السبت 30 أيلول (سبتمبر) 2017

في اليسار و اليمين...

السبت 30 أيلول (سبتمبر) 2017 par رئيس التحرير

بكائية أيلول التي يمارسها تيار التصفية من على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذه المرة كانت تحمل دلالتين سياسيتين هامتين، الأولى: إقرار نيار التصفية ومعه اليمين السياسي الفلسطيني بهزيمته التامة خلاصة لممارسة مسار الربع القرن الأخير، أما الدلالة الثانية فهي العودة إلى الأصول في هذه القضية هو ضامنها الأساس وإعادة تعريف واضحة لكل الانحرافات التي حادت عن جذور هذه القضية.

اليمين الفكري ومنه المسمى “الإسلامي” لا يقل انجرارا في الواقع عن اليمين السياسي فحصيلته العربية والدولية لا تقل خسارة ولا هزيمة في كل مشاريعه التي تحمّس لها وبشّر بنواتجها المبهرة، سواء في نسخته المعتدلة أو نسخته المتطرفة الجنونية، وسواء أكان ذلك في ربيعه “العربي” المزعوم أم كان في دولته الداعشية حاملة الأسماء والتسميات المختلفة بحسب الاحتياج ومنطق الصراعات الداخلة فيه، وكلاهما مورد هذه الأمة المهالك.

القاسم المشترك بين هذه جميعا هو مسارها بين حديّ التوظيف الإمبريالي لها، أو الانصياع التام لشروط الامبريالية والصهيونية لمساراتها، خذ ذلك المحدد وطبقه كما تشاء ستجده الناظم لفهم كل معادلات هذه المسألة.

اليسار الفلسطيني لا وجود له في خارطة الفعل السياسي ولا حتى في خارطة الطرح السياسي، فهو جزء من شلل اليسار العالمي وبالطبع انكفاء اليسار العربي نفسه، إنه في الواقع ترجمة مباشرة لفشل مؤجل، وهو في أحسن أحواله شاهد ملك على الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة والقوى التي انخرطت في حؤف المسارات وجرف المصائر، والمخزي أن لا مراجعة لديه من أي نوع قد تمت حتى الساعة لكي يضيف دليلا جديدا على تشوهية يساريته المدعاة.

وحده اليسار الفكري المصنف “الاسلامي” كان صاحب إنجازات تراكمية في المشهد العربي حتى الساعة، وحده المنتقل من القطرية الوطنية المحررة لأوطانها والمجابهة للعدو الامبريالي والصهيوني، إلى القومية المواجهة لهما في أكثر من ساحة وعلى أكثر من مسار، والدلائل أكثر من متوفرة وأعم من قائمة، وفي أبرز أسباب النجاة والنجاح معا ليس فقط تبنيه للخط الجهادي المقاوم فكرا وعملا، بل ونجاته الكلية حتى الساعة من قانون الاستعمال الامبريالي وتشكيله جزءا من الندية الخالصة له.

أكتوبر العظيم في فلسطين مع تجديد زخم الانتفاضة ومسارها وبقوى الانتفاضة المجيدة هو الحليف السليم لمعادلة المقاومة العربية التي تواجه اليوم الامبريالية في عدد من الساحات وهو الممثل الحقيقي لارادة شعب فلسطين، فلتستمر الانتفاضة ومعادلاتها وعملياتها لأنها طريق انتصار فلسطين...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 116 / 2177528

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2177528 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40