للالتفاف خلف برنامج وطني يخرجهم من الظلمات إلى نور التحرر والانعتاق.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 40 / 2178362

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع علي قباجة   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178362 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40